اسرائيل تشطب كل ما يتعلق بفلسطين من مناهج مدارس القدس المحتلة

الحدث السبت ١٣/أغسطس/٢٠١٦ ٢٣:٤٥ م

القدس المحتلة – زكي خليل

كشفت مصادر عبرية النقاب ان بلدية الاحتلال ووزارة المعارف الاسرائيلية قررتا وقبل فترة قصيرة من بدء العام الدراسي الجديد تشديد الرقابة على المدارس الفلسطينية في القدس المحتلة التي تدرس المنهاج الفلسطيني.
وذكرت اسبوعية يروشاليم في تقرير بهذا الشأن ان البلدية ووزارة المعارف شطبتا من الكتب التعليمية تفسير آيات من القرآن الكريم وابيات شعر وطنية تتعلق بالنضال من اجل فلسطين. ووزعتا كتبا على المدارس تتضمن صفحات بيضاء فارغة، بعد ان قررتا شطب مضمونها وسطور سوداء خطت فوق النصوص الاصلية في الكتب.
ومن بين السطور التي "اختفت" من الكتب قصائد تتعلق بالنضال الفلسطيني وتفسيرات اسلامية للقتال وتحاليل مؤيدة لحق العودة وحتى ايات من القرآن الكريم.
ومن الناحية العملية شطبت من الكتب التعليمية كافة المضامين المتعلقة بالقتال، الشهداء والتضحية من اجل فلسطين وكذلك التطلعات الوطنية وحتى العلم والنشيد الوطني الفلسطيني.
وقالوا في بلدية الاحتلال ان:"دولة اسرائيل لا تسمح بمناهج محرضة او مشجعة على العنف في الكتب التعليمية" على حد تعبيرهم.
وقال فلسطينيون في القدس بأن اسلوب تعامل البلدية والمعارف مع الكتب التعليمية وعدم طباعتها كتبا جديدة، وابقاء صفحات فارغة وجملا مشطوبة يؤدي الى دفع المعلم الى الرد على اسئلة الطلاب والايضاح لهم ماهية ما ورد في الصفحات الفارغة او ما كان موجودا تحت السطور السوداء.
ويشار الى ان بعض المواد المشطوبة تشكل جزءا من ثقافة الشارع الفلسطيني جميعه بما في ذلك في القدس الشرقية ومنه ما لا يتعلق بالقضية الفلسطينية، وكذلك قصائد كتبت قبل سنوات طويلة من اقامة اسرائيل في خضم الصراع ضد الاستعمار البريطاني.
ومن بين ما شطب تفسير مفهوم بلاد الشام بـ :فلسطين والاردن وسوريا ولبنان، الذي ورد في تفسير سورة "قريش" و"رحلة الشتاء والصيف". وكذلك قصيدة للشاعر علي محمد طه كتبت في سنوات الثلاثينات من القرن الماضي ":فلسطين تحميك من الصدور" وقصيدة للشاعر عبد الرحيم محمود :"احمل روحي على راحتي والقي بها في مهاوي الردى فاما حياة تسر الصديق واما ممات يغيظ العدى".
بدوره قال الباحث المختص في شؤون التعليم راسم عبيدات في تعقيبه حول وضع التعليم في المدينة المقدسة والحلول للرد على اسرلة التعليم في القدس "يوجد في القدس 5 مظلات تعليمية اكبرها التابعة لمظلة وزارة التربية والتعليم الاسرائيلية ممثلة بدائرة المعارف التابعة لبلدية الاحتلال يبلغ عددها 56 مدرسة يدرس فيها 42 الف طالب وطالبة يشكلوا 48.5% من مجموع الطلاب في القدس ".
واشار الى ان "المظلة التعليمية الثانية وهي المدارس الخاصة والاهلية , يبلغ عددها 69 مدرسة , يدرس فيها حوالي 30 الف و350 طالب تشكل نسبة 32% من مجموع طلاب القدس".

وتابع عبيدات " اما المظلة الثالثة فهي التي تتبع وزارة التربية والتعليم الفلسطينية بحيث يبلغ عددها 43 مدرسة في مدينة القدس يتعلم فيها حوالي 13 الف طالب وطالبة يشكلوا ما نسبته حوالي 12.9% من مجموع طلاب القدس".
والمظلة التعليمية الرابعة وهي المدارس الشبه رسمية التي تسمى بمدارس "المقاولات" يدرس فيها حوالي 7200 طالب وطالبة بنسبة 7.5% من مجموع طلاب المدينة". موضحا ان المظلة الخامسة وهي مدارس وكالة الغوث وعددها سبعة مدارس يتعلم فيها حوالي 2100 طالب بنسبة 2.30% من مجموع الطلاب ".
واكد عبيدات ان الخطر الاساسي الذي يتهدد التعليم في مدينة القدس المحتلة هو اعادة تدريس المنهاج الصهيوني لطلاب القدس موضحا ان المسألة ليست تشويه وتحريف للمنهاج الفلسطيني بل استبداله بشكل كامل للمنهاج الصهيوني.
واوضح الباحث عبيدات ان عدد الطلاب الذين يتلقون التعليم وفق المنهاج الصهيوني يبلغ 1800 طالب الا ان خطة وزير التربية والتعليم الصهيوني تتركز في رفع هذا العدد للعام الدراسي القادم الى 2200 طالب مشيرا الى ان الخطر في تدريس المنهاج يكمن في شطب وحذف في كل ما يتعلق بالتاريخ والانتماء والجغرافيا الفلسطينينة مؤكدا ان الحديث يدور عن كي للوعي الفلسطيني والسيطرة على الذاكرة وفرض الرواية الصهيونية التلمودية ليس فقط على المسار التعليمي بل على المسار التاريخي .
وقال ان "تدريس المنهاج الصهيوني سيمكن الطلاب الفلسطينيين من التعرف على شخصيات صهيونية لعبت دورا اساسيا في نكبة وتهجير الشعب الفلسطيني مثل "بن غوريون" و"مناحيم بيغن" , موضحا ان "المنهاج الصهيوني يشير الى ان هؤلاء هم الذين قاموا ببناء دولة الاحتلال وخلقوا التسامح" .
ونوه ان من المصطلحات التي تم شطبها مصطلح النكبة والحديث عن دولة الاحتلال بحيث سيدرس الطلاب عن الاعياد والرموز الصهونية مثل عيد "الاستقلال" والكنيست وشخصيات دينية وصهيونية مثل الراب موشيه بن ميمون وغيرهم من الشخصيات التاريخية الصهيونية.
ويؤكد الباحث عبيدات ان المقدسيين امام عملية اسرلة كاملة للتعليم في مدينة القدس وان هناك خطر جدي وحقيقي على التعليم في هذه المدينة.
وبرايه وللرد على عملية اسرلة التعليم يقول ان المنهاج الوطني جزء من السيادة الوطنية ويجب ان يكون هناك استراتيجية فلسطينية داعمة للعملية التعليمية في مدينة القدس وهذا يتاتي من خلال تخصيص ميزانيات كافية للتعليم في القدس .