مسقط -
أخذت صناعة السياحة العالمية ومنذ منتصف القرن الفائت تنمو بمعدلات عالية وباتت تلعب دوراً مهما في مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية على مستوى الاقتصاد العالمي تمثل في مساهمتها في الناتج المحلي الاجمالي لتصل إلى نحو 9% في عام 2014م وبلغت مساهمتها في توفير فرص العمل على مستوى الاقتصاد العالمي نحو 11% وتجاوز عدد السياح حاجز البليون في عام 2015م.
وفي ظل هذه المعطيات الايجابية للقطاع والفرص الواسعة المتاحة المتمثلة في رفد الناتج المحلي الإجمالي وتوفير الفرص للقوى العاملة الوطنية وتعزيز التنمية الإقليمية، تواصلت جهود السلطنة لتطوير وتنمية قطاع السياحة باستغلال المقومات والإمكانات المتعددة والمتنوعة التي حبا الله بها بلادنا لتحقيق التقدم والنمو والازدهار في كافة ربوع السلطنة وأن تحتل مكانة متقدمة في خارطة السياحة الدولية كوجهة سياحية متميزة.
لقد شهد عام 2015م إقامة عدد من المشاريع السياحية وتطوير الخدمات السياحية في العديد من الوجهات السياحية وتوفير بعض خدمات البنية الأساسية في عدد من المواقع. وارتفعت القيمة المضافة لقطاع الفنادق والمطاعم في السلطنة، حيث بلغت 226 مليون ريال عماني خلال عام 2015م، وبلغت القيمة المضافة لقطاع السياحة ككل خلال الفترة نفسها الى 748.600 مليون ريال عماني.
حيث ارتفع عدد المنشآت الفندقية المرخصة في عام 2015م الى (318) منشأة فندقية مقارنة بـ ( 297) منشأة فندقية في عام 2014م بنسبة نمو قدرها (7.1%) منشأة فندقية، كما ارتفع عدد الغرف والشقق الفندقية في عام 2015م الى (16.691) غرفة وشقة فندقية مقارنة بـ (15.424) بنسبة نمو قدرها (8.2% ) غرفة وشقق فندقية عن عام 2014م.
وقد تلاحظ بأن أكبر زيادة في المنشآت ذات فئة النجمتين بنسبة نمو قدرها (27%) منشأة فندقية مقارنة بعام 2014م، يليها الشقق الفندقية بنسبة نمو قدرها (9.7%) مقاربة بعام 2014م.
ازدياد عدد السياح القادمين للسلطنة
بلغ إجمالي عدد الزوار القادمين(السياحة الوافدة) إلى السلطنة 2.6 مليون زائر لعام 2015م بارتفاع قدره (17.8%) مقارنة بعام 2014م. واحتل الزوار الخليجيون من غير العمانيين المرتبة الأولى حيث بلغ عددهم بنهاية 2015م مليونا و62 ألفا و215 زائر يليهم الزوار من الجنسية الهندية بـ299 ألفا و661 زائرا ثم يأتي بعد ذلك زوار من الجنسية البريطانية بـ150 ألفا و902 زائر والزوار من الجنسية الألمانية بـ106 آلاف و269 زائرا.
وصل إجمالي عدد الزوار 251 ألف زائر في ديسمبر 2015م، وقد شكل الخليجيون من غير العمانيين ما نسبته (23.4%)، حيث بلغ عددهم 59 ألف زائر تلاهم الجنسيات الهندية والبريطانية والألمانية مشكلين ما نسبته (16.3%) و(7%) و (3.9%) على التوالي.
كما بلغ إجمالي عدد زوار السفن السياحية بنهاية العام الماضي 148 ألف زائر منهم 40 ألفا و225 من الجنسية الألمانية و13 ألفا و849 من الجنسية الإيطالية و9 آلاف و688 من الجنسية البريطانية و8 آلاف و578 من التشيك و8 آلاف و517 زائرا من جزر العذراء البريطانية.
