بيروت في 17 يونيو / العمانية / طرابلس مدينة الأسواق والحارات والخانات والآثار
التاريخية ولطالما تباهى الطرابلسيون بأسواق مدينتهم الشعبية والأثرية التي تميزت عن
مختلف المدن اللبنانبة و كان لها الدور البارز في بناء الحضارة اللبنانية وتطورها في
مختلف العصور .
وتعتبرطرابلس مدينة متكاملة بأحيائها وأسواقها وأزقتها المتعرجة والمسقوفة ومعالمها
التي تمتد شمالا وجنوبا وشرقا وغربا لتطوي بين جنباتها أكثر من 160 معلما تاريخيا ،
حيث أكسبها هذا الغنى التاريخي صفة المدينة الاْولى بثروتها التراثية على الساحل
الشرقي للبحر الأبيض المتوسط ، كما تمثل متحفا حيا يجمع بين الأوابد الرومانية
والبيزنطية والآثار الفاطمية والصليبية والعمارة المملوكية والعثمانية.
وتضم منطقة السرايا القديمة بمدينة طرابلس أسواقا تحيط بها كأسواق البازركان (
الأقمشة) والتربيعة (المفروشات) والكندرجية (الأحذية) والصاغة وخان الخياطين وخان
الصابون وسوق النحاسين يتوسط جغرافيا هذه الأسواق الواقعة في قلب المدينة القديمة
التي بناها المماليك قبل أكثر من 700 سنة وفق هندسة اعتمدت تخصيص أصحاب المهن
والحرف في سوق معين من الأسواق الكثيرة التي توزعت حول الجامع المنصوري
الكبير وقلعة طرابلس والسرايا العتيقة التي تحولت بعد انتقال السرايا إلى مبنى آخر
خارج المدينة القديمة مطلع القرن الماضي إلى محل لأصحاب المفروشات والسجاد.
وبعد هدم مسرح "الانجا" الاثري الذي كان يعد أول مسرح ترفيهي في لبنان في شارع
التل في طرابلس، يتعرض مبنى السرايا القديمة أو سيار الدرك القديم الى عملية اسقاط
بشكل غير مباشر على الرغم من تصنيفه على لائحة الآثار من قبل المديرية العامة للاثار
التي دأبت على تفقده مرارا بناء على طلب من اهالي الحي لانهم شعرو بأن المبنى آيل
للسقوط في اي لحظة.
والسرايا العتيقة مبنى قديم يقع في قلب المدينة القديمة لطرابلس قبالة الجامع المنصوري
الكبير باتجاه ساحة النجمة المهجور منذ فترة طويلة ، ويميزه حجارته القديمة ومدخله
الراقي وفساحة قاعاته المهجورة ، وأول من استخدم السرايا الاولى في تاريخ المدينة هو
الانتداب من خلال ثكنة عسكرية ومن ثم استخدم سرايا للدرك وأخيرا مبنى لمدرسة
خاصة سميت على اسم مالك جزء من العقار "مدرسة الشعراني" ، الا انه اهمل مع الايام
وطاله التشويه بعد ان فقد قيمته الاثرية والتراثية وتاريخ استخدامه.
وقال رئيس لجنة الآثار في بلدية طرابلس الدكتور خالد تدمري في حديث "لوكالة الانباء
العمانية " ان هناك العشرات من المعالم التراثية المهجورة في المدينة وهي تحتاج الى
حماية وعناية ، خصوصا ان طرابلس غنية بالمعالم التراثية التى تعود الى العهد
المملوكي وقد خاطبنا الجهات العليا قبيل هدم مسرح الانجا التاريخي وحاولنا ان يكون
مملوكا للبلدية او مديرية الآثار، الا ان الامكانيات حالت دون ذلك .
/العمانية/
ع س ع