مسقط -
تزامناً مع احتفالات السلطنة بيوم البيئة العالمي الذي يصادف الخامس من يونيو من كل عام، رعى وزير البيئة والشؤون المناخية معالي محمد بن سالم التوبي الاحتفال بيوم البيئة العالمي وتدشين الدورة الأولى لمبادرة «مناخ أفضل لمستقبل أخضر».
تضمن الاحتفال عرض فيلم قصير عن تأثيرات التغيرات المناخية واتفاق باريس بشأن تغير المناخ، أعقبه كلمة وزارة البيئة والشؤون المناخية التي قدمها مدير عام الشؤون المناخية إبراهيم بن أحمد العجمي وقال فيها: قامت السلطنة بالعديد من الجهود لمكافحة الاتجار غير المشروع بالحياة البرية وذلك من خلال التشريعات الخاصة بصون الأحياء الفطرية وتنظيم تداول تلك الأحياء المحلية والخارجية.
وأضاف أن مبادرة «مناخ أفضل لمستقبل أخضر» تهدف إلى تعزيز وتشجيع الشراكة والتعاون بين هذه الوزارة والقطاع الحكومي والمؤسسات العلمية والبحثية وشركات القطاع الخاص وأفراد المجتمع من أجل تجميع وحصر المبادرات والمشاريع والأفكار التي قامت بها تلك الجهات خلال الفترة الفائتة أو ما تخطط للقيام به في المستقبل من أجل التكيف والتخفيف من آثار التغيرات المناخية.
وألقى مدير مركز الدراسات والبحوث البيئية د. ياسين الشرعبي كلمة جامعة السلطان قابوس وقال فيها إن الجامعة تعمل حاليا على الحصول على الاعتماد المالي من الصندوق الأخضر للمناخ، لتنفيذ مشروع استعداد السلطنة لمجابهة تحديات التغيرات المناخية بالتعاون مع وزارة البيئة والشؤون المناخية، كما نظمت العديد من الفعاليات المشتركة، كالمؤتمر الدولي لأعاصير المدارية في سنة 2009. وتستعد الجامعة لتنظيم المؤتمر الدولي حول السياسات والاستراتيجيات المناخية في الدول النامية وسبل تطبيق اتفاقية الأمم المتحدة الحادية والعشرين بشأن تغير المناخ، وذلك خلال الفترة الممتدة من 12 إلى 14 مارس 2018.
مثال يحتذى
وقدم المنسق الإقليمي لبرامج تغير المناخ بمكتب غرب آسيا د. عبد المجيد حداد كلمة برنامج الأمم المتحدة للبيئة وقال فيها: إن اهتمام السلطنة بالبيئة والتنمية المستدامة برعاية من جلالة السلطان قابوس -حفظه الله ورعاه- معروفة للجميع ومثال يحتذى به على المستوى الإقليمي والدولي. فالسلطنة من أوائل الدول التي أنجزت استراتيجيات المحافظة على البيئة والموارد الطبيعية ورؤية التنمية 2020 وإنشاء وزارة معنية بالبيئة والشئون المناخية وجعلها وجهة متميزة للسياحة البيئية المستدامة. وقد امتدت أنشطتنا المشتركة كي تشمل تغير المناخ، والتنوع الحيوي، والتقارير البيئية وقضايا الأوزون. وتمكنت السلطنة من إعداد البلاغ الوطني الأول عن تغير المناخ وتقديمه إلى سكرتارية الاتفاقية العام 2012 وها نحن بصدد إعداد البلاغ الوطني الثاني وتقرير التحديث كل سنتين.
وأضاف: بادرت السلطنة بتطوير استراتيجية وطنية للتخفيف والتكيف مع تغير المناخ يقترن إعدادها بتنفيذ العديد من الأنشطة والتجهيزات المؤسسية التي تساعد الوزارة والجهات المعنية في التعامل مع آثار تغير المناخ. وكدليل آخر على اهتمام السلطنة بما يمليه تغير المناخ من تحديات فقد قدمت تقرير المساهمات الوطنية قبيل مؤتمر باريس ووضعت أهدافاً رقمية واضحة وحقيقية يمكن قياسها.
تدشين الوحدة
وقام معالي وزير البيئة والشؤون المناخية بتدشين وحدة نمذجة التغيرات المناخية بالمديرية العامة للشؤون المناخية بالوزارة، وهي وحدة تعمل على نموذج مناخي تم تطويره في جمهورية ألمانيا الاتحادية في سنة 1999م من قبل شبكة من الباحثين الدوليين تضم 250 باحثاً من 67 مركزاً بحثياً حول العالم، وهو برنامج معتمد من قبل الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.
وتهدف وحدة نمذجة التغيرات المناخية إلى إجراء أبحاث عن التغيرات المناخية وتأثيراتها على قطاعات التنمية الشاملة باستخدام النماذج المناخية العالمية والإقليمية الحديثة على فترات زمنية طويلة المدى قد تمتد إلى عدة عقود، بالإضافة إلى إعداد التقارير الخاصة بالتوقعات المعينة بالتغيرات المناخية القصيرة والطويلة المدى على قطاعات التنمية الشاملة متضمنة التوصيات الخاصة بإجراءات وسياسات التكيف مع تلك التأثيرات والتخفيف منها، ثم استخدام تلك التقارير والتوصيات في تحديث وإعداد الاستراتيجيات والخطط الوطنية والتشريعات المعينة بتغير المناخ وحماية طبقة الأوزون والمساهمة في تطوير البحث العلمي في مجال الشؤون المناخية.