وبلغ إجمالي عدد زوار السفن السياحية خلال شهر ديسمبر الفائت 34 ألفا و800 زائر بارتفاع قدره (5.5 %) مقارنة بنفس الشهر من عام 2014 م، وبنسبة ارتفاع قدرها (179.1%) مقارنة بشهر نوفمبر 2015م من إجمالي زوار السفن، فيما شكل الأوربيون نسبة (77%) من إجمالي الزوار القادمين عبر السفن السياحية.
الاستراتيجية العمانية للسياحة
إن هذا التطور الملموس في مسار التنمية السياحية خلال الأعوام الفائتة والإمكانيات الواسعة والمتنوعة التي تنعم بها السلطنة دعانا إلى ضرورة وضع الخطط والبرامج والدراسات التي تعمل على تسريع خطوات العمل التنموي في القطاع لجني ثمار هذه الامكانات لكي تنعكس إيجاباً على التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة.
ومن هنا جاء الاهتمام بأعداد دراسة الاستراتيجية العمانية للسياحة لتغطى الفترة 2016-2040م والتي اقر مجلس الوزراء الموقر اطارها العام لتأخذ في الاعتبار مرحلة النمو التي وصل إليها القطاع خلال الأعوام الماضية بجانب المتغيرات والتطورات السياحية على المستوى الإقليمي والدولي لتعزيز فرص الاستفادة القصوى من المقومات والإمكانات التي تتمتع بها السلطنة.
ومن المؤمل ان يسهم تنفيذ الاستراتيجية إلى زيادة عدد الوظائف المرتبطة بالقطاع حتى عام 2040م لتصل إلى أكثر من 500 ألف فرصة عمل، وزيادة حجم الاستثمارات المتوقعة خلال (2016 إلى 2040) لتصل إلى 19 بليون ريال عماني منها 12% استثمارات من القطاع العام، وزيادة مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي كحد ادنى 6 % بحلول عام 2040م ، بالإضافة إلى تنمية الاقتصاد المحلي وتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لتصل إلى 1200 مؤسسة حتى عام 2040م، حيث يبلغ عددها حاليا 99 مؤسسة، وتحسين نوعية الحياة لمستقبل أفضل وتقوية الاعتزاز بالهوية العمانية.
وقد شارك في اعداد الاستراتيجية أكثر من 700 شخص، وتم تلخيص رسالة السياحة العمانية في تنوع الاقتصاد وإيجاد فرص عمل من خلال تقديم تجارب سياحية ثرية بطابع عماني، وأن تصبح السلطنة في عام 2040م من أهم المقاصد السياحية التي يزورها السائح لقضاء الإجازات، وللاستكشاف والاجتماعات؛ وأن تجذب 11 مليون سائح دولي ومحلي على أقل تقدير، ومن المبادئ التوجيهية للتطوير السياحي في السلطنة تحسين نوعية حياة المواطنين العمانيين، وترسيخ ثقافة السلطنة وتراثها وتقاليدها، بالإضافة إلى الحفاظ على الموارد الطبيعية وضمان استدامتها.
وتستند الرؤية السياحية للاستراتيجية التي تسترشد بها وزارة السياحة في عملية التنمية السياحية التي تشهدها السلطنة على مرتكزين اساسين وهما مجموعة من المرافق السياحية في موقع واحد و التجارب السياحية المميزة. وفي هذا الاطار تم تحديد 14 تجمعا من هذه الفئة تغطي كافه محافظات السلطنة ويعرف التجمع انه منطقة جغرافية تحتضن العديد من مشروعات الجذب السياحي بهدف استقطاب السياح لقضاء عدد من الايام في كل من هذه المناطق الجغرافية. وتطوير وإدارة هذه المجمعات (المشاريع) هي مسؤولية كل الجهات المعنية بها و تتطلب التنسيق بينها في هذا المسعى. اما المرتكز الثاني فهو مفهوم التجارب السياحية المميزة حيث تدعو الاستراتيجية العمانية الجديدة الى تقديم تجارب فريدة و مميزة و التي تظل في ذهن الزائر لفترة طويلة عند عودته الى مقر إقامته. هذه التجارب المحددة و التي ستكون فريدة في السلطنة سوف تضمن ان هذه الزيارات ستؤدي الى صنع انطباع إيجابي وصور ذهنية ايجابية عن السلطنة والتي سينقلها للآخرين وتستمر في جذب إعداد متزايدة من السياح.