«تأهيل مطرح» يركز على تحسين الأحوال المعيشية

بلادنا الخميس ٢٦/مايو/٢٠١٦ ٠٠:٢٥ ص
«تأهيل مطرح» يركز على تحسين الأحوال المعيشية

مسقط - عزان الحوسني

كشفـــت بلدية مسقط عــن التصميم العام الأولــي لمشروع إعادة تأهيل مطرح، وذلك بتأهيل مستوى المساكن والممرات المحيطة بها ورفع كفاءتها من الناحيتين الصحيــة والبيئية وتوسعة مسارات الخدمات الحالية.

كما يشمل المشروع إضافة خدمات ضرورية كنظام الصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار وخدمات النطاق العريض وغيرها من الخدمات الأخرى، إلى جانب توفير مساحات كافية لمواقف السيارات، وتوسعة الطرق الحالية، وإيجاد مداخل ومخارج جديـــدة للمدينة، للحد من الازدحام الكثيف للحركة المرورية، ما سيسهل عمليات التحرك وكذلك تقديم خدمة الإسعاف والدفاع المدني متى ما اقتضت الحاجة، وسهولة وصول السكان والزوار لمقاصدهم.

ويراعـــي المشـــروع المحافظة على الهوية التاريخيـة والثقافية للمدينة والحفاظ على المكانة التاريخية لسوق مطرح، وترميم المباني التاريخية والمحافظة عليها من الاندثار، مع دراسة إمكانية إعادة تأهيل بعض المواقع التاريخية والقلاع وتحويلها إلى مزارات سياحية، وكذلك دراسة إمكانية تحويل بعض المساكن والمباني القديمة إلى استخدامات تجارية كفنادق ومعارض للصناعات الحرفية، ومطاعم ومقاه لتقديم الأكلات العمانية.

وقد أدى تغيير استخدام ميناء السلطان قابوس إلى ميناء سياحي إلى ازدياد أعداد السياح القادمين للسلطنة عن طريق البحر حيث تحمل كل سفينة في كل رحلة ما يفوق أربعة آلاف سائح من كل أنحاء العالم، ما يتطلب إضافة بعض التحسينات والمرافق واللمسات الجمالية للمدينة وبعض الخدمات الضرورية لتكون بوابة عمان السياحية، كما سيسهم المشروع في تشجيع السياحة الداخلية وتأهيل مطرح لتكون منطقة ملائمة للزوار الرسميين، وسيسهم المشروع بشكل مباشر في رفع إسهامات قطاع السياحة في الاقتصاد الوطني وإيجاد فرص عمل تجارية جديدة للمؤسسات المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر.
مدير دائرة الدراسات الفنية ببلدية مسقط، مدير المشروع المهندس الطيب بن محمد بن أحمد الحارثي قال إن خطة إعادة تأهيل المدينة ركزت على عدة محاور أبرزها الأحوال المعيشية للسكان وذلك لتوفير بيئة صحية مناسبة للعيش بتحويل مدينة مطرح لمدينة جاذبة للسكان واستحداث دليل تخطيط عمراني وحضري يتماشـــى مع مشروع تطوير المدينة وإنشاء منظومة متكاملة من شبكات الطرق وخطوط شبكات البنية الأساسية وإبراز المناظر الطبيعية للمدينة وتطوير المرافق العامة وإعادة تأهيل وتوزيع المنطقة السكنية والتجارية.
وأضاف أن المحور الثاني ركز على المحافظة على الهوية التاريخية والثقافية للمدينة وذلك للحفاظ على الطابع التاريخي والثقافي للمدينة دون تغيير، وإحياء ثقافة الفنون التقليدية والحرف العمانية واستعادة الهُوية العمانية لسوق مطرح والمحافظة على المناظر وخطوط الأفق الجبلية كأحد المقومات الرئيسية للمدينة، وإيجاد توازن بين تطوير المدينة وحماية البيئة.

