واشنطن – كابول – ش – وكالات
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية النقاب عن إبرام تحالف غير رسمى بين تنظيم داعش وحركة طالبان شرق أفغانستان، بهدف التركيز على مواجهة القوات الحكومية المدعومة أمريكيا.
وذكرت الصحيفة- فى مستهل تقرير أوردته على موقعها الإلكترونى امس الاثنين، أن داعش وطالبان، بعد أكثر من عام من المواجهات الضارية، أبرمتا اتفاقا لوقف إطلاق النار بينهما فى معظم أنحاء شرق أفغانستان، وهو ما ساعدهما على إعادة ترتيب الصفوف ومواجهة الجهود المدعومة من الولايات المتحدة للإطاحة بهما.
وأوضحت أنه حتى قبل عدة أشهر، دخل عناصر داعش فى معارك دامية ضد وحدات طالبان المحلية بهدف الظفر بمقاتلين وأراض فى عدة أقاليم أفغانية، وهو الأمر الذى استغله التحالف الذى تقوده الولايات المتحدة لإشراك مقاتلين على جبهات متعددة لدحر المتمردين واستعادة الأراضى التى استولوا عليها.
إلا أن الصحيفة نقلت تصريحات لمسؤولين أفغان أكدوا خلالها على أن الجماعتين أبرمتا اتفاقات محلية لوقف القتال بينهما لتركيز اهتمامهما على الحكومة الأفغانية، لافتة إلى أنه نتيجة لهذا الاتفاق، استطاع داعش التركيز على قتال القوات الأفغانية التى تدعمها الولايات المتحدة فى إقليم نانجارهار والاتجاه شمالا نحو إقليم كونار لتأسيس موطئ قدم جديد له فى هذه المنطقة التى ظلت لفترة طويلة معقلا لطالبان والقاعدة سابقا.
ونقلت الصحيفة عن الجنرال محمد زمان وزيرى قائد القوات الأفغانية شرق البلاد، قوله: "لقد دخل داعش فى معارك دامية ضد طالبان من قبل، ولكن خلال الشهرين الماضيين، لم يحدث أى قتال بينهما".
تواجد حديث
وأشارت إلى أن تواجد عناصر داعش فى أفغانستان لا يزال وليدا، حتى داخل معقله بنانجارهار، حيث قدر مسؤولون أفغان أن التنظيم لا يزال أصغر عدة مرات من طالبان، متوقعين انهيار الهدنة المبرمة بين الجانبين فى أى لحظة.
وأوضحت أن داعش استغل هذا السلام النسبى مع طالبان لشن هجمات مميتة فى مناطق عدة من أفغانستان، حيث أعلن التنظيم فى يوليو الماضى مسؤوليته عن تفجير انتحارى فى كابول أسفر عن مقتل أكثر من 80 شخصا، فى واحدة من أسوأ الهجمات التى شهدتها العاصمة الأفغانية منذ عام 2001.
ونوهت الصحيفة الأمريكية إلى أنه رغم العنف العرضى بين مسلحى داعش وطالبان، إلا أن عناصر داعش يحاولون إقامة علاقات ودية مع طالبان، مشيرة إلى أن تحالف داعش مع طالبان يأتى فى الوقت الذى كثفت فيه الولايات المتحدة جهودها لمحاربة التنظيم.
مخاوف
واختتمت الصحيفة بقولها "حتى الآن، يشكك مسؤولون محليون فى إمكانية أن ترقى الهدنة الموقعة إلى تحالف فعلى فى ميدان المعركة، وذلك لسبب واحد هو اختلاف الأيديولوجيات بين الجانبين، حيث أن طالبان تريد رحيل القوات الأجنبية من البلاد، بينما يرغب داعش فى إقامة خلافة عالمية، ولا يريد أى من التنظيمين التخلى عن السيطرة للآخر.
يذكر ان موالون لتنظيم داعش الإرهابى فى أفغانستان كان قد ذبحا رجلين فى إقليم نانكارهار فى شرق البلاد بعد اتهامهما بدعم القوات الحكومية فى قتالها ضد التنظيم.
ونقلت وكالة أنباء خامة برس الأفغانية أن الرجلين ذبحا فى مقاطعة كوت النائية فى الوقت الذى تجرى فيه القوات الأفغانية عمليات لمكافحة التنظيم الارهابى فى المقاطعة.
وكان المتعاطفون مع فكر داعش بدأوا فى تداول صور الإعدام الوحشى للرجلين على مواقع التواصل الاجتماعى، وهدد الموالون لداعش كل من يدعم الحكومة الأفغانية ضد دولة الخلافة- وهى التسمية التى يطلقها هذا التنظيم على نفسه- بمواجهة نفس المصير بمجرد أن تتمكن منه.
