آيسلندا تهين كبرياء إنجلترا وتخرجها من الباب الضيق لفرنسا هودجسون يستقيل بعد فشله الذريع في اليورو

الجماهير الثلاثاء ٢٨/يونيو/٢٠١٦ ٢٠:٤٦ م
آيسلندا تهين كبرياء إنجلترا وتخرجها من الباب الضيق لفرنسا

هودجسون يستقيل بعد فشله الذريع في اليورو

نيس- أ ف ب

لم يعد الأمر حلما وإن تدرج في مراحله، بل بات حقيقة واضحة: منتخب إيسلندا يسطر إنجازا كرويا جديدا فيطرد الإنجليز من أوروبا ويعبر إلى ربع النهائي، ثم يتوعد أصحاب الأرض في موقعة السبت المقبل في باريس.

كانت البداية بالتأهل التاريخي لمنتخب إيسلندا إلى نهائيات كأس أوروبا، برغم القاعدة الصغيرة للاعبي كرة القدم في البلاد ويقدر عددهم بنحو 20 ألفا، في بلد لا يتجاوز عدد سكانه 330 ألفا، ويعد الأصغر في تاريخ نهائيات كأس أوروبا.

تدرج الحلم ليصبح حقيقة ساطعة في البطولة، تعادل 1-1 مع برتغال كريستيانو رونالدو، ثم آخر أمام المجر بالنتيجة ذاتها، قبل الفوز التاريخي على النمسا 2-1 والتأهل إلى ثمن النهائي.

اعتبر كثيرون أن المغامرة الإيسلندية وصلت إلى نهايتها لأن المنافس هذه المرة هو المنتخب الإنجليزي صاحب الأسماء الرنانة والدوري الأشهر في العالم الذي «يتابعه الإيسلنديون منذ صغرهم»، لكن المفاجأة حصلت، بفوز إيسلندا على إنجلترا 2-1.

دفعت إنجلترا ثمن الإفراط بالثقة ما أدى إلى خسارتها المذلة وخروجها من البطولة، ولم يتأخر مدربها روي هودجسون في تقديم استقالته بعد أن كان يأمل بعبور إيسلندا على الأقل للبقاء حتى مونديال روسيا 2018.

نزهة مكلفة جداً

كان تعليق اللاعب الإيسلندي راجنار سيجوردسون واضحا جدا بقوله «ظنوا أنها ستكون نزهة في حديقة، ولكن كانت لدينا ثقة بقدراتنا».
وسجل سيجوردسون هدف التعادل في الدقيقة السادسة، بعد دقيقتين فقط من تقدم إنجلترا من ركلة جزاء عبر واين روني.
وتابع سيجوردسون «أعتقد بأنه ثاني أو ثالث هدف يسجل من رمية جانبية طويلة، إنها أحد أسلحتنا التي نستعملها كثيرا، ولذلك ليست هناك مفاجأة».
وجاء هدف التعادل من رمية جانية على رأس كاري ارناسون الذي أرسلها باتجاه المرمى انسل لها سيجوردسون وتابعها «طائرة» في شباك جو هارت.
وأضاف كولابين سيجثورسون الهدف الثاني لإيسلندا في الدقيقة 18.

وأضاف سيجوردسون «لم نشعر أنهم صنعوا كثيرا من الفرص. هاري كين حصل على فرصة بكرة رأسية مباشرة نحو حارسنا. كانت هناك كرات رأسية كـــــثيرة بعيدة عن المرمى، وتسديدات من بعيد. لم أكن متوترا فعلا باستثناء الدقيقة الأخيرة».

وأوضح «بدأ منتخب إنجلترا المباراة بقوة وسجل هدفا مبكرا، ولكن أعتقد بأنهم صدموا بهدف التعادل ومن ثم بهدف التقدم بعد ذلك، أعتقد بأنهم توتروا قليلا».
وختم قائلا «أعتقد بأن منتخب إنجلترا جيد بالتأكيد وحاول جاهدا، ولكن كما تعرفون ليس من السهل التسجيل في مرمى إيسلندا». وتلعب إيسلندا في ربع النهائي مع فرنسا التي تأهلت على حساب جمهورية إيرلندا 2-1.

