عزيزة الحبسية
azizaalhabsi87@gmail.com
باختصار، لست من متابعي كرة القدم إلا قليلاً..! لكنني أكون متابعة شديدة الحماس للكرة للذين يصنعون فارقاً في حياتهم وبخاصة إذا تعلق هذا الفارق بصورتنا كمسلمين في العالم، هذه الصورة التي تستحق أن تبقى ناصعة البياض إلى يوم الدين، وأكون شديدة ودقيقة المتابعة والملاحظة عندما يتعلق الامر بلاعبنا العماني الدولي المحترف "علي الحبسي".. فقد لفتتنى جدا كلمة قالها علي الحبسي تسربت من خلال اليوتيوب خلال هذا الشهر الكريم وهو في غربته وفي بلد غير مسلم حين قال "الرجل الصالح تجده في المسجد، والصديق الصالح تجده في المسجد".
عندما وقع علي الحبسي مع نادي بولتون الانجليزي وحقق حلمه بالتعاقد مع هذا النادي العريق لم يكن يسعى فقط إلى أن يكون اللاعب العماني الذي احترف في الملاعب الانجليزية لكنه كان يحمل رسالة أخرى عظيمة شوهدت في أخلاقياته، لقد كان يحمل رسالته كمسلم.
المبهر في موضوع علي الحبسي أنه قدم نفسه كلاعب وحارس مرمى ملتزم داخل وخارج الملعب حتى وصل لافضل حارس في الموسم النرويجي الثاني وحصد جائزة أفضل لاعب في الدوري الانجليزي. علي الحبسي كان طوال أربعة عشر عاما قضاها في الاحتراف في أوروبا يتحرك بأخلاقه في المجتمع الرياضي وفي المجتمع الغربي الذي انتقل للعيش فيه، رفيقه في ذلك أخلاقه وصلاته وقراءته للقرآن وبر الوالدين. وعندما أفصح علي للمذيع الكويتي فهد الكندري في برنامج "بالقرآن اهتديت" أنه يتصل ويهاتف أمه في عُمان يوميا ليصبح عليها ويطلب بركاتها ودعاءها أيقنت أن علي الحبسي عرف سر النجاح فاتبعه.
من نافلة القول أن سبب شهرة علي الحبسي ليست احترافيته كلاعب ورياضي فقط وإنما شهرته بأخلاقه كونه عمانيا وخليجيا وعربيا يمثل المسلمين في أوروبا.. لقد غير علي الحبسي في بولتون بالمملكة المتحدة صورة المسلم لدى جاره الانجليزى الذي توجس خيفة من جيرة شخص مسلم عربي واعتذر في النهاية بسبب فكرته السلبية عن المسلمين قائلا "ما نراه في الاعلام ليس هو الاسلام الحقيقي".. وقد بكى هذا الجار عند فراق علي الحبسي فقط لانه رأى مسلماً أثبت أن حسن الخلق من شيم المسلمين.
وبنفس الاخلاق وسموها كان علي الحبسي سببا في إسلام أحد لاعبي بولتون في النادي الذي لعب فيه بانجلترا.. لقد لامستني من الداخل كثيرا كلمة علي الحبسي الشفافة وهو يقول "أدخل النادي وأنا مبتسم وأسلم على كل شخص فهذه لها تأثير كبير على المجتمع هنا".. لقد قرأ هذا الشاب العماني المسلم بفطرته عطش الناس للسلام في مجتمعات تعاني من المحل والجدب وتشتاق للمحبة الخالصة لوجه الله.
يقرأ علي الحبسي القرآن بشكل يومي ويقرؤه قريبا من اللاعبين في النادي ويفاخر بلا حرج أنه مؤمن وأنه يشعر بطمأنينة عند قراءة القرآن.. ويصلي ويحافظ على صلاته في الملاعب ويعلن بفرح أنه صلى في كل ملاعب بريطانيا.
ربما أكون واحدة من عمانيين وعمانيات كثر يفخرون باللاعب علي الحبسي لكنى أكثر فخراً بأن هناك من يؤمن بكلام الله عزوجل: "ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة".