بخيت الشحري: أنا مع أي تجمع يخدم الأغنية العمانية

مزاج الاثنين ٠٦/يونيو/٢٠١٦ ٠١:١٠ ص
بخيت الشحري:
أنا مع أي تجمع يخدم الأغنية العمانية

مسقط - سعيد الهنداسي

بخيت الشحري رئيس قسم الموسيقى والغناء بإذاعة السلطنة، وهو خريج المعهد العالي للموسيقى العربية بالقاهرة في عام 2000، وقام بتطوير الأغاني الشعبية العمانية بالإضافة إلى الاهتمام بإبراز الأصوات العمانية الشابة الموهوبة في مجال الغناء، كما قام بالمشاركة في تلحين العديد من مقدمات ونهايات المسلسلات الاذاعية والتلفزيوينة والمسرحية وفوازير الاطفال في أكثر من عام وقدم الكثير من الاعمال الوطنية والعاطفية والرياضية في مختلف المشاركات والمناسبات.

-حدثنا عن بدايتك مع الالحان.
بدأت في المجال الفني في عام 1983 عند التحاقي بالفرقة الموسيقية التابعة لوزارة الاعلام ومن ثم تدرجت في دراسة الموسيقى مع الفرقة الى عام 1987 حيث تم ابتعاثي الى جمهورية مصر العربية.

-دعني اتوقف عند هذه المرحلة المحورية كيف كانت وكيف أثرت على مسيرتك الفنية ؟
-تواجدي في عاصمة الفن القاهرة ودراستي في المعهد العالي للموسيقى العربية بالفعل كان نقلة كبيرة في حينها، تخرجت في عام 1989 ومن ثم عدت الى السلطنة وتم الغاء الفرقة الموسيقية بعد ذلك وعملت في الاذاعة حيث كنت موسيقي متدرب ثم منسق منوعات الى ان اصبحت رئيس قسم الموسيقى والغناء والمشرف على الفنون الشعبية وتطويرها.

-دراستك للموسيقى في القاهرة يقودني لسؤال هو هل لا بد للموهبة من صقلها بالدراسة؟ الدراسة تكميلية، ولكن الموهبة هي الاساس لأي فنان وهي الحرفة والمهارة المتقنة وتبقى الدراسة هي ثقافة للفنان الموهوب يعمل على تطويرها ويصل من خلالها الى مراحل متقدمة وتختصر المسافات وتبقى الموهبة والدراسة مكملان لبعضهما.

-ارتبط العود كثيرا بالفنان بخيت الشحري حدثنا عن هذا الارتباط والاعمال التي انتجتها؟
انا اعشق آلة العود لذلك عملت واشرفت على كثير من الجلسات الطربية المصاحبة للعود مع بعض الايقاعات المصاحبة وليس كل ما يكتب يمكن ان تضع له الحانا جميلة فكان لا بد من الانتقاء وقمت بتسجيل اكثر من 14 البوم غنائي بالاضافة الى كتابة مقدمات مسلسلات محلية وفوازير رمضان لاكثر من عام واغاني عاطفية ووطنية ومصورة تلفزيونية، وأنا اعتبر من الرعيل الثاني وأصبح لدي حب أن أعمل وانتج أعمالا غنائية واقدمها للاذاعة بدون مقابل.

-هل تشعر أن تواجدك في الاذاعة وقسم الموسيقى تحديدا استطعت من خلاله تحقيق حلمك الموسيقي؟
انا وصلت الى هذا المكان ولكني اعتبره خطوة أولى من خطوات كثيرة، وبحكم عملي في مجال الموسيقى والغناء ومجال دراستي الفنية، كما أنني من خلال هذا الموقع استطعت أن أقدم وأنتج أعمالا لي شخصيا ولغيري من الفنانين، حيث قدمت أكثر من 40 لحنا للفنانين وقمت بتشجيعهم وشراء أعمالهم الفنية وتشجيع الشعراء والملحنين، ومن خلال طبيعة عملي أصبح تواصلي مع كل من له علاقة بالاغنية والبحث عن الجديد في عالم الموسيقى للوصول إلى عمل ناجح ويرضي الفنانين والمتذوقين وقمت بتطوير أكثر من 45 لحنا تراثيا عمانيا اصيلا.

-هل تتذكر أسماء بعض الفنانين القدامى الذين قمت بتطوير أعمالهم الغنائية بأصوات شابة؟
نعم، أسماء كبيرة في عالم الغناء العماني الاصيل، أذكر منهم على سبيل المثال سالم الصوري، والمقيمي ومحمد الفطيسي لازال يغني والخابوري والمطلعي والرستاقي وقام باداء اغانيهم فنانين شباب أمثال هدى الخمبشي وليلى نصيب وافراح الحراصية وخولة السيابيىة من الفنانات ومن الشباب هناك ايمن الناصر وغيرهم من الشباب وتم تسجيلها في استوديوهات في القاهرة.

-هل انتشار الاذاعات اليوم اعطى فرصة اكبر لانتشار الفنان العماني؟

-بلا شك ساعدت على انتشار الفنان، فبالنسبة للاذاعات الحكومية لدينا شبكة اذاعات مختلفة، هناك اذاعة الشباب، تقدم اغاني شبابية محلية وخليجية وعربية، والاذاعة العامة ولدينا الموسيقى الكلاسيكية بطابع اوروبي مع موسيقى عمانية، وهناك صوت عمان، قناتين واحدة تهتم بالتراث الوطني والفنون الشعبية وأخرى عمانية عربية، وهاتان القناتان تحديدا تقدمان خدمات كبيرة للفنان العماني.