احتفال بالنصر الرائع

احتشد عشرات الآلاف خلف شاشة عملاقة في ريكيافيك لمتابعة المباراة حسب ما أورد التلفزيون الرسمي.
فمنذ الاستفتاء على الاستقلال العام 1944، لم يعرف هذا البلد (330 ألف نسمة) إلا نادرا فرصة الاحتفال بالانتصارات الوطنية. الإنجاز الرياضي الأكبر قبل كأس أوروبا كان ميدالية فضية لمنتخب كرة اليد في دورة الألعاب الأولمبية في بكين 2008.
وجاء على موقع التلفزيون الرسمي الإلكتروني «نصر لا يصدق لإيسلندا»، في حين عنونت صحيفة (فريتابلاديد) «أولادنا يعيدون إنجلترا إلى البيت». وكتب وزير الشؤون الخارجية الإيسلندية على تويتر «لا توجد كلمات، فقط دموع وفرح». وكتبت النائبة استا هلجادوتير على تويتر أيضا «إنه البريكست الحقيقي»، في إشارة إلى تصويت الإنجليز لمصلحة الخروج من الاتحاد الأوروبي قبل أيام، مضيفة «لقد هزمتهم إنجلترا، مجددا». وحضر الرئيس الإيسلندي الحالي اولافور راجنار جريمسون الذي يعرف بحبه الكبير لكرة القدم إلى ملعب اليانز ريفييرا في نيس لمتابعة المباراة من أرض الملعب، مع الرئيس المنتخب جودني يوهانيسون (انتخب السبت الفائت، وسيستلم مهامه في الأول من /اغسطس المقبل) الشغوف باللعبة.

يوم لن ينسى

هيمير هالجريمسون المدرب المساعد والشريك للسويدي لارس لاجرباك في الوقت ذاته قال «كنت أكثر استرخاء من المباراة أمام النمسا. لو قال لي أحد ما قبل أعوام أننا سنصل إلى ربع نهائي كأس أوروبا، فلم أكن لأصدق ذلك. لم تعد هناك أية عقبة أكبر من هذه بالنسبة إلى هؤلاء الرجال الآن».