وذكر الحارثي أن المحور الثالث ارتكز على التطوير المتنوع والشامل وذلك بالحفاظ على الطابع العالمي لمدينة مطرح كمدينة تاريخية متنوعة الثقافات من خلال تشجيع السياحة الداخلية والخارجية بإبراز المشهد التاريخي والثقافي المتميز للمدينة والحفاظ على البيئة الاجتماعية ذات الأعراق المختلفة وتحويل مدينة مطرح لمدينة صديقة للمعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة، وتحويل مطرح إلى بوابة سياحية للسلطنة من خلال الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للسياح.

أما المحور الرابع فبين أنه يقوم على الإبداع والابتكار حيث ركز على التوازن والاستدامة في مرحلة التطوير وذلك بضرورة الاهتمام بالنظرة المستقبلية مع المحافظة على الماضي العريق للمدينة وتقديم أسلوب حياة جديد صديق للبيئة (كالحد من استخدام السيارات، التشجيع على ممارسة المشي، تقديم الخدمات بشكل مرموق) واستخــدام تقنيات حديثة متطـــورة (كتوليد الطاقة الشمسية وعمل أبراج للتبريد) وتحويل المدينة إلى ساحة فنيـــة أثرية منسجمة مع عراقة مدينة مسقط وتوفير بيئة ابتكارية لتقديم الحلول المتطورة والخدمات وتوفير الفـــرص للمستثمرين وإيجاد فرص عمل عديـــدة للعمانيين وللمؤسسات المتوسطة والصغيـــرة وتخصيص منطقة تعليمية تهتم بنقل الموروث الحرفي العماني للأجيال المقبلة.
من جهتها قالت منسقة المشروع المهندسة أمل بنت سعيـــد السبتية إن بلدية مسقط قامت بالتنسيق مع القائمين على مشـــروع تطوير ميناء السلطان قابــوس بوزارة النقـــل والاتصالات والجهات الحكومية والخاصة ذات العلاقة بإنجاز خطة شاملة لتصميم البنيـــة الأساسية المتكاملة لتطويـــر وإعادة تأهيل المدينة بمراحل مختلفـــة تنتهي فــي العام 2050. وتعمــل علـــى هــذه الخطة شركة سيرينج الدولية، وهـــي شركة استشاريــة عالميـــة إيطاليـــة، حيث تكون فريق العمـــل مـــن المختصيــن في مجال التطوير الحضـــري والمعمـــاري والهندسة المدنية والإلكتروميكانيكية والاقتصاد واختصاصي التواصل المجتمعي، بالإضافة إلى لجنة من أهالي مدينة مطرح تم تشكيلهــا بمعرفة مكتب سعادة السيد والي الولاية وذلك للوصول لأفضل التصاميم والحلول.
وحول دراسة خطوات المشروع قال عضو المجلس البلدي ممثل ولاية مطرح وعضو لجنة المشروع محمود بن عبدالقادر الشهورزي إن أهالي مدينة مطرح ينتظرون تنفيذ هذا المشروع بصورة عاجلة نظراً للتحديات اليومية التي يعانيها السكان.
وأوضح أن الوضع الراهن في مطرح يضم الكثير من التحديات والمعاناة للعمانيين وقاطني المدينة حيث ضعف الخدمات البلدية، والمباني القديمة التي قد تتداعى في أية لحظة، وتكرار الفيضانات في حالات الأمطار، وغير ذلك الكثير من الأسباب أدت إلى نزوح العديد من السكان الأصليين إلى مناطق أخرى.
وأضاف: ما يتمناه أهالي مطرح هو تحسين أوضاع المنطقة وجعلها مكاناً ملائماً للسكن من الناحية الصحية والبيئية والحد من الهجرة السلبية للعمانيين إلى مناطق أخرى والمحافظة على النسيج الاجتماعي الجميل الذي شكل الهوية التاريخية والثقافية لمدينة مطرح والتي تشكلت من مزيج من مختلف الحضارات.

