«الصحة» تعد قانوناً لتنظيم الوفاة سريرياً

بلادنا الأحد ١٧/يوليو/٢٠١٦ ١٣:١١ م

مسقط – يوسف بن محمد البلوشي

قال مسؤول طبي في وزارة الصحة إن الوزارة بصدد إصدار مسودة قانون للوفاة سريرياً وتقرير سحب الأجهزة، مشيراً إلى وجود لجنة وطنية لأخلاقيات البيولوجيا تقوم بوضع مسودة القانون ويشارك في إعدادها عدد من الأطباء المختصين وعلماء الشريعة والقانونيين حتى يأخذ القانون دورته التشريعية.

نائب المدير العام للمركز الوطني للأورام نائب رئيس الجمعية العمانية لأمراض السرطان د. زاهد بن عبدالله المنذري، وهو استشاري أول علاج أمراض أشعة، رد على أسئلة «الشبيبة» حول مفهوم «الموت الرحيم» بالقول إن مفهوم الموت الرحيم محرم شرعاً وتجرمه معظم القوانين الدولية، وأكد أن السلطنة لا تستخدمه ولا تطبقه أبداً كما لا يوجد توجه أو تفكير باستخدامه، مشيراً إلى أن معظم الناس يعتقدون أن توقف القلب هو سبب الوفاة في حين أن الوفاة تعني توقف المخ عن العمل. وحول كيفية سحب الأجهزة عن المتوفين سريرياً قال د. المنذري إنه قبل أخذ القرار النهائي بفصل الأجهزة يتم إجراء عدة فحوصات على المريض للتأكد من عدم وجود أي حياة في الدماغ، مشيراً إلى أن القرار يتخذ من قبل الأطباء ويكون له سند شرعي وقانوني وبموافقة أهل المريض.

وأكد في الوقت ذاته أنه لا يمكن للميت دماغياً أن يعود للحياة، وإن كانت الأجهزة تشغل بعض أجزاء الجسم، مشيراً إلى أن قرار سحب الأجهزة يدخل في مقاصد الشريعة التي تدعو إلى أن إكرام الميت دفنه وكذلك في الاستفادة من الأجهزة للحالات المحتاجة لها، حيث يمكن أن تسهم هذه الأجهزة في المحافظة على الحياة في تلك الحالات. وتحدث د. المنذري عن العلاج التلطيفي الذي بين أنه تم العمل به منذ عشر سنوات ويعد تخصصاً طبياً جديداً يتم اللجوء إليه عادة حينما يصل المرض إلى مراحل متأخرة ولا يتجاوب عندها المريض مع العلاج. ويتمثل العلاج التلطيفي في الأمراض المزمنة كالسكري والقلب والأورام والرئتين.

وأكد أن الأطباء لا يقررون اليأس من الحالة المرضية إلا عندما يصبح الدواء العالمي المتعارف عليه للمرض غير مجد للحالة المرضية ويتسبب في مضاعفات تتجاوز الفوائد المتوخاة منه، ما يجعل الأطباء يتوقفون عن صرف العلاج عن المريض والبدء في استخدام العناية أو العلاج التلطيفي. وأضاف المنذري أن العناية التلطيفية تعمل على تخفيف المعانة عن المرضى في المراحل الأخيرة من المرض والحد قدر الإمكان من أعراضه حتى لا يشعر المريض بالألم والعذاب في فتراته الأخيرة من المرض، مشيراً إلى أن العلاج التلطيفي لا يعني دائماً اليأس من الشفاء خصوصاً أنه لا يوجد يأس في الطب، ولكن العلاج التلطيفي يستخدم عادة في المراحل المتأخرة من المرض ويخفف من أعراضه بما يمكن الشخص من العيش بشكل طبيعي رغم وجود المرض.