وأشاد هالجريمسون بلاعبيه، معتبرا أنهم عاشوا يوما «سيحدثونهم عنه طوال حياتهم»، وأمل «بحضور عدد أكبر من مشجعي بلاده إلى استاد دو فرانس في باريس (ضد فرنسا)»، ومضيفا بابتسامة «وللمباراة التي تليها أيضا بالتأكيد».
وحضر أكثر من 25 ألف إيسلندي إلى فرنسا لتشجيع منتخب بلادهم، وتابع قرابة 10 آلاف منهم المباريات من داخل الملعب.
ويبلغ عدد سكان إيسلندا نحو 330 ألف نسمة، وهي أصغر دولة من حيث عدد السكان تتأهل إلى نهائيات كأس أوروبا بعد أن أذهلت الجميع في التصفيات بفوزها على هولندا العريقة ذهابا وإيابا وساهمت بإبعادها عن البطولة للمرة الأولى منذ 1984. ويؤكد هالجريمسون «لقد حققنا تقدما من حيث السيطرة على الكرة، لم نحلل المباراة أمام إنجلترا بعد ولكن أعتقد بأنها أفضل مباراة لنا، لم نواجه صعوبات كبيرة في الدفاع في حين أننا صنعنا الكثير من الفرص. أعتقد بأننا لم نظهر بعد ما نحن قادرون عليه، وسنقدم الأفضل في المباراة المقبلة».
ورفع المدرب المساعد الذي سيتولى المهمة بمفرده عقب النهائيات سقف التحدي بقوله «كما قلنا قبل البطولة، في حال كانت استعداداتنا جيدة وكان اللاعبون بمستواهم، فإنه يمكننا الفوز على أي منتخب»، مضيفا «مباراة إنجلترا ستغير حياة لاعبي إيسلندا، إنه يوم سيحدثونهم عنه طوال حياتهم، ولدينا أيضا فرصة لإضافة يوم آخر في غضون أسبوع».
وتحدث عن مواجهة فرنسا قائلا «ستكون مباراة كبيرة، ولكن مع صبغة أقل من حبنا للكرة الإنجليزية، ولعل مباراة إنجلترا تعني الكثير لنا، إننا نتابع الكرة الإنجليزية منذ صغرنا. بالنسبة إلى فرنسا، فأعتقد بأن ثقة اللاعبين بأنفسهم ستزداد بعد أن اجتازوا هذه العقبة». وكان هالجريمسون قال عشية المباراة «نحن أمة صغيرة، لكنهم (الإنجليز) لا يعرفون أسماء لاعبينا بينما نحن نعرفهم جميعا وسنهزمهم».
وبواقعية، اعتبر لاجرباك بدوره أن مواجهة فرنسا ستكون «أكبر» من لقاء إنجلترا بقوله «بالنسبة لي مواجهة فرنسا هي أكبر بكثير من مواجهة إنجلترا، لأنها في ربع النهائي ولأنها الدولة المضيفة، ولأن المباراة ستقام في باريس المدينة التي أحبها كثيرا».
واعتبر اللاعب الإيسلندي كاري ارناسون أن منتخب بلاده حافظ على تنظيمه بقوله «حافظنا على تنظيمنا ودافعنا بشكل جيد، كنا نؤمن جميعنا بالفوز، ولكنها لم تكن حال الآخرين. يغمرني الفرح. مدربنا لم يسبق له أن خسر أمام إنجلترا وقال لنا بالمواصلة على المنوال ذاته».
واعتبر أنها «من دون شك أكبر نتيجة في تاريخ كرة القدم الإيسلندية»، مضيفا «لقد صدمنا العالم».

هودجسون يستقيل

بعد الخسارة المذلة أمام إيسلندا

أعلن مدرب منتخب إنجلترا لكرة القدم روي هودجسون استقالته من منصبه عقب الخسارة المذلة أمام إيسلندا والخروج من ثمن نهائي كأس أوروبا المقامة في فرنسا.
وحققت إيسلندا فوزا تاريخيا على إنجلترا 2-1 على ملعب اليانز ريفييرا في نيس لتبلغ ربع النهائي حيث ستواجه فرنسا، وذلك في مشاركتها الأولى في البطولة الأوروبية. وقال هودجسون في بيان له بعد المباراة «أشعر بخيبة أمل بالطبع بعد هذه النتيجة وبخروجنا من المنافسة. لم نتقدم بالدرجة التي كنت أعتقد أننا قادرون على تحقيقها، وهذا غير مقبول بالتأكيد».
وتابع «أنا فخور فعلا بالعمل الذي قام به الجهاز الفني لمنتخب إنجلترا في الفترة الفائتة. الفترة الانتقالية من منتخب يبلغ معدل لاعبيه الثلاثين إلى منتخب يعد الآن الأصغر في البطولة أمر لافت ومثير في الوقت ذاته لمستقبل كرة القدم الإنجليزية».
وأضاف هودجسون في بيانه «كنت أود البقاء لسنتين أخريين، ولكن أنا واقعي وأعرف أن الأمور مرتبطة بالنتائج. كان من الممكن تمديد العقد بعد كأس أوروبا، ولكنه الوقت المناسب لكي يشرف شخص آخر على تطور هذه المجموعة الشابة والمتعطشة والموهوبة جدا من اللاعبين».
وأوضح «كانت هذه المجموعة رائعة وقامت بكل ما طلب منها».
وأشار هودجسون أيضا إلى أن «راي (ليوينجتون) وجاري (نيفيل) اللذين كانا معي ضمن الجهاز الفني سيغادران أيضا».

وكان رئيس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم جـــــريج دايك أكد قبل أيام أن مستقبل المدرب رهن بما يقدمه المنتخب في البطولة.