
القدس المحتلة – زكي خليل
حذر الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات د. حنا عيسى من «أن النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في فلسطين عامة والقدس خاصة هو أحد أخطر الممارسات التي تهدف إلى منع قيام دولة فلسطينية مستقلة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهو المكمل لمصادرة وتهويد الأرض وتفريغها من سكانها، ناهيك عن كون المستوطنات الحزام الأمني والاقتصادي لإسرائيل». وأشار: «ترمي الحكومات الإسرائيلية من بناء تلك المستوطنات إلى توطين أكبر عدد من المهاجرين اليهود في الأراضي الفلسطينية لإخلال في الميزان الديمغرافي لصالح التهويد».
وأوضح عيسى عدم شرعية وقانونية المستوطنات والمستوطنين الإسرائيليين، فالجمعية العامة للأمم المتحدة اتخذت بتاريخ 22/11/1974م في قرارها التاريخي الذي نص على (أن الجمعية العامة تؤكد من جديد حق الفلسطينيين غير القابل للتصرف، في العودة الى ديارهم وممتلكاتهم التي شردوا منها), وطالبت بإعادتهم، وشددت على أن الاحترام الكلي لحقوق الشعب الفلسطيني هذه غير القابلة للتصرف، وإحقاق هذه الحقوق, أمر لا غنى عنهما لحل قضية فلسطين.
وأشار: «منذ أن احتلت إسرائيل الأراضي الفلسطينية الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية عام 1967م وهي تمارس سياسة التوسع, والتهويد واغتصاب الأرض بالقوة وعمليات الاستيطان, والهدم, والقصف, والتهويل, والانتهاكات بشتى انواعها القمعية حتى وصل بها الامر الى تغيير الاجراءات الادارية والتشريعية وخاصة على مدينة القدس». وعلى صعيد آخر؛ كشفت مصادر صحفية إسرائيلية النقاب عن مخطط إسرائيلي للترسع الاستيطاني وبناء مئات الوحدات الاستيطانية في مستوطنات القدس والضفة، وكذلك آلاف الوحدات السكنية في مستوطنات المتزمتين اليهود «الحريديم» المقامة في الضفة وفي منظقتي النقب والجليل، وذلك في إطار السياسة الإسرائيلية الهادفة إلى تكثيف الاستيطان وتعزيزه في الأراضي الفلسطينية، والرامية إلى تهويد الجليل والمثلث والنقب داخل الخط الأخضر، بما يتعارض مع القوانين والأعراف الدولية. وفي هذا السياق، قال موقع «ويللا» الاخباري العبري انه وبعد إحراز بلدية الاحتلال في القدس المحتلة تقدما لبناء حي استيطاني يهودي يتضمن بناء 15 ألف وحدة سكنية خلف الخط الأخضر، أودعت اللجنة المحلية للتنظيم والبناء في المدينة قبل عدة أيام مخططا لبناء 770 وحدة سكنية جديدة بين مستوطنة غيلو وبين بيت جالا، خلف الخط الاخضر. ويدور الحديث عن مخطط توحيد وتقسيم لقطعة ارض على سفح مستوطنة غيلو، أي في المنطقة المقرر اقامة 1200 وحدة سكنية، مقابل دير كريميزان، فيما يجري اليوم بناء جزء من جدار الفصل قربها، إضافة إلى أعمال اقامة بنى تحتية لحوالي 700 وحدة سكنية في اطار مخطط السفوح الغربية لغيلو، والتي تمت المصادقة على ايداعها في شهر ديسمبر الفائت، ولم يتم إيداعها الاسبوع الماضي لتلقي الاعتراضات على المخططات. وقال مئير تورجمان رئيس اللجنة المحلية للتنظيم والبناء لموقع «ويللا» الاخباري العبري، انه سيبذل قصارى جهده من اجل «ابقاء الشبان في المدينة.. ولا اكترث بما يحدث على المستوى السياسي.. انني ادعم كل مخطط في القدس من اجل ابقاء شبان في المدينة، ومن اجل البناء في كل مكان في القدس لليهود والعرب».
وعلم من جمعية «عير عميم»: «تقف وراء الحديث عن تجميد البناء سياسة بناء إسرائيلي مستمرة من طرف واحد. وهذه السياسة تبعدنا عن الأمن والسلام الذي نحن بحاجة لهما». وكان بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة وابيغدور ليبرمان وزير الجيش قد قررا الشهر الماضي إحراز تقدم على بناء 800 وحدة سكنية في مستوطنة «معاليه ادوميم»، وفي القدس ردا على ما وصفوه بالعمليات. واستنكرت وزارة الخارجية الأمريكية هذه الخطوة، وقالت: «ستكون هذه هي الخطوة الأخيرة بما يوصف بالمسار المكثف لاحتلال اراضي وتوسيع مستوطنات وشرعنة مواقع استيطانية،الامر الذي يقضي على اسس حل الدولتين».
بدورها، ذكرت مصادر صحفية اسرائيلية أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر لشؤون الإسكان برئاسة موشيه كحلون وزير المالية، يعتزم توسيع مستوطنات المتزمتين اليهود «الحريديم» المقامة في الضفة الغربية وفي الداخل وتحديدا في النقب والشمال، في اطار سياسة التوسع الاستيطاني وتعزيزه من جهة، ومن جهة ثانية تنفيذا لسياسة تهويد الجليل والنقب. وذكرت صحيفة «هآرتس»، في عددها الصادر، انه من المتوقع ان يشكل المجلس طاقما لدراسة اقامة بلدتين جديدتين الاولى في المنطقة الشمالية والثانية في المنطقة الجنوبية.
ومن المقرر ايضا مصادقة مؤسسات التنظيم والبناء على مخططات لبناء 20 الف وحدة سكنية للحريديم، وهي مخططات في مستوطنات معظم سكانها من الحريديم.
ودانت حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح – اقليم القدس ايداع ما يسمى اللجنة المحلية للتخطيط والبناء التابعة لبلدية الاحتلال، خطة لبناء 770 وحدة استيطانية من اصل 1200 وحدة جديدة في «مستوطنة غيلو» جنوب مدينة القدس المحتلة.