عيد.. أنتم بهجته

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ٠٤/يوليو/٢٠١٦ ٠٣:٠٨ ص

محمد بن سيف الرحبي
alrahby@gmail.com
www.facebook.com/msrahby

الأيام لا تصنع الفرحة، نحن، بني البشر، من يمكننا فعل ذلك، لأنفسنا أو للآخرين، وإشكاليتنا المعاصرة أن هناك من يتوهم أن سعادته لن تكون إلا على أشلاء الآخر، أشلائه النفسية أو الجسدية، حيث المفخخات الروحية أسوأ في كثير من الأحيان من تلك التي تبعثر الأجساد، في مطار، أو سوق، أو (ويا لفداحة الأمر على الأمة).. في مسجد!
ربما سيكتب القتلة المزيد من فجائع مجدهم خلال أيام العيد، لماذا لا يفعلون؟ هم المتخصصون في توزيع حقائب الموت هدايا تتكاثر مع كل فرحة تريد أمة الإسلام أن تعيشها، ينشطون في شهر رمضان، وفي الأعياد وسائر المناسبات الدينية، هذا الموت الطائر في كل مكان، همّه سلب ابتسامة من وجه طفل ليرسله سريعا إلى ما يتوهم القاتل أنه الجحيم، كما يرسلون أمهاتهم وأقاربهم، في مرحلة ضياع تعاني منها أمتنا، ضياع "الفكر" القادر على صنع وحشيته فقط، بينما ما ينفع الأمة من معرفة وعلوم فإنه متروك أمره للشرق والغرب!!
يأتي عيد فطر، جعله الله لنا فرحة، بختام شهر فضيل، من سماته الرحمة والمغفرة، ليس في علاقتنا بالخالق فقط، بل في أبجديات تواصلنا مع شركائنا في الإنسانية على هذه الأرض، "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، فأين هؤلاء الرسل المنتشرون وهم يدعون حملهم للواء الإسلام، يدعون إليه، ولا يمتلكون سوى مفردة الفناء، فعاثوا في الأرض قتلا، بما جعل هذا الفعل الذي نهى الإسلام عنه مقترنا به، وكل مسلم مشتبه فيه حتى يثبت أنه لا يرتدي حزاما ناسفا، ولا يحمل في قلبه إلا الدعوة من أجل.. الموت.
في كل عيد نتمنى أن يكون العيد القادم أفضل، وأن تمر الأيام لنعيش بهجة هذه المناسبات كما ينبغي، دون إحساس بهذا الألم الداخلي ونحن نتابع ما يجري في عالمنا العربي من حولنا، نريد لطفل اليمن أن يعرف الدرب إلى سعادة يستحقها كالطفل الذي يعيش في أي بقعة متحضرة على هذا العالم، كذلك أطفال كل بقعة عربية وإسلامية منكوبة بحروب صنعتها الطائفية والأنظمة الاستبدادية المجبولة على البقاء ولو حاكمة على تلال من جثث شعوبها وأنقاض بلدانها.
العيد يكتسب فرحته بقدرتنا على تجاوز حماقاتنا البشرية، أن نسمو بما يكفي لنغسل عن قلوبنا أدران الأحقاد والضغائن والحطّ من قدر مخالفينا والتواضع أمام ذواتنا بما يمكننا من رؤيتها بمستوى مساو أو مواز للآخر، من دون تلك الفوقية الدافعة لإلغائه، فكرا أو جسدا.
لنعد إلى قلوبنا يوم أن كانت تبتهج بليلة العيد، وتترقب أن تراه في عيون الأطفال، وفي مهابة وجوه الكبار، وفي ألق عيون الأمهات، فرحة لتكتمل قصيدة عيد المسلمين، بصنع حياة لا إفنائها، وبإعلاء العلم والمعرفة لا صوت البنادق والمفخخات!
**
كل عيد وأنت بخير يا وطن الخير..
كل عيد وأنت بألف سلام يا أرض السلام..