القاهرة –– وكالات
شدد رئيس تحالف القوى العراقية أحمد المساري على أن عملية القصف العشوائي التي تتعرض لها مدينة الفلوجة في الوقت الراهن وما شهدته مدن أخرى من انتهاكات واسعة من قبل الحشد الشعبي خلال وبعد عملية تحريرها تدعم وبقوة احتمالية تعرض الفلوجة لاستهداف خاصة مع صدور بعض التصريحات وشعارات المسيئة لأهل المدينة.
وحذر المساري في مقابلة أجرتها معه وكالة الأنباء الألمانية ( د.ب.أ) من القاهرة «نخشى أن تؤدي مشاركة الحشد الشعبي في عملية تحرير الفلوجة لعرقلتها بدلا من تحقيق النصر.. إذا استغل الحشد الشعبي محاربة داعش لاستهداف سكان المدينة فهذا سيدفع بالكثير من الأهالي وخاصة الشباب في الفلوجة وفي غيرها للانخراط في ذلك التنظيم الإرهابي.. أي أن داعش مع الأسف سيكون هو المستفيد الوحيد».
ولفت المساري «لعملية القصف العشوائي الذي تعرضت له الفلوجة خلال اليومين الفائتين الأمر الذي أوجد شعورا بأن هناك استهدافا واضحا للمدنيين».
وتساءل باستنكار «لماذا لم يكن هناك دقة في استهداف مواقع داعش فقط؟! هناك أكثر من 60 ألف مواطن مدني موجودون داخل المدينة.. ولا نعرف لماذا أيضا لم يتم اللجوء لطريقة حرب المدن التي كنا نعول عليها لتحرير الفلوجة بدلا من القصف العشوائي لمناطق آهلة بالسكان».
وفي رده على تساؤل حول كيفية تأكده من أن القصف الصاروخي جاء من قبل الحشد لا من الجيش العراقي خاصة وأن الأخير هو من يملك الغلبة والثقل فيما يتعلق بامتلاك الأسلحة الثقيلة، أجاب «القصف جاء من قبل المناطق التي توجد فيها حاليا ميليشيات الحشد الشعبي».
ونفى رئيس التحالف أن تكون المطالبة بعدم إشراك الحشد الشعبي بعملية تحرير الفلوجة قد جاءت على خلفية وأسباب طائفية وشدد على أن السبب الرئيسي وراء تلك المطالبة تكمن في «أن الحشد الشعبي جهة غير مسيطر عليها من الطرف الحكومي الرسمي ولديه ارتباطات خارجية»؛ فضلا عن جاهزية أبناء المدينة والمحافظة عددا وتسليحا في الدفاع عنها وتحريرها مع إسناد من الجيش العراقي مما يدحض ذريعة الاحتياج لقوات الحشد».
وأبدى المساري تشككا بالغا في الرد الذي تلقاه تحالف القوى العراقية عندما قام بمخاطبة رئيس الوزراء حيدر العبادي وكافة القيادات العراقية بشكل رسمي بشأن رفضه القاطع لمشاركة الحشد الشعبي بعملية تحرير الفلوجة.
واستنكر المساري ما يردد عن وجود تعاطف واسع من قبل عشائر وأهالي الفلوجة مع داعش عند دخولها للمدينة واتخاذ ذلك ذريعة للبطش بهم خلال عملية التحرير.
وقال مدافعا: «هذا كلام غير دقيق أهالي الفلوجة لم يرحبوا بداعش وإنما كانت هناك ثورة على الظلم الذي كانت تنتهجه حكومة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.. وكان هنالك ثوار عشائر وفصائل جهادية تختلف تماما عن داعش بل واضطرت للخروج منها لرفضها مبايعته».
وأضاف «نزوح مئات الآلاف من الفلوجة خارجها عند دخول داعش هو أكبر دليل على عدم ترحيب المدينة بذلك التنظيم الإرهابي». وأشار «ومن بقى بالفلوجة هم الضعفاء والفقراء من المواطنين الذين لم يستطيعوا الخروج من المدينة وبقوا كأسرى لداعش». إلا أن المساري عاد وأقر بانضمام عدد قليل من شباب الفلوجة للتنظيم الإرهابي بعد أن نجح الأخير في التغرير بهم نتيجة ما تعرضوا له من ظلم في عهد حكومة المالكي.
وأوضح «داعش عدو لأهل الفلوجة والأنبار والعراقيين جميعا ولا يمكن لأحد إلا من غرر به أن ينضم إليه... هم عدد قليل من الشباب غرر بهم وانضموا لداعش وهؤلاء تم التخلي عنهم من قبل المدينة وأعلنت العشائر تخليها عنهم».
وكانت الفلوجة أول مدينة يسيطر عليها التنظيم في العراق عند اقتحامه لأراضيه في يناير 2014 ووصف رئيس تحالف القوى العراقية الوضع الإنساني في الفلوجة بكونه «بالغ السوء»، موضحا «هناك ما يقرب من 60 ألف مواطن مدني محاصرون داخل المدينة من قبل تنظيم داعش... وأن التحالف طالب جميع القيادات بسرعة فتح ممرات آمنة لإخراجهم منها ونقلهم لمعسكرات معدة ومجهزة لاستقبالهم في منطقة الخالدية بالمحافظة، إلا أن عملية خروج هؤلاء لن تكون سهلة مع استخدام داعش لهم كدروع بشرية».