وأكد الشهورزي ضرورة الاستفادة القصوى من أهم المقومات التي تتمتع بها مدينة مطرح كالشهرة المحلية والعالمية لسوق مطرح الذي يعد من أقدم الأسواق العُمانية ويعتبر مقصداً مهماً للزوار من داخل وخـــارج السلطنة لما يوفره من سلع مختلفــة ومقتنيات ومشغولات يدوية قديمة، والتاريخ الطويل والتراث الثري للمدينة، وكذلك عدد السياح الذين يصلون إليها عن طريق البحر والسياح القادمين من داخل السلطنة، بالإضافة للمنظر الطبيعي الخلاب والإطلالة الساحرة للمدينة على البحر. وعبر عن أمله أن يتم من خلال هذا المشروع توفير فرص عمل لأهالي الولاية وإيجاد فرص عمل تجارية جديدة للمؤسسات المتوسطة والصغيرة وإتاحة الفرصة لإنشاء مؤسسة استثمارية أهلية بمساهمة سكان مدينة مطرح تقوم بالاستثمار في المشاريع المختلفة التي ستظهر كفرص تجارية جديدة جراء مشروع تطوير المدينة، ما سيعود بالنفع على الأهالي.

يذكر أن لقاء توضيحيا لتطوير مطرح عقد في سبلة ولاية مطرح أمس بحضور وزير الدولة محافظ مسقط معالي السيد سعود بن هلال البوسعيدي، ووالي مطرح سعادة السيد أحمد بن هلال البوسعيدي وأصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى وأعضاء المجلس البلدي ممثلي ولاية مطرح والمشايخ وأعيان وأهالي الولاية وعدد من مسؤولي الجهات الحكومية. وتم خلال اللقاء تقديم عرض مرئي وشرح لكافة أهداف المشروع.

وذكرت منسقة المشروع المهندسة أمل بنت سعيد السبتية: أن استشاري المشروع قام بالعديد من الدراسات التفصيلية والمسوحات الميدانية بحسب الآتي: مراجعة شاملة ودقيقة لكافة الخطط والدراسات السابقة، بحث تاريخي عن مدينة مطرح، مسح ميداني لكافة المباني الواقعة في منطقة امتياز المشروع لتحديد المباني التي تحتوي على لمسات تاريخية، دراسة متعمقة للوضع الحالي للمدينة ومكوناتها، دراسة ديموغرافية لقاطني المدينة، دراسة استراتيجية وخطة لإدارة سوق مطرح، دراسة أحوال الطقس والهيدرلوجيا (مجاري الأودية والسدود)، دراسة الطرق ومداخل ومخارج المدينة ومواقف السيارات، دراسة للمناظر الطبيعية للمدينة، دراسة شبكات الخدمة العامة، دراسة جيولوجية للمدينة، دراسة خاصة لاستخدام الطاقة المتجددة، دراسة خاصة بالسياحة شملت أماكن الجذب السياحي الحالية والتي سيتم استحداثها من خلال هذا المشروع، استبيان خاص بتطوير المدينة شمل عينة من قاطني المدينة وزوارها.
وأشارت إلى أنه من المؤمل في العام 2050 أن تكون مطرح قد استعادت بريقها ونشاطها الذي أدته سابقا كونها من ضمن المدن الأكثر ازدهاراً بين المدن والحواضر العمانية من الجانب الاقتصادي والتجاري والحضاري.
وأضافت: من المنتظر حينها توفير بيئة مريحة للعيش تستوعب ستين ألف شخص وما يقارب مئة ألف سائح شهرياً للاستمتاع بزيارة المدينة والتجول بين أزقتها وزيارة المدينة القديمة وقلعة مطرح والمباني التراثية والسوق التقليدي والأبراج الأثرية وسور المدينة القديم والشارع البحري ومنطقة الميناء. وجميع هذه المميزات ستقدم للزائر تجربة سياحية ثرية كمزيج فريد بين الهوية العمانية التقليدية والحداثة. وبمجرد زيارة ميناء مطرح سيتمتع الزائر بمنظر فريد لكافة مكونات المدينة من المشاهد الطبيعية حيث سيتمتع بمشاهدة رواية متسلسلة تنوعت أحداثها على مر القرون وجسد شخصياتها أبطال من التجار والبحارة والصيادون.