"كليلة ودمنة" في مهرجان "اكس بروفانس"

مزاج الاثنين ١١/يوليو/٢٠١٦ ٠٠:٢٢ ص
"كليلة ودمنة" في مهرجان "اكس بروفانس"

باريس- هدى الزين
عرض مهرجان إيكس-إن-بروفانس للأوبرا في (جنوب باريس) أول أوبريت عربية في تاريخ هذا المهرجان العريق مستوحاة من قصص (كليلة ودمنة)، وقد كتب نصوصها السوري فادي جومر واخرجها مسرحيا الفرنسي لوليفييه وتولى تلحينها عازف العود والمؤلف الموسيقي الفلسطيني الفرنسي منعم عدوان.
وقد اعتبر مؤلفها منعم عدوان بان هذه الاوبريت تعتبر "قصيدة تتغنى بالحرية" وقد اختار عدوان قصص كليلة ودمنة باب الأسد والثور، وهو الباب الاول في كتاب ابن المقفع كليلة ودمنة، الذي نقله عن السنسيكريتية عن الهندي بيدبا الرغاي، ويقع في 12 بابا.
حيث قدمت الاوبريت على مسرح ( جو دو بوم ) في مدينة اكس بروفانس باداء خمسة موسيقيين وخمسة مغنين من مختلف دول العالم من تركيا وفلسطين والمغرب ولبنان وتونس وشارك في الغناء باللغتين العربية والفرنسية كل من اللبنانية رنين الشعار التي تؤدي دور كليلة شقيقة دمنة كما تشارك الفنانة الفلسطينية ريم تلحمي والمطرب جان شهيد الذي سبق وشارك في مسابقة ستار أكاديمي.
وتروي الاوبريت عبر التمثيل والاداء الموسيقي والغنائي قصة الملك الأسد ومستشاره دمنة الطامح إلى الحكم.
ويعرف دمنة الملك على الشاعر "شتربه" الذي يفتح عيونه على واقع شعبه بعيدا عن أبهة القصر.
وتدب الغيرة في نفس دمنة الذي يسر إلى الملك أن شتربه يغذي نار الثورة في صفوف الشعب.
ويقتل الشاعر إلا أن كتيب العرض يقول " إذا قتلت شاعرا فإنه سيولد مجددا في ألف أغنية".
وكان منعم عدوان قد قدم عام 2014 اولى اعماله المستوحاة من قصص "كليلة ودمنة" في إيكس بروفانس ليشكل "اختبارا" للأوبريت الجديدة التي تحمل بعدا قكريا عالميا ورموزا تعكس ما يحدث اليوم من صراعات وحروب وارهاب حيث تروي الاوبريت كيف بالإمكان التخلص من نظام استبدادي من دون اللجوء إلى العنف مع قصص وموسيقى وأغان مكتوبة لدفع الناس للتفكيرفيما يجري من احداث دامية وقصص للدمار الانساني حيث استعان منعم عدوان لكتابة نص الأوبريت بالشاعر السوري فادي جومر الذي أمضى ستة أشهر في السجون السورية قبل أن يسلك طريق المنفى.
ليكتب نص العمل من خلال تجربته في الاعتقال كما ان أوبرا كليلة ودمنة تمتلك القدرة على محاكاة واقعٍ عربيٍّ تعيشه الدول العريبية في صراعات بين الشعوب وحكامها، وبين الغني والفقير، وبين الدين والمجتمع وهذا العمل يشمل أدواراً مسرحية تقود شخصياتها الموسيقى الغنائية، ويتوحد المسرح التمثيلي والموسيقى معاً لتخرج لنا أوبرا شرقية غنائية تمثيلية رائعة فكريا وفنيا.