باسم الرواس
basemraws@hotmail.com
حتى كتابة هذه السطور، يبدو أن ثورة «البلطجة» قد تم إخمادها في كأس أمم أوروبا 2016، -ولو جزئياً - بعدما كادت الأحداث المأساوية التي سبقت وأعقبت مباراة انجلترا وروسيا تطيح بـ «البطولة» وتُفرغ منها المعنى الجميل لكرة القدم.
ويبدو أن ما تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي عن نية مُسبقة لبعض الجماهير «الروسية» بخطف «ريادة» البلطجة من «الانجليز» كان صحيحاً؛ إذ كشف النائب العام في مرسيليا بريس روبان أن 150 من مثيري الشغب الروس «المدَرَبين بشكل جيد جدا» متورطون في المواجهات التي جرت في المرفأ القديم في مرسيليا وعرضت صورها في جميع أنحاء العالم.
ويضيف روبان: «هؤلاء مستعدون على ما يبدو للعمليات البالغة السرعة والعنف فقد تمكنوا من الإفلات من مراقبة الشرطة بتجنبهم الوصول بالطائرة إلى مرسيليا».
وجاء قرار الاتحاد الأوروبي بمعاقبة روسيا بالإيقاف، مع وقف التنفيذ بسبب أعمال الشغب التي ترافقت مع مباراتها ضد انجلترا ليؤكد أن «الروس» تسببوا بـ «اضطرابات» في المدرجات و«تصرفات عنصرية» واستخدام «قنابل دخانية».
وبما أن الوجه القبيح لـ «اليورو» قد بدأ بالاختفاء أمام الوجه الجميل الآخر الذي انتظرناه جميعاً في مباراة إيطاليا وبلجيكا أوفت بوعودها فنياً وتكتيكياً وجماهيرياً فإن البوصلة ستتحول مجدداً إلى سحر الكرة.. والرسالة التي وجهها المنتخب الإيطالي إلى منافسيه بعد فوزه المستحق على الشياطين الحمر.
المنتخب «الأزرق» قدّم أداء تكتيكياً مميزاً بقيادة المدرب انطونيو كونتي في واحدة من أقوى المباريات في دور المجموعات، ليطبع اسمه بقوة في قائمة المرشحين بعد فوزٍ مقنع على المنتخب البلجيكي المدجج بالنجوم.
المستوى الذي ظهر به المنتخب الإيطالي قد يأتي بثماره أملاً بعودة الـ «أتزوري» إلى المنصات الأوروبية بعد غياب طويل. فهذه هي البداية فقط. نهائيات اليورو في فرنسا قد تتحوّل إلى شعور رائع بالنسبة للطليان. إيطاليا كشفت أوراقها عن طريق مطرقة كونتي، فالخطة المحكمة ودرجة الاستعداد أثمرت عن فوز.. صحيحٌ أن المنتخب البلجيكي كان الأفضل من ناحية الاستحواذ وعدد التسديدات على المرمى، لكن الكلمة الفصل كانت عند الحارس المتألق كورتوا الذي شاهد شباك مرماه تهتز في مناسبتين.
ولعل اللافت في المباراة تمثل بـ «الحالة» المميزة للاعب ليوناردو بونوتشي، حيث نجح بضاعفة الطموح وتأكيد أن «الازوري» هو الأفضل دفاعياً في البطولة. ليس هناك من بداية أفضل، لكن علينا الانتظار.
.. وما تقدم في قراءة الفوز الإيطالي لم تكن معانيه لتكتمل لو لم يسجِل الفوز على حساب منتخب قوي كـ «بلجيكا» خصوصاً أن الجماهير الحمراء كانت تترقّب المباراة الافتتاحية بكثير من التفاؤل، لكن الغلبة كانت للواقعية الإيطالية في نهاية المطاف.
واذا أراد المنتخب البلجيكي العودة بقوة إلى البطولة فإن أولى خطوات التصحيح تكون بتوحيد الرؤى بين لاعبيه حول الهدف الأسمى بالوفاء لقميص «المنتخب» والابتعاد عن الأنانية التي تسيطر على بعض نجومه الطامحين لتعزيز وضع حضورهم و«تقريشها» في أنديتهم.. المسؤولية بلا شك تقع بالدرجة الأولى على المدرب فيلومتس المدعو أكثر من أي وقت مضى للضرب بيد من حديد ووضع الجميع أمام مسؤوليته.. إلى جانب العمل على إيجاد «الكيمياء» الفنية بين في التوليفة المتوفرة لديه.
حسن الختام :
موسوليني قال زمان: «وظيفة المواطن والجندي لا يمكن الفصل بينهما». يبدو أن وظيفة اللاعب لا تختلف أيضاً، بحسب كونتي!