مسقط- ش
أبهرالعازفون والعازفات العمانييون حضور المهرجان الدولي الثامن عشر للعود في مدينة تطوان المغربية حيث قدموا وصلات موسيقية كانت معظمها معزوفات لمؤلفين عمانيين وعزف اعمال تنويعات من التراث العماني امتزجت باللون الحديث المطور الذي أدخلته الفرقة العازفة، والتي أضافت بصمة في أمسيتهم وكانت رسالة تعريفية بإمكانية العماني وقدراته في التأليف الموسيقي وتمكنه في تطوير وتطويع أوتاره في اللحن والجمل الموسيقية، فكانت شهادة استحقها العازف العماني ليمثل بلده في مثل هذه المحافل الدولية التي ضمت عدد من دول العالم وأصناف من المتخصصين والأكاديميين الموسيقيين والفنانين الذين أثنوا التجربة العمانية في مجال الموسيقى ومجال العزف على آلة العود، والمستوى الاحترافي في العزف لمختلف الآلات الموسيقية إضافة الى المشاركة النسوية الفاعلة كعضو فاعل في الفريق والتي كانت لها بصمتها في تلك الأمسية. وتعتبر هذه المشاركة الأولى للسلطنة، حيث كان المهرجان فرصة للحضور للإطلاع على التراث الموسيقي العماني .
وترأس الوفد مدير الجمعية العمانية للعود فتحي بن محسن البلوشي ورافقه كل من العازف سالم المقرشي على آلة العود والعازفه مريم المنجية على آلة التشيللو والعازف صلاح المسافر على آلة الكمان ووهب الضنكي على آلة القانون وأحمد السيابي وادريس البلوشي على آلات الإيقاع.
وأشادت مديرة تنظيم المهرجان سميرة القادري بأهتمام السلطنة بالتراث الموسيقي العماني وحول اختيار السلطنة كضيف شرف أشارت قادري ان السلطنة معروفه كنموذج لها الريادة في مجالات الموسيقى الكلاسيكية والفنون الموسيقية الأخرى والارتقاء بالمستوى الآلاتي ووجود دور ومؤسسات تخصصية في الموسيقى مثل الجمعية العمانية لهواة العود، ووجود دار أوبرا سلطانية تقدم عروض عالمية وإقليمية ومحلية، وكنا حريصين على عرض هذه التجربة التي أنا شخصياً مؤمنة بما يمتلكه العماني من نتاجات ومخزون مهاراتي وتكنيكي وعزف احترافي، فحرصنا على ظهور التجربة العمانية في الافتتاح وامام المشاركين والحاضرين ليتعرفوا على التجربة العمانية عن قرب حتى تُرى بعين المتخصص والاكاديمي وبحس الفنان والمتذوق الذي أنبهر بالعماني وتجربته في مجال العزف فوجدنا الإشادة والثناء بما قدمه العمانيين في أمسيتهم وعزفهم الاحترافي، الذين قدموا وصلات موسيقية ظهر فيها الابداع واللمسات الفنية والاهتمام بالموروث العماني والاضافات الفنية في التطوير مع مراعاه المحافظة على هويته التراثية وعرض عدد من مؤلفات لفنانين عمانيين لتضيف تجربة أخرى في التأليف الموسيقي، فكانت بحق تجربة رائدة ونموذج لكل دولة عربية تساهم في تطوير الحركة الموسيقية وتضيف كل ما من شأنه يرتقي بآلة العود والموسيقى.
أداء يتواكب مع المهرجان
وقالت القادري :ان هذا المهرجان الذي احتضن كوكبة من الموسيقيين والفنانين من 12 دولة من العالم يقام سنويا وهذه الدورة الثامنة عشر وهو تلبية لطموح عشاق الموسيقى الأصيلة والاحتفاء بسلطان الآلات الوترية، معتبره ان هذا المهرجان من المكاسب الثقافية والفنية وتجسيد لمدى الاهتمام بالتنوع الثقافي الموسيقي والرسالة الهادفة التي يحملها في تكريس الأخوة والمحبة والسلام من خلال تواجد مختلف الأجناس، وهذا التواجد أوجد تنوعاً موسيقياً وثقافياً وفكرياً، مما ساهم في طرح الأفكار الإبداعية الجديدة في كيفية تقديم المهرجان، ومن تلك الأفكار خرجنا بهذا التنوع في هذا المهرجان من خلال العروض والفعاليات التي أقيمت على مدى ثلاثة أيام فكانت حافلة بتقديم عروض لفرق موسيقية ولنخب من الموسيقيين المعروفين ولقاءات فنية وثقافية وعرض بحوث موسيقية وتكريم موسيقيين لإسهاماتهم ولعمق تجاربهم في العزف على آلة العود، وتقديم ضيف شرف يقدم تجربته أمام الوفود المشاركة والحضور والمدعوين.
