"زينة" المسؤولية الاجتماعية

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٢٦/يونيو/٢٠١٦ ٠٤:٠٤ ص
"زينة" المسؤولية الاجتماعية

علي بن راشد المطاعني

للمسؤولية الاجتماعية عدة أوجه يمكن للبنوك و الشركات أن تبلورها لخدمة المجتمع و تعزيز دورها في هذا المجال ،الذي يعد من أحد أهم مجالات الحوكمة للشركات و تبيان مدئ خدمة الشركات للمجتمع ، فالمسوولية الاجتماعية ليس مرهونة فقط بكمية المبالغ التي يخصصها البنك أو الشركة لهذا المجال الحيوي لمرة واحدة ، وانما استدامة هذه او تلك المشروعات في خدة فئات ذات حاجة لمدى طويل جدا ، وحفز الزبائن و فئات المجتمع في الإسهام المشترك في رفد مثل هذه المبادرات لكي تتكامل الجهود و تتضافر قوة المجتمع في تحقيق التكافل الاجتماعي المترسخ في قلوبنا بفعل ما اوصنا به ديننا الحنيف و السنة النبوية الشريفة وارثنا الحضاري الضارب في الأعماق، بأن التكافل و التازر هي ابرز معاني الدين و الحياة الذي يجب ان نقوم به.
ولعل تدشين بنك مسقط مبادرة " زينة تهتم " بالتعاون. مع وزارة التنمية الاجتماعية للتبرع للجمعيات الخيرية في السلطنة من جانب النساء اللاتي لديهن حسابات في بنك مسقط ، كمرحلة اولى مما تبقى في حساباتهن من بيسات لهذا الحساب الذي سوف يجمع كل شهر هذه البيسات، و يمنحها لجمعية من الجمعيات الخيرية لمساندتها لأداء دورها و تعزيز مواردها لخدمة في أوجه الخير المعروفة في البلاد، يعد خطوة مهمة في فتح آفاق واسعة لتوسيع مجالات المسؤولية الاجتماعية في السلطنة، و ايجاد مجالات بديلة للاسهام المشترك بين المؤسسات و الأفراد في التعاضد لتنفيذ أهم جانب من جوانب العمل الإنساني، فهذه المبادرة من شأنهاان تفتح مجالات أخرى جديدة قائمه على العمل الاجتماعي في السلطنة الذي يتنامى يوما بعد يوم بفعل ترسخه في المجتمع، و ارتباطه بافراده المحبين للخير.
فاطلاق مثل هذه المبادرات بالطبع يوفر مجالا أكبر للعمل الاجتماعي أن ينطق إلى فضاءات أرحب و مجالات أكبر تزيل الهموم من قلوب المحتاجين وتمسح الدموع من أعين المعوزين، فهذه الخطوة بسيطة في مضمونها كقيمة ما تتبرع به المرأة من حسابها من بيسات، لكنه كبير في معناها و قميتها المعنوية عندما تتجمع البيسات في حساب واحد يعين جمعية محتاجة. الأمر الذي نحيي فيه بنك مسقط على دوره الحيوي في ترسيخ المسؤولية الاجتماعية بمدولاتها، و إطلاقه مبادرة نوعية يشترك معه زبائنه في المساهمة في رفد ‏المجتمع وخدمة فئاته المحتاجة وجلب فعل الخير لزبائنه في مبادرة تحقق العديد من الاهداف المهمة التي تخدم المتبرع والجمعيات الخيرية .
فبلاشك أن المسؤولية الاجتماعية لها دورا كبيرا في رسم صورة ذهنية عالية عن البنوك و المؤسسات باعتبارها تعكس الدور الاجتماعي للجهات و المنظمات في المجتمع ، و ترتكز علي إضفاء قيمة مضافة عالية للأعمال الشركات و المؤسسات من جوانبها الاجتماعية لا التسويقية ، وتعزيز هذه الخطوات في المجتمع ذا شأن في تصحيح الصورة عن دور القطاع الخاص في المجتمع، و زيادة التفاعل الايجابي بينه و بين المجتمع خاصة في هذه المرحلة التي يفطن فيها الفرد أكثر لدور الجهات في خدمة المجتمع و يبلور اتجاهاته للتعامل معها على مدى قربها او بعدها عن المجتمع و المساهمة في تخفيف الالام عنه ، ومن هنا يتوجب على الشركات أن تبداء مرحلة جديدة من التعاطي مع المجتمع من خلال مباردات المسؤولية اجتماعية النوعية التي تسهم في إيضاح دورها و ما تقوم به من اعمال اجتماعية لا تهدف الترويج بقدر ما تدور في فلك العمل او الاستثمار الاجتماعي بدون فائدة مباشرة ، لكن ذا فائدة عظيمة في تعزيز صورة المؤسسة في المجتمع كمساهم في الاسهام في خدمته.
ان هذه الخطوة التي يشرك فيها بنك مسقط زبائنه لها مدلولات إيجابية للزبائن في حثهم علئ عمل الخير والتبرع للجمعيات بشكل تلقائي وغير مكلف لهم و بإذن منهم طبعا و بالتالي يدفع زبائنه ومحبيه إلى فعل الخير الذي يتطلع إليه الجميع، فبالتالي الكل سوف يذكر هذه الافعال الخيرية للبنك في تقديم النصح لهم في فعل الخير، بل سيتذكروا كلما دفع البنك لجمعية من الجمعيات الخيرية بالتعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية مبلغ شهريا محترما لهذه الجمعية او تلك بأنهن جزءا يتجزاء من هذا التبرع ، فيسود الارتياح أنفس العضوات صاحبات الحسابات زينة ، وسوف يشعرن بالرضاء على ما قام به البنك في تحفيزهن على عمل الخير بتلقائية وبدون تكلفة تذكر فمثل هذه البيسات تثقل العديد من الحسابات بدون. ان تكون لها قيمة تذكر و لكن عندما تتجمع في حساب واحد سوف تكون لها قيمة اكبر، فهذه خدمة إنسانية و اجتماعية تقدم للزبائن خارج الخدمة المالية المعتادة أو الاستشارية التي يقدمها البنك لعملاءه باستثمار الأموال أو ادخارها لتحصيل نسبة فوائد في هذا الحساب أو ذاك، وإنما تجمع لحسابات اخري ذات أهمية هي الأخرى في حياة الفرد و المجتمع وهنا رسالة اراد البنك ايصالها بان دثره ليس ماليا فقط كوعاء ادخاري و استثماري و انما اجتماعي في توفير خدمة جديدة تعزز خدمة الفرد لمجتمعه من خلال استثمار ما تبقي من بيسات في حسابه في عمل اجتماعي له اهمية اكبر، لفئات بيننا محتاجه اكثر.