-اليوم اصبح الفنان العماني قادر على تقديم أغنيته للإذاعة، ويتم تبنيها، ما هي الكلمة التي تقدمونها للشباب؟

هناك مجموعة من البرامج التي تقدمها الاذاعة في اكتشاف مثل هذه المواهب، فهناك برنامج (نجم الشباب) ويتم من خلاله اختيار مجموعة من المواهب الشابة والتي اثبتت قدرات وامكانات فنية، واذا كان هناك فنان لديه موهبة الفن والغناء كل ما يجب عليه هو تقديم اسمه حتى يتم اضافته في قائمة الفنانين وتقدم له فرصة اداء وتسجيل الاغاني التي تنفذها الاذاعة، واذا ما تقدم للاذاعة بعمل وطني او عاطفي يعتمد مشاركته.

-طالما تحدثت عن المواهب الشابة هناك عتب من الاصوات الشابة في تجاهل الاعلام لموهبتهم ما تعليقك؟
اقول لهؤلاء الاصوات الشابة والذين يملكون موهبة الصوت ولا توجد لهم معرفة بالجهة التي تتبناهم أو تحتضنهم ويضعون اللوم على الاعلام في تجاهلهم عليهم تقديم اسمائهم واحضار شيء من اعمالهم بعد ان تتم اجازتها من وزاة التراث والثقافة وسنقوم ببث اغانيه بعد ان تجتاز لجنة الرقابة الخاصة بالاغاني للحفاظ على الذوق العام.

-تبذل الحكومة جهودا كبيرة في الحفاظ على التراث والموروث الحضاري، ما هي جهودكم في الاذاعة بهذا الجانب؟
-بالنسبة للتراث تقوم وزارة الثقافة بجهود في ذلك من خلال الارشيف واقامة البحوث والندوات الخاصة بالفنون والاداب، كما تقوم وزارة الاعلام بجهود في هذا المجال ويبقى مركز عمان للموسيقى التقليدية هو البداية لعمل التوثيق الميداني للفنون التقليدية على مستوى محافظات السلطنة جميعها وبدورها الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون تقوم بعملية توثيق جميع الفنون سواء المقابلات او التسجيلات والمدرجة في أرشيف خاص.

-دعنا نتحدث عن تعاونك الاعلامي وخاصة في البدايات كيف كانت؟
عملي كان اجتهادات فردية، ودعم من خلال الاعلام المقروء وهي الصحافة من خلال اجراء بعض اللقاءات الصحفية معي، اذكر منها تعاوني مع الصحفي مسعود الحمداني هذا من الجانب الاعلامي وقمت بتمويل نفسي في انتاج اعمالي وكان هدفي الوصول بالاغنية العمانية الى ابعد مدى وكذلك تواجدي من خلال الاذاعات والتلفزيون.

-ماذا عن التجمع الفني الذي كثر الحديث عنه حول ظهور جمعية خاصة بالفنانين، اين وصلت ؟
انا مع اي تجمع يخدم الاغنية العمانية، وفي العيد الوطني 45 استقبلنا اكثر من 36 مطرب وتم منح كل اغنية مبلغ 1000 ريال اي 36 الف ريال، ومن خلال هذا الكم الكبير من الاعمال تمت مخاطبة الشاعر والملحن والمطرب، فاصبح هناك تعارف وتقارب مع عدد كبير منهم ومن هنا جاءت فكرة اقامة تجمع فني يضم الفنانين في أحد مواقع التواصل الاجتماعي ( الواتس اب ) وهو الان يضم اكثر من 100 فنان ثم جاء طرح فكرة جمعية تهتم بالفنان العماني وهي بلا شك متى ما ظهرت ستخدم الفنان ونتمنى ان ترى النور متى ما سمحت الظروف بذلك.

-هناك اعادة لتطوير اغاني الرواد، أمثال موزه خميس وسالم الصوري، والبعض يتمنى المحافظة عليها، ما تعليقك؟
اللحن يبقى كما هو ولكن هناك الحان ممكن تطويرها من خلال الايقاعات ولا يكون هناك خروج من المقام الاساسي مع اضافة لمسات جمالية ويتم الانتقال والعودة للمقطع الاصلي ولكن بحاجة الى صوت جيد يستطيع ان يصل بالاغنية الاساسية بنفس الروح، كما اننا نعاني من الاصوات التي يتم صقلها لعدم وجود معاهد موسيقية متخصصة في هذا المجال، وفق اسس علمية ودورات تثقيفية فنية، مع تقديرنا لجهود الاخوة في جمعية هواة العود برئاسة الاخ الملحن فتحي محسن الذي يبذل جهدا كبيرا ولكن نحتاج للمزيد.

-هذا يقودني لسؤال اخر هل انت مع وجود معاهد متخصصة للفنون تخرج جيل متمرسا ومثقفا؟
بالضبط هذا ما نبحث عنه، بل أتمنى ان يكون هناك معهد عالي للموسيقى العربية لاننا نملك الاف من الموسيقيين، على سبيل المثال هناك فرق عسكرية في كل الوحدات العسكرية من نساء ورجال وفي نفس الوقت هناك اجيال تريد دراسة موسيقى ويتم تدريسهم الصوت الهرموني والتعرف على ابعاد الموسيقا والمقامات وسيكون رافدا لتخريج كوادر موسيقية ممكن الاستفادة منها في مدارس التربية والمؤسسات التعليمية الاخرى.