سالم الحبسي يكتب: السيب الإمبراطورية .. حين يتحوّل العزم إلى مجد، والمجد إلى رقمٍ يصنع التاريخ

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ٠٢/ديسمبر/٢٠٢٥ ١٤:٢٨ م
سالم الحبسي يكتب: السيب الإمبراطورية .. حين يتحوّل العزم إلى مجد، والمجد إلى رقمٍ يصنع التاريخ

بالحبر السري..

السيب… كيانٌ يصنع الذهب ويمشي إليه..

في زمنٍ تتقاطع فيه الطموحات وتتنافس فيه المؤسسات على صناعة الفارق، يطلّ نادي السيب كواحدٍ من أكثر الكيانات الرياضية ثباتًا ووضوحًا وتأثيرًا في المشهد الرياضي العُماني.. ليس لأنه نادٍ يحقق البطولات فحسب، بل لأنه حالة رياضية خاصة يمكن وصفها بما قاله العرب قديمًا: «لكل مجتهد نصيب..إلا أن نصيب السيب هو الذهب».

من المقدمة الأولى للتاريخ وحتى لحظة الكتابة، ظل السيب نموذجًا للقدرة على تحويل التحديات إلى إنجازات، والفرص إلى حضور، والجهد إلى أرقام.

واليوم، ومع تتويجه بكأس جلالة السلطان للشباب للمرة الرابعة عشرة، نستطيع القول إن هذا النادي لا ينافس..بل يختبر سقف إمكانياته، ويرفع سقف طموح الرياضة العمانية.

لكن خلف كل نجاح منظومة، يقف قائد استثنائي. وهنا يحضر اسم صاحب السمو السيد شهاب بن طارق آل سعيد، رئيس النادي وعميد الأسرة الرياضية العُمانية، الرجل الذي أعطى السيب من بصيرته قبل بصمته، فصار النادي – تحت قيادته – مدرسة في العمل المؤسسي، والتخطيط، وتوليد النجاحات.

ولعلّ العرب حين قالوا: «إذا كانت النفوس كبارًا تعبت في مرادها الأجسام»، كانوا يقصدون أمثال القيادات التي ترى أبعد مما نرى، وتعمل أكثر مما يَظهر.

سيب الإنجازات.. رقم لا يشبه إلا نفسه

عامًا بعد عام، يصنع نادي السيب ما يمكن تسميته بـ “منجم البطولات”. 200 لقب منذ تأسيسه..رقم يستحيل أن يأتي مصادفة، ومستحيل أن يكون وليد لحظة.. إنه رقم يشبه الإرادة حين تتجسد في شكل نادٍ، ويشبه الطموح حين يتحول إلى مؤسسة رياضية راسخة.

هذا الرقم ليس مجرد إحصائية، بل شهادة على أن نادي السيب ليس عابر مواسم، ولا نادي رياضة واحدة، ولا ماكينة انتصارات مؤقتة. إنه فلسفة كاملة في الأداء، والتنظيم، وصناعة هوية رياضية وطنية.

موسم واحد… سجل ذهبي يصنع تاريخًا جديدًا

يكفي أن نستعرض حصيلة موسم 2024/2025 لنفهم طبيعة هذا الكيان:

السيب والبطولات في موسم 2024/2025

1️⃣ سوبر الهوكي – السيب البطل

2️⃣ السلة – وصيف بطولة كريدت عمان للنخبة

3️⃣ سوبر القدم – السيب الوصيف

4️⃣ طائرة العرب – السيب ثالث العرب

5️⃣ دوري عام السلة – السيب البطل

6️⃣ ألعاب القوى – المركز الثاني والثالث في سباق 5 كم

7️⃣ دوري الناشئين U17 لكرة القدم – السيب البطل

8️⃣ أكاديمية السيب – المركز الأول في بطولة مانشستر سيتي بأبوظبي

9️⃣ كأس جلالة السلطان لكرة القدم – السيب الوصيف

🔟 درع الوزارة لكرة السلة – السيب البطل (تحقيق الثنائية: الدوري + الدرع)

🔰 بطولة الشباب لكرة السلة – المركز الثالث

🔰 دوري اليد – المركز الثالث

🔰 كأس السوبر لكرة الطائرة – البطل للمرة الرابعة تواليًا

🔰 درع الطائرة – البطل للمرة السابعة على التوالي

🔰 دوري عمانتل لكرة القدم – السيب بطل السلطنة 24/25

🔰 الدوري العام للطائرة – السيب البطل (ثلاثية الموسم)

🔰 دوري تحت 15 عامًا – السيب الوصيف

🔰 الدوري العام للهوكي – السيب المركز الثاني

🔰 كأس الاتحاد العماني – السيب البطل للمرة الثالثة تواليًا

هذا ليس موسم إنجازات..

هذا موسم أسطورة.

لماذا السيب؟ ولماذا الآن؟

لأن السيب ببساطة نادٍ يعرف أن النجاح لا يورّث، بل يُصنع.

ولأن قيادته تعرف أن البطولات لا تأتي لمن يرغب..بل لمن يعمل.

ولأن جماهيره تصنع من المدرجات روحًا توازي قوة اللاعبين في الملعب.

ولأن السيب – بمنجزاته ومؤسساته وقيمه – يمثل اليوم أحد أهم التجارب الرياضية المتقدمة في السلطنة.

السيب..نادي المستقبل كما هو نادي اليوم

حين نفكر في معنى الرقم (200 لقب رياضي)، ومعنى 14 بطولة في كأس جلالة السلطان للشباب، فإننا نقرأ مستقبلًا ممتدًا من حاضرٍ ثابت.

والسيب – بهذا الإيقاع – لا يكتب تاريخه فقط..بل يكتب تاريخ الرياضة العُمانية.

وصدق العرب حين قالوا:

«من جدّ وجد..ومن زرع حصد..ومن سار على الدرب وصل»

والسيب قد جدّ، وحصد، ووصل..وما يزال الطريق أمامه ذهبًا ينتظره.