فخ الأبطال يصطاد سيميوني

مقالات رأي و تحليلات الخميس ٠٢/يونيو/٢٠١٦ ٠٢:٢١ ص

حسام بركات

بلغ فالنسيا الإسباني تحت إدارة رافا بينيتيز نهائي دوري أبطال أوروبا بكرة القدم مرتين متتاليتين في العامين 2001 و2002، ولكنه خسر في الأول بركلات الجزاء الترجيحية أمام بايرن ميونيخ الألماني بعد التعادل 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي، وخسر في الثاني بثلاثية نظيفة أمام مواطنه ريال مدريد.

بعد ذلك بعامين وجد نادٍ كان يبحث عن مجده المفقود الفرصة مواتية لخطف بينيتيز المحبط من معقل الخفافيش، وفعلا نجح الريدز ليفربول في إقناع صاحب الميول المدريدية بالسفر إلى انجلترا حيث تمكن بعد عام واحد فقط من إجلاس الريدز على عرش الشامبيونز ليج بعد ما أصبح يعرف بملحمة إسطنبول.

رحيل بينيتيز عن فالنسيا في صيف العام 2004 قطــــع كل أمل للخفافيش في العودة إلى الواجهة الأوروبية فعادوا إلى مغارتهم المحلية التي يحاولون الخروج منها عبر نافذة الدوري الأوروبي على أحسن الأحوال دون أن يبلغوا النجاح المنشود. وبغض النظر عن الحال التي وصل إليها بينتيز الآن بعد إقناعه بالبقاء مع نيوكاسل في دوري الدرجة الأولى الإنجليزي إلا أن كثيرين يعتقدون أنه ما كان يمكن أن يتوج بطلاً للشامبيونز ليج لو أنه بقي مع فالنسيا ولم يغادر إلى ليفربول.

الآن وفي حالة مشابهة تماما رفض مدرب اتلتيكو مدريد وصيف بطل أوروبا الأرجنتيني دييجو سيميوني مجددا الحديث عن مستقبله مع الروخي بلانكوس معززا إشاعة رحيله عن الفريق مع نهاية الموسم الحالي.

وتماما كما حصل مع فالنسيا، وكأن التاريخ يعـــيد نفسه مع فريق إسباني آخر، تأهل اتلتيكو مدريد مرتين في 3 سنوات إلى نهائي الشامبيونز ليج.. فخسر الأول أمام ريال مدريد 1-4 ثم خسر الثاني أمام نفس الغريم قبل أيام بركلات الحظ بعد التعادل 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي.

ويخشى الثعلب الأرجنتيني على ما يبدو أن يلاقي اتلتيكو مدريد نفس مصير فالنسيا الذي تلاشى عن المشهد الأوروبي منذ سنوات، كما يخشى أنه إذا بقي مع فريق العاصمة الإسبانية الثاني فإنه قد يبقى ظلا للفريق الأول في المدينة ريال مدريد، رغم نجاحاته المحلية الملحوظة.

وفي تكرار لما فعله ليفربول مع بينيتيز فإن ناد آخر من طينة ميلان الإيطالي يسعى بكل قوة لاستعادة مجده المحلي والأوروبي ويريد التعاقد مع مدرب نجح في تحقيق ذلك رغم صعوبة المنافسة وقلة الموارد. وأعطــــى سيميوني المحبط بعد الخســـــارة من الجار اللدود في النهائي في ميلانو انطباعا باليأس والحيرة كما رفض أيضا تأكيد رغبته الاستمرار مع الروخي بلانكوس.
أمر آخر أشار إليه سيميوني دون أن يلتفت إليه النقاد عندما تطرق إلى نجاح المدرب الفرنسي زين الدين زيدان في موسمه الأول مع ريال مدريد مشيرا إلى أنه رجل محظوظ لأنه يدرب فريق كبير.
ربما حان الوقت أن يذهب سيميوني إلى فريق كبير.. هذا فقط إذا اعتبرنا أن اتلتيكو مدريد لم يصبح فعلا من كبار أوروبا.. أو أنه سيتلاشى حكما عن المشهد كما حصل في حالات سابقة.