
غالباً ما يؤدي برد الشتاء إلى زيادة حدة الهالات الداكنة، فالهواء الجاف والتدفئة الداخلية يفقدان البشرة رطوبتها مما يجعل الأوردة والهالات أكثر وضوحاً. كما أن قلة التعرض للشمس والبقاء في الأماكن المغلقة قد يسهمان في تعزيز إرهاق منطقة محيط العينين.
فما هي الخطوات التي يجب إضافتها إلى الروتين التجميلي الشتوي لحل هذه المشكلة؟
تشير الدراسات إلى أن ظهور الهالات الداكنة مرتبط بسببين رئيسيين: زيادة التصبغ وظهور الأوعية الدموية تحت الجلد الرقيق. تزداد حدة هذه الهالات عندما يكون حاجز البشرة ضعيفاً أو جافاً. ويمكن لمنطقة محيط العينين أن تبدو أكثر إرهاقاً من العادة في فصل الشتاء، نظراً لجفاف الهواء في الخارج وفقدان الرطوبة في الداخل بسبب أجهزة التدفئة.
تؤدي هذه الأجواء إلى تفاقم وضع الهالات الداكنة التي تبدو أكثر وضوحاً وعمقاً. إذ يغير فصل الشتاء في طريقة احتفاظ البشرة بالرطوبة وكيفية تدفق الدم تحت سطحها. وبمجرد أن نعرف التأثير الحقيقي للبرد على البشرة يصبح التعامل معه أسهل بكثير، ويساعد الحفاظ على ترطيب البشرة.
هالات داكنة أكثر وضوحاً
تتميز منطقة محيط العينين بكونها رقيقة جداً وهي تتعرض لفقدان رطوبتها بشكل أسرع من بقية الوجه، عندما يزداد جفاف الهواء في الشتاء. وبمجرد أن تفقد بشرتها مظهرها الناعم والمرطب، يصبح ما تحتها أكثر وضوحاً، فتبدو الأوردة أعمق ويبدو محيط العينين غائراً، وتزداد الظلال كثافة. تزيد التدفئة الداخلية أيضاً من حدة هذه المشكلة، فالهواء الدافئ والجاف يسحب الرطوبة من الوجه ببطء مما يؤدي إلى جعل منطقة أسفل العينين باهتة وجوفاء.
يتسبب فصل الشتاء بتغييرات تطرأ على روتيننا اليومي، فانخفاض ساعات ضوء النهار يؤثر على كمية ضوء الشمس التي نتعرض لها، مما يؤدي إلى اضطراب في دورة النوم الطبيعية ويجعلنا نشعر ببعض الخمول حتى بعد الحصول على قسط كافٍ من النوم. يمكن أيضاً لضعف الدورة الدموية خلال هذا الوقت أن يؤدي إلى ظهور لون أزرق تحت العينين يتحول إلى ظلال داكنة.
يزداد في هذه الفترة أيضاً احتمال ظهور حساسية الشتاء واحتقان الجيوب الأنفية. فعندما يكون الأنف مسدوداً يميل الدم إلى التجمع تحت العينين. ويسهم الجلوس في المنزل أمام الشاشات لفترات طويلة إلى إجهاد منطقة محيط العينين وجعل الهالات الداكنة تبدو أعمق بحلول المساء. وغالباً ما تتراكم هذه التأثيرات الموسمية تدريجياً مما يحدث تغيرات ملحوظة في منطقة تحت العينين.
خطوات علاجية
يعاني البعض بشكل طبيعي من تصبغات تحت العينين تصبح أكثر وضوحاً في فصل الشتاء، لأن الجلد المحيط بالعينين يصبح أكثر جفافاً ويفقد نضارته الطبيعية في هذا الفصل. أما فرك العينين عند الشعور بالحكة بسبب حساسية الشتاء فقد يزيد من اسمرار البشرة، ويسهم ضوء الشتاء الخافت في تعزيز هذا التأثير لأنه لا يضفي إشراقة على البشرة كما يفعل ضوء الصيف. وهكذا تصبح الهالات الداكنة التي كانت موجودة أكثر وضوحاً.
الخطوة العلاجية الأولى في هذا المجال تقوم على مساعدة البشرة في الاحتفاظ برطوبتها. يمكن لمرطب غني أو كريم مغذٍ لمنطقة تحت العينين أن يحافظ على امتلاء المنطقة ويمنع ظهور الهالات الداكنة. ويؤثر شرب الماء على مدار اليوم بشكل كبير في هذا المجال لأن الجفاف يظهر دائماً تحت العينين قبل أي مكان آخر. يوصى أيضاً باستخدام جهاز ترطيب الهواء في حال كنتم تعيشون في أجواء جافة، فالحفاظ على مستوى رطوبة معتدل يساعد البشرة على البقاء مرتاحة بدل أن تكون مشدودة. ويمكن للكمادات الدافئة التي تحسن الدورة الدموية أن تخفف من اللون الأزرق الباهت المسبب للهالات الداكنة.
حاولوا تجنب فرك العينين خاصة خلال موسم الحساسية، وخذوا فترات راحة قصيرة من الشاشات لتأمين الراحة للعضلات المحيطة بالعينين.
أما إذا استمر بروز الهالات الداكنة حتى بعد الاهتمام بترطيب الجسم، والحصول على الكفاية من النوم، والعناية بالبشرة، فيمكن لطبيب الأمراض الجلدية المساعدة في تحديد السبب الدقيق وراء هذه الهالات.
تتضمن بعض الحالات تصبغات عميقة أو تجويفات طبيعية تحت العينين مما يستدعي علاجات محددة. وتساهم بعض التعديلات البسيطة على الروتين التجميلي في فصل الشتاء وفهم كيفية تأثير هذا الفصل على البشرة في جعل منطقة محيط العينين أكثر راحة وإشراقاً في الأشهر الباردة.