غياب الشايب سلوم

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ٢٨/يونيو/٢٠١٦ ٢١:٢٤ م

عزيزة الحبسية

غياب الفنان العماني سعود الدرمكي عن شاشة شهر رمضان المبارك هذا العام يشبه غياب نجوم عمانيين كثيرين مثل صالح زعل وفخرية خميس وأمينة عبد الرسول، فسعود الدرمكي طرح طويلاً على طاولة رمضان العمانية هموم الواقع والمجتمع المحلي بلمسة كوميدية وانتزع البسمة من شفاهنا كمُشاهدين ومتابعين.

وعلى الرغم من الانتقادات الكثيرة القاسية واللاذعة التي تتعرض لها أعمالنا الفنية المحلية فإن خلو خريطة شهر رمضان هذا العام من أي عمل فني محلي يطرح تساؤلا هو: هل أصبحنا غير قادرين على تعبئة المشهد الفني ولو بعمل محلي واحد نستثمر فيه كل هذه الطاقات الفنية العمانية التي تشكلت وبنيت على مدى زمن طويل؟ البعض يتحدث عن أزمة نص، ويرى أنه يفترض أن تتماشى رسالة الفن مع هموم المجتمع وقضاياه الآنية، والبعض الآخر يتحدث عن صعوبات إنتاجية، إلا أن الحديث عن أزمات من هذا النوع وأزمات من شأنها تغييب الفنان العماني والأعمال المحلية تغييبا كاملا موضوع يحتاج للوقوف عنده والبحث عن حلول له؟

الموضوع أخذ اتجاهاً آخر ويمكن أن يتحول إلى حديث عن هجرة لعناصرنا الفنية الجميلة وابتعادها. لقد غاب الشايب سلوم، وغابت شخصيته التي رافقتنا على مائدة رمضان لسنوات طويلة، وهي شخصية استطاعت تقديم الطرح الفني ممزوجاً بحس الفكاهة، وقد وضعتنا هذه الشخصية أمام اشتغال فني له طابعه العماني الذي ترجم ارتباطنا بالواقع من خلال ما قدم في فترتي الثمانينيات والتسعينيات من أعمال فنية محلية بكل ما تحلمه تلك الحقبة من تبدلات اجتماعية وفكرية وثقافية.

وقد حاولت تلك الأعمال بما أوتي لها من إمكانيات أن تنقل هموم المجتمع في قالب ضاحك (كوميدي) توخى رسم الضحكة على وجوه محبيه من خلال تجسيدات فكاهية ومشاهد ولقطات بسيطة من الحياة والواقع اليومي المعيش للإنسان، ليظهر سعود الدرمكي في المسلسل الإماراتي (مكان في القلب) الذي يعرض في قناة دبي بعد فترة الإفطار وبعد عرض مسلسل شعبية الكرتون ويثير تساؤلا من نوع آخر وهو: هل سنكون مدعوين لتقليب القنوات التلفزيونية الأخرى حتى نشاهد النجوم الذين نحب؟

ورغم ذلك فإن الفنان العماني سعود بن سالم الدرمكي يظهر في هذا العمل مع كوكبة من نجوم الخليج والنجوم العرب معاً في هذا المسلسل، فمن بين النجوم المشاركين في المسلسل الفنان الإماراتي جابر نغموش، والفنانة هدى الغانم والممثلة المصرية نشوى مصطفى، وهو عمل يحقق احتكاكاً إيجابياً ومن الممكن أن يضيف بعداً وأفقاً فنياً آخر جديداً (للشايب سلوم) فمساحة الالتقاء والعمل مع شخصيات فنية خليجية وعربية لها خبرتها المتحققة فنياً ولها اشتغالاتها الكوميدية والدرامية المتنوعة، وهو أمر يثري التجربة من نواح مختلفة إلا أن خسارتنا كمشاهدين محلياً لا تعوض بشخصية فنية كوميدية كشخصية الأستاذ سعود الدرمكي وأمنيتي وأمنية الكثير من المشاهدين محلياً كانت أن نشاهد نجومنا العمانيين في عمل فني عماني يعرض في رمضان أسوة بأعمال خليجية أخرى تتسيد المائدة الخليجية والأعمال الفنية المعروضة في رمضان وتحقق نسباً عالية في المشاهدة.

عزيزة الحبسية