السرد الروائي اليمني بين الانشغال بالأيديولوجيا وموضوعية النص

مزاج الاثنين ١٨/يوليو/٢٠١٦ ١٦:٤١ م
السرد الروائي اليمني بين الانشغال بالأيديولوجيا وموضوعية النص

القاهرة- العمانية

يتميز السرد الروائي اليمني بخصوصية البيئة وانطلاق الخيال، إلى جانب تنوعه وتشعبه، مما يتيح أمام النقاد آفاقاً رحبة لتحليله والوقوف على مدلولاته وتفرعاته. وفي هذا الإطار جاء صدور كتاب "مدارات نقدية وتناولات في السرد" عن مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر بالقاهرة، للناقد محمد ناجي أحمد. يحتوي الكتاب على قراءات نقدية ضمن بابين، مما تناوله الباب الأول أعمال زايد مطيع دماج ومحمد عبدالمولى، و"مصحف أحمر" للروائي محمد الغربي عمران، و"كانت تأخذني التفاصيل" للقاصة مها صلاح، و"دخول المنطقة الآلية" للقاص عبدالوهاب الحراسي، و"دوائر الماء" للقاصة سلمى الخيواني. أما الباب الثاني فخُصص لسرد المذكرات، متناولاً كتاب "مذكرات الرئيس القاضي عبدالرحمن بن يحيى الأرياني"، وكتاب "شاهد على الحركة الوطنية.. يحيى مصلح مهدي، سيرته ونضاله". وقال الناقد صادق القاضي في تقديمه للكتاب إن الفعل النقدي إبداعٌ موازٍ للفعل الفني، وإن التمايز الماثل في السياق الإبداعي "ماثل في السياق النقدي، وبشكل محبط كثيراً، خاصة في اليمن، حيث الانشغال بالأيديولوجيا والانطباعات بعيداً عن موضوعية البنى النصية وهموم وانعكاسات وفضاءات العمل الإبداعي". وأضاف أن المزاوجة بين الفن والسياسة "تفرض نفسها في هذا الكتاب بشكل خاص، من واقعها الموضوعي في التاريخ اليمني والبيئة الاجتماعية الطافحة بالإحباطات والانتكاسات والقوى التقليدية والمظالم، بقدر ثراء هذا الواقع بالأعمال الأدبية المنحازة للثورة وفق المرجعيات والأدوات والقيم الفنية والجمالية في مقاربة إشكالات وطموحات الواقع والتبشير بالمستقبل". ويقول: منذ مخاضه الحديث في اليمن، وأكد أن السرد في اليمن "أثرى الحياتين العامة والسياسية بنتاجات إبداعية تكشف عن تشبعها المبكر برياح التغيير، وتبنيهما لقضايا العصر، والمفهوم الحداثي للثورة". ولفت إلى أن المؤلف تمكّن بحسه التاريخي وثقافته الموسوعية، من إثراء قراءاته بالومضات الكاشفة والمقارنات وإعادة إنتاج المعنى، وجعلها عتبات عالية الكفاءة في ولوج النصوص السردية وتفكيكها، وإضاءة دهاليزها وأبعادها وجذورها ووشائجها التناصية.