اطلعت على خبر مفاجئ لي وربما ليس مفاجئا للأخوة الإعلاميين في الأوساط الرياضية مفاده تجميد 27 ناد نشاطه الرياضي وامتناعهم عن المشاركة في الدوري للموسم الجاري 2025 /2026 ، علي اساس أنهم اي الزملاء في الجانب الرياضي على دراية أكثر مني بما يدور في هذا الحقل ، غير ان الحقيقة المثلى التي نراها الان وفي وسط هذه اللجة إنه قد آن الأوان لهيكلة كل العناصر المكونة للحقل الرياضي في سلطنة عمان ، فالكم الهائل من الأندية الذي قارب ال 60 ناديا لم يعد مجديا ولا منطقيا ولا عمليا باي حال من الأحوال ، ويتعين ان نعلن الان وبكل وضوح انتهاء هذه المرحلة ولنتطلع لمرحلة جديدة ، هذا إذا رغبنا في صناعة منظومة رياضية رشيقة تلبي المتطلبات المستقبلية وقادرة على تحقيق الانجازات وكجزء من اذرع التنمية الشاملة بالبلاد وتصب ريعا حميدا في مستهدفات رؤية عمان 2040 في جانبها الشبابي والرياضي ، من بعد تقديم الدعم السخي لها لتكون حاضنة للأجيال ومستوعبة للمتغيرات .
الأمر الذي يتطلب إعادة النظر في أوضاع الرياضة بنحو عام وجذري انطلاقا من حتمية دمج الأندية في كل المحافطات بحيث لا يزيد عددها عن ناديين او ثلاثة على اكثر تقدير ووفق الطبيعة الجغرافية وعدد السكان في كل محافظة ، وبالتالي فان صيغة الدمج هي الخيار الأوحد المفضي لهذه النتيجة الحتمية وصولا للرقم 20 ليمسي كل مافي جعبة الوطن من اندية رياضية ، رقم ظريف وجميل ورشيق ويمكن التعامل معه باريحية تنظيما وترتيبا وإدارة وبدون منغصات تذكر وفي كل المجالات المرادفة للرياضة بانواعها المختلفة حتى الأنشطة الثقافية والفكرية والإجتماعية الخ .عندها فان الدعم الحكومي المقدم للأندية سيغدو مؤثرا وفاعلا وموجها ل 20 ناديا بدلا من الرقم المهول السابق وهو 60 ناديا ، وقتها كان الدعم يصل اليها بالكاد قطرات لا تغني ولا تسمن من جوع .
وعلى الرغم من ان اتحاد كرة القدم منح فرصة للأندية لإبداء رغبتها في المشاركة في الدوري ، فكانت المحصلة كما اشرنا 27 ناديا تمنعت وامتنعت لدواعي كثيرة منها ان قدراتها المادية الضعيفة لا تتيح لها المشاركة بنحو مشرف ، وعدم استطاعتها تمثيل الولاية وجماهيرها كما ينبغي إلى غير ذلك من مبررات واسباب ومسببات ، إذن نخلص الى نتيجة مفادها أن عدم المشاركة مردها الظروف غير المواتية التي تمر بها الأندية وتحتاج إلى معالجات جذرية تنصب بداية ونهاية في الإمكانات ، وبما أن الامر كذلك سيبقى الكي بالنار هو اخر علاج ناجع وشاف بحول الله ويتمثل في الهيكلة والدمج الاليم الرحيم .
فاذا كانت الأندية تتخذ قرارات بإيقاف مشاركتها في دوري كرة القدم وهي اللعبة الشعبية الاولى محليا وعالميا ، هنا نسأل ماذا بشان الألعاب الرياضية الجماعية والفردية الأخرى ، نذهب للاعتقاد بأن بعض الأندية لا تعرف حتي مسميات تلك الألعاب لعدم قدرتها على استحداثها اساسا بالنادي أو فرد مساحة لها على صعيد الإهتمام ، كلها وجميعها مبررات تحفز على دمج الأندية كمرحلة أولى ، على أن تبدأ بعدئذ المعالجات الأخرى إزاء تنظيم الدعم الحكومي ، وإشراك الشركات في رعاية الأندية وتأسيس شركات تجارية فاعلة باسم الأندية إلى غير ذلك من خطوات تحتاج لها الرياضة لاعادتها إلى الواجهة الرياضية الصحيحة وإلى الحقل التجاري الإستثماري المدر للاموال ، وبالاموال تتحقق الانجازات كما نعلم .
الجانب الآخر حقيقة أن الفرق الأهلية في كل ولاية أصبحت اليوم أقوى واغني واكفأ من الأندية ، وهذا ضوء ساطع يبدد دياجير الظلمة عن واقع يقول إن تعدد الأندية في كل محافظة لم يعد مجديا على اعتبار ان الاندية القليلة بعد الدمج ستغدو قادرة على احتضان كل الفرق الأهلية ، تتقوى بها وتضيف اليها .
بناء عليه فإن إمكانية الدمج كفكرة وحل موضوعي لأزمة رياضية كبرى هي الأن اكثر قبولا من اي وقت مضى ، في ظل مؤشر غير ايجابي يهمس في اذاننا بان الولاءات للفرق الأهلية أضحى يتربع على سلم الاهتمامات ، وهذا العنصر لايمكن اذابته لحد التبخر إلا باحماض الدمج عالية التركيز ، فضلا عن أن الخيارات محدودة اصلا في وجه الأندية المترهلة وبصيغتها الراهنة ، فان رفضها للاندماج يعد خيارا ضعيفا .
فاليوم يتطلب من الجميع الجهات الحكومية والاتحادات والأندية أن تسعى في البحث عن مخرج ملائم للنهوض بالرياضة واضعين في الاعتبار الامكانيات التي لا تتوفر إلا للأندية الكبيرة والقوية دون غيرها لعوامل استثنائية وخاصة ، على ذلك فان باقي الاندية او جلها ستبقى خارج المنافسة أو التجميد الإجباري والقسري لانشطتها على إختلافها .
يجب أن نعلم بأن الأندية تعد إحدى مؤسسات المجتمع المدني التي تعاني في شان تنظيم أمورها ولتعمل وفق أسس تضمن لها الديمومة والاستدامة ، لتكون رافدا للجهود الحكومية .
نأمل أن يعاد النظر في المنظومة الرياضة برمتها وهيكلة الأندية وفقا للاولويات والمتغيرات التي تكتنف الواقع بنحو مستمر ، وليتسنى لنا تسجيل اهداف مشروعة في مرمى المستحيل وصولا لصيغة رياضية فاعلة ومزدهرة تتسق مع النهضة العمانية المتجددة في كل المجالات .