السويق - سعيد الهنداسي
رغم جهود الحكومة الكبيرة لتوفير كل مستلزمات العيش الكريم للمواطن من الخدمات الأساسية كالماء والكهرباء وتعبيد الطرق وإقامة الجسور وغيرها، ما زالت بعض المناطق المأهولة بالسكان تنتظر هذه الخدمات الأساسية.
من هؤلاء أهالي قرية البداية في السويق، حيث قام سكانها ببناء منازلهم وانتظروا سنوات من أجل أن يرى الطريق المؤدي إلى هذه المنازل النور ويريحهم من تطاير الغبار الذي سبب العديد من الأمراض لهم ولأبنائهم، وقد قاموا بكافة طرق التواصل التي رأوها ممكنة من أجل إيصال أصواتهم للجهات المعنية فطرقوا أبواب البلدية بالسويق مرورا بأعضاء المجلس البلدي وانتهاء بأعضاء مجلس الشورى بانتظار الاستجابة لهذه المطالب.
الطريق الترابي يمتد مسافة (5) كيلومترات وصولا إلى ما بعد الخط الفاصل الذي يطلق عليه محليا طريق الغاز، وهناك كثافة سكانية قرب الطريق وداخل المزارع ومخططات أخرى أخرى ينتظر أصحابها تأهيل الطريق في القريب العاجل وبدء عملية البناء لبقية المنازل التي تنتظر.
"الشبيبة" التقت الأهالي واطلعت على واقع الطريق الذي يطالبون برصفه كما تواصلت مع عضو المجلس البلدي من أجل الاطلاع على آخر المستجدات حول هذا الموضوع.
مطالبات سابقة
سالم بن حميد بن سالم الخنبشي، أحد السكان، يقول: نحن لا ننكر الدور الكبير الذي قامت وتقوم به وزارة البلديات الإقليمية باستمرار في رصف الطرق الترابية والفرعية بكافة قرى الولاية والتي سهلت طرق التواصل بين المواطنين في السهل والجبل والقرى على حد سواء، وقد تقدمنا بطلب رصف الطريق الترابي المؤدي إلي قريتنا النائية والذي يبدأ من المساكن الاجتماعية بقرية البداية جنوبأ وهو في السابق يسمى طريق صنعاء بني غافر، ولدينا عدة طلبات للوزارة: الطلب الاول كان في عام 2004م والثاني في عام 2006م والثالث في عام 2011م رقم الرسالة (11652) والطلب الأخير الرابع كان في عام 2012م رقم الرسالة (7792) وقد كررنا المطالب نظرا لصعوبة الطريق الترابي الذي يخدم شريحة كبيرة من السكان.
وأضاف: تشرفنا بمقابلة معالي الشيخ الوزير السابق وسعادة والي السويق ومدير بلدية الولاية. والكل أبدى اهتماما بطلبنا وأعطونا وعودا لم تتحقق حتى الآن.
طريق حيوي
درويش بن سالم بن عبيد الكيومي يقول: لا أحد ينكر الدور الكبير المشهود الذي بذلته وتبذله الوزارة في إيجاد سبل الراحة للمواطن بشكل عام ممثلة في عملية رصف الطرق الترابية والفرعية بكافة محافظات وولايات وقرى السلطنة، ولا تزال عملية التنمية مستمرة منذ العهد الزاهر الميمون لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه. ومثل هذه الخدمات تحتاج إلى وقت وجهد من الوزارة، ولكننا ما زلنا ننتظر الدور حتى تكتمل فرحتنا برصف الطريق المذكور فهو من الطرق الحيوية جدا ويربط الجبل والسهل بالمدينة ومنذ سنوات والقاطنون يعانون صعوبة السير عليه فهم يأتون من القرى الجبيلة ولا يستغنون عنه في مشوارهم اليومي ذهابا وإيابا بالاضافة إلى طلاب المدارس وأحيانا يتعذر وصول حافلات المدرسة إليهم بسبب أنه ترابي وبه مطبات رملية ما يثير الغبار نحو البيوت والمزارع، فالطريق يصل تقريبا إلى مسافة خمسة كيلومترات.
معاناة مستمرة
وعما يعانيه المواطنون في مثل هذه الظروف يقول محمد بن حميد بن حمد المقبالي: نحن من سكان نفس القرية النائية ونعاني الكثير من الظروف التي تسببها وعورة الطريق الترابي، حيث تكثر به المطبات والحفر التي تعيق مسير مركباتنا الصغيرة عليه، وقد تقدمنا بعدة طلبات إلى الوزارة من أجل إيجاد الحل المناسب في رصفه ولو بنصف المسافة كي يطمئن كل المواطنين القاطنين هناك.
وأضاف: يعتبر الطريق حيويا ويخدم شريحة كبيرة من السكان وأصحاب المزارع الممتدة إلى ما بعد خط الفاصل الذي يسمى بخط الغار، ونأمل من جهة الاختصاص التجاوب مع طلبنا الذي تقدمنا به منذ عام 2004.