يأتى تصرف التنظيم الإرهابى بعد أن تلقى ثلاث ضربات موجعة أثناء العمليات الجارية فى إقليم نانكارهار منذ ثلاثة أسابيع.
وتجرى القوات الأفغانية والأمريكية غارات بشكل منتظم ضد الموالين للتنظيم، وسيطرت القوات الأفغانية على منشأت رئيسية عديدة يستخدمها التنظيم الارهابى.
وتجرى العمليات لمنع التنظيم من توسيع رقعة الاراضى التى يسيطر عليها فى افغانستان.
من ناحية أخرى لقى ما لا يقل عن عشرة مدنيين حتفهم فى انفجارات منفصلة فى إقليم باكتيا جنوب شرق أفغانستان. ونقلت وكالة أنباء (خامة برس) الأفغانية عن المتحدث باسم حاكم الإقليم نقيب أحمد عتال، قوله أنه ما لا يقل عن خمسة أفراد من أسرة واحدة قتلوا فى الانفجار الأول فى مقاطعة سمكناى.
وأوضح أن الحادث وقع إثر اصطدام سيارة تقل هؤلاء المدنيين بعبوة ناسفة بدائية الصنع. وأضاف عتال أن خمسة أشخاص أخرين قتلوا فى انفجار منفصل استهدف شاحنة فى نفس المنطقة.
ولم تعلن أى جماعة- بما فى ذلك مقاتلو طالبان- حتى الآن المسئولية عن هذا الحادث.
يأتى ذلك عقب أحدث بيان أصدرته بعثة الأمم المتحدة للمساعدة فى أفغانستان حول عدد الضحايا المدنيين أواخر شهر يوليو الماضى الذى أفاد بسقوط ما لا يقل عن 3 آلاف و726 مدنيا بين قتلى وجرحى خلال الفترة من يناير ويونيو من هذا العام.
ووفقا لبعثة الأمم المتحدة، فإن العناصر المناهضة للحكومة مسئولة عن 60 فى المائة من الخسائر فى أرواح المدنيين فيما لاتزال الاشتباكات على الأرض تتسبب فى سقوط أكبر هذه الخسائر، تليها الهجمات الانتحارية والعبوات الناسفة بدائية الصنع.
اختطاف
من جهة اخرى قال مسؤولون امس الاثنين إن السلطات الأفغانية تبحث عن أسترالي وأمريكي خطفهما مسلحون في العاصمة كابول.
وقال مسؤول في وزارة الداخلية طلب عدم نشر اسمه إن من المعتقد أن الاثنين يعملان مع جامعة كابول وخطفهما أربعة أو خمسة مسلحين من على طريق قريب في وقت متأخر أمس الأحد.
ولم تتضح على الفور الجهة المسؤولة عن خطفهما.
وأكدت السفارة الأسترالية في كابول خطف أحد رعاياها لكنها قالت إنها لن تدلي بمزيد من التفاصيل لاعتبارات الخصوصية والسلامة.
وقالت وزارة الخارجية والتجارة الأسترالية في بيان "ما زلنا ننصح الأستراليين بعدم السفر إلى أفغانستان بسبب خطورة الوضع الأمني الشديدة بما في ذلك التهديد الحقيقي بالخطف."
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان إنها على علم بتقارير عن خطف أمريكي لكنها ليس لديها المزيد من المعلومات.
والخطف مشكلة كبيرة في أفغانستان ويستهدف المواطنين في معظم الأحيان وإن كان عدد من الأجانب تعرضوا لحوادث مماثلة في الأعوام القليلة الماضية.
من جانبها أعلنت وزارة الخارجية الروسية الاثنين، أنها ستستخدم كل الوسائل الممكنة بما فى ذلك قنوات الاتصال مع حركة طالبان من أجل تحرير مواطن روسى مختطف فى أفغانستان.
ونقلت قناة (روسيا اليوم) عن مدير قسم آسيا الثانى التابع للخارجية الروسية زامير كابولوف قوله "سنستخدم كل الوسائل والسبل الممكنة من أجل تحرير الرهينة الروسي".
وكانت الخارجية الروسية قد أعلنت الأسبوع الماضى أنه يوجد مواطن روسى بين أعضاء طاقم المروحية "مى- 17" التى هبطت بشكل اضطرارى فى أفغانستان ووقعت فى قبضة عناصر طالبان.