وقال مدير جمعية هواة العود ورئيس الوفد عن مهرجان تطوان الدولي للعود فتحي البلوشي بأن هذ المهرجان من المهرجانات المعروفه وذا أهميه كبيره لدى الموسيقيين عربيا وعالميا وخاصة عازفين العود وقد وصل لدورته الثامنه عشر وشارك به كبار الموسقيين وعازفين العود أمثال مارسيل خليفه وأحمد فتحي و نصير شمه والفنان الراحل سعيد الشرايبي، وهذه المشاركة جاءت تتويجاً للجهود الأخيرة التي قامت بها الجمعية العمانية لهواة العود في مجال الموسيقى الشرقية في العزف على آلة العود بشكل خاص وتحفيزاً لعطاء الجمعية في المجال الموسيقي، حيث تواصل المسؤولون والمنظمون من مملكة المغرب لدعوة الجمعية في هذا المهرجان الدولي من أجل مشاركة السلطنة كضيف شرف ، ولاشك أن تمثيل البلاد بحد ذاته شرف كبير للجمعية وهو في نفس الوقت مسؤولية لتقديم تجربة موسيقية متنوعة وواعية بالحراك الموسيقي على الصعيدين العربي والعالمي، مما زاد على عاتقنا تلك المسؤليه الحفاوة والطيبة وحسن الاستقبال، والتقدير من قبل المنظمين لمهرجان تطوان الدولي للعود وعلى رأسهم مديرة المهرجان الفنانة سميرة قادري والأستاذ محمد الثقال المدير الجهوي للثقافة بتطوان لما بدر منهم من تقدير وموده وتعاون وجهود قيمه في هذا المهرجان.
وقال: بالتاكيد بأن هذه المشاركة لم تأتي من فراغ سواء من ناحية الاهتمام والمتابعة من مملكة المغرب أو المهتمين بالموسيقى أو من ناحية أداء الجمعية على المستوى الدولي في عدة محافل، ويجدر الذكر هنا بما وصلت اليه السلطنة من سمعه طيبة من الجانب الثقافي بشكل عام والموسيقي بشكل خاص من خلال الأوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية وأعمال دار الأوبرا السلطانية والفرقة السلطانية الأولى والثانية للموسيقى والفنون الشعبية، و الجمعية العمانية لهواة العود، مشيراً أن المهرجان الدولي الثامن عشر بتطوان كان بمثابة واحة كثُر فيها النشاط والعطاء فقد تنوع في تغطية الفنون العربية والعالمية من خلال مشاركين بأسماء كبيرة في الساحات الموسيقية الدولية سواء كان في نطاق العزف أو الغناء أو الأداء والعطاء الفني أو البحث الموسيقي.
وقال البلوشي : تنوع برنامج فرقة الجمعية بين الأداء الأكاديمي ليبين آخر ما وصل اليه الأداء التقني والفني ويبين العزف من الموروث العماني للتعريف بأصالة وجماليات الموسيقى العمانية وبين المزج في الفنون والابهار في الطرح وذلك عن طريق مزج الأسلوب الحديث في عرض الموسيقى المستنبط من الفنون الأصيلة وتلك كانت رسالة الجمعية للحضور المثقف موسيقيا لهذا المهرجان، وكان ذلك أساس التميز والاستحسان من قبل الحضور والمسؤولين على تنظمين المهرجان، مما أدى الى مد جسور التعاون والتواصل الدائم ما بين المغاربة والعمانيين ونقل التجربة الرائدة لكلا البلدين في النطاق الموسيقي.