ظروف صعبة
ناصر بن مطر بن حميد الكيومي يصف ما يحدث بالظروف الصعبة ويقول "نعاني الكثير والكثير من الصعوبات في التنقل على الطريق الترابي من وإلى منازلنا التي تقع على جانبي الطريق، فهو يسبب لنا عدة مشاكل منها كثرة الأعطال في مركباتنا الخاصة لكوننا نتردد إلى سوق قرية البداية التجاري، وقد أصبح الطريق يسبب صعوبة في وصول حافلات المدارس التي تنقل الطلبة إذ تكثر به الحفر والمطبات الرملية وتطاير الغبار إلى البيوت والمزارع ويصعب السير على الطريق وقت هطول الأمطار الا بالمركبات ذات الدفع الرباعي، فنحن ما زلنا نطالب برصف الطريق الترابي نظرا لكل الأسباب التي ذكرتها وتحدث عنها غيري من السكان.
المعاناة تزداد
جمال بن سالم بن حميد الخنبشي تحدث بالقول: أنا كغيري من القاطنين بالقرب من الطريق الترابي، معاناتنا تزداد يوما بعد يوم بسبب سوء الأحوال بالطريق، ومركباتنا تزداد أعطالها، وأيام هطول الأمطار يصعب السير عليه ويعيق وصول حافلات المدارس لكونه طريقا غير معبد ويحدث انقطاع مستمر للحافلات وهي من أشد المعاناة لأبنائنا الطلبة ونضطر إلى نقلهم بواسطة مركبات الدفع الرباعي.
وأضاف: ندعو جهات الاختصاص إلى معاينة الطريق على الطبيعة سواء من قبل الوزارة أو البلدية والاطلاع على ما ذكرناه في طلبنا الذي تقدمنا به منذ عام 2004 وما زلنا ننتظر رصف الطريق الترابي فالتنقل عليه أصبح لا يطاق.
حفر ومطبات
وقال حميد بن مطر بن حميد الكيومي إن الكثير من الأهالي يعانون من الطريق أشد معاناة في التنقل من وإلى المساكن فهو يمتد بمسافة (5) كيلومترات والمعاناة ما زالت مستمرة بسبب وجود الحفر وكثرة المطبات الرملية ويسبب كذلك تطاير الغبار إلى البيوت والمزارع، كما أنه يسبب انقطاع وصول حافلات المدارس ويضطر كل أب إلى نقل أبنائه بمركبته الخاصة إلى المدرسة، فضلا عن أنه وقت هطول الأمطار تنقطع حركة السير الا بالمركبات ذات الدفع الرباعي.
وناشد الوزارة أن تضع الطريق ضمن أولويات الرصف بولاية السويق، مؤملا من الجهات المعنية سرعة إيجاد الحل المناسب.
-------------------------------------------------
المجلس البلدي
من جهته، قال عضو المجلس البلدي بولاية السويق عبدالله الجهوري إن ولاية السويق التي تقع في محافظة شمال الباطنة تعد من أكبر ولايات السلطنة من حيث تعداد السكان والمساحة، وقد تعددت فيها المخططات السكانية الحديثة التي تم توزيعها من قبل وزارة الإسكان للمواطنين وتم بناء هذه الأراضي نزوح السكان اليها.
وأكد: من حق هؤلاء المواطنين أن ينعموا بالخدمات التي تقدمها الحكومة لجميع المواطنين في السلطنة، ومن بين وأهم هذه الخدمات الطرق.
وذكر أن السؤال الذي يطرح نفسه ويتكرر دائما هو: لماذا لا يتم اعتماد أطوال أكثر من 80 كيلومترا التي تعتمدها وزارة البلديات في كل خطة بناء على الكثافة السكانية وإعداد الطرق الترابية التي هي في انتظار الرصف؟
وأشار إلى كثرة المطالبات من المواطنين والنداءات لوزارة البلديات المسؤولة عن رصف الطرق الداخلية بالأحياء السكنية، متسائلا: متى سيتم إشراك أعضاء المجالس البلدية في خطط الوزارة من حيث اعتماد أطوال هذه الطرق وأولوياتها في الرصف.
وأضاف الجهوري أن أهالي قرية البداية والطريق الواقع جنوب المساكن الشعبية يعانون من وعورة الطريق ومن الأتربة والغبار في مساكنهم وقد تقدموا للمسؤولين بطلباتهم عدة مرات، مطالبا وزارة البلديات بالنظر في طلبهم وتقدير معاناتهم.
واقترح بشكل مؤقت كبس ورص الطريق بشكل عاجل لحين دراسة إمكانية رصف الطريق في أقرب فرصة ممكنة.
وقال: لا ننكر الجهود التي يقوم بها المسؤولون في هذه الوزارة من رصف للطرق في ولاية السويق وولايات السلطنة على وجه العموم، ولكن، يبقى الامل موجودا والجهد متاحا لرصف الطريق المذكور.