أكد أصحاب الأعمال العمانيين الصينيين على ضرورة العمل على تسهيل الإجراءات، وتذليل الصعوبات التي قد تعترض تعزيز مجالات التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين، موضحين أن المرحلة المقبلة تستلزم العمل على إيجاد مشاريع استثمارية مشتركة حكومية أو خاصة، مستفيدين من المقومات والمناخ الاستثماري والموقع الاستراتيجي الذي يتمتع به البلدين، والذي بمقدوره أن يوجد شراكات استراتيجية جيدة ومشاريع استثمارية واعدة.
جاء ذلك على هامش ملتقى أصحاب الأعمال العماني ـ الصيني الذي عقد يوم أمس بمدينة جوانزو الصينية بحضور أكثر من 200 من رجال الأعمال العمانيين الصنيين من أصحاب الأعمال في البلدين وعدد من المسؤولين الصينيين الذين أكدوا على أهمية مثل هذه الزيارات واللقاءات التي من شأنها أن تساهم في تقريب وجهات النظر في العديد من المجالات خاصة فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي، كما أشاروا أنه بحاجة لتفعيل وتعزيز أكبر خلال المرحلة المقبلة.
حديقة صناعية
وقالوا إن إنشاء مشروع حديقة صناعية بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم والمؤمل الإعلان عنه خلال الأسبوع المقبل، سوف يفتح الطريق لإقامة مشاريع متنوعة، ويدفع بالقطاع الخاص بكلا البلدين لتبني مشاريع أخرى نموذجية، بالإضافة إلى أنه سيمثل واحدا من المشاريع الاقتصادية المهمة ليس على مستوى السلطنة بل على مستوى دول مجلس التعاون، منوهين بضرورة العمل على جذب الاستثمارات الصينية للسلطنة خلال السنوات المقبلة مع وجود مناطق صناعية وموانئ وخدمات لوجستية جاذبة.
استغلال الفرص
وأكد سفير السلطنة المعتمد لدى جمهورية الصين الشعبية سعادة عبدالله بن صالح السعدي على تطور مستوى العلاقات التي تربط السلطنة بالصين، أملا أن تشهد هذه العلاقات تعاون وتفاعل أكبر خلال الفترة المقبلة، خاصة مع رغبة البلدين في تطوير هذه العلاقات لمراحل متقدمة أولها وأبرزها الجانب الاقتصادي، مشيرا إلى أن وجود العدد الكبير من رجال الأعمال في الملتقى يؤكد رغبة البلدين تطوير هذه العلاقات وتنميتها مع أهمية العمل على استغلال الفرص الاستثمارية المتاحة، وهذا لن يتأتى إلا بمبادرات جديدة من قبل القطاع الخاص في البلدين والتمسك برغبتهما بتعزيز التعاون الاقتصادي.
ونوه سعادته في كلمته خلال الملتقى بالتطور الاقتصادي الذي تشهده السلطنة خاصة مع وجود بنية أساسية متكاملة في قطاعات حيوية استراتيجية يمكن أن تشكل فرصا استثمارية جاذبة وواعدة، داعيا رجال الأعمال الصينيين المبادرة باستثمارها، وعقد شراكات استراتيجية فاعلة مع رجال الأعمال العمانيين.
الدعم والتسهيلات
وأبدى سعادته استعداد سفارة السلطنة تقديم كافة الدعم والتسهيلات والرد على أي استفسارات تتعلق بفرص ومجالات الاستثمار بجانب تسهيل إجراءات إصدار التأشيرات موضحا أن عدد الزوار الصينيين الذي زاروا السلطنة بلغ العام الفائت 2400 شخص وهذا الرقم مرشح للزيادة مستقبلا فيما بلغ عدد العمانيون الذين زاروا الصين حوالي 4000 مواطن أغلبهم كان لأغراض تجارية.
مكتب تمثيل تجاري
رئيس غرفة تجارة وصناعة عمان سعادة سعيد بن صالح الكيومي دعا القطاع الخاص في كلا البلدين لاستثمار الفرص والعمل بجدية لإيجاد شراكات اقتصادية ترفع من حجم المبادلات التجارية لمراحل متقدمة بين البلدين، مبديا في ذات الوقت استعداد الغرفة في تقديم الدعم والتسهيلات لأصحاب الأعمال الصينيين لإقامة مشاريعهم والرد على كافة استفساراتهم حول الفرص ومجالات الاستثمار والتعاون المتاحة في مختلف القطاعات.وقال سعادته إن الغرفة ستعمل باهتمام لافتتاح مكتب تمثيل تجاري في الصين حيث نأمل افتتاحه في مدينة جوانزو لأهميتها التجارية والاقتصادية كما ستحرص الغرفة على تبادل الزيارات والخبرات مع الصين لقناعتنا التامة بمكانتها الاقتصادية.
فرص استثمارية فريدة
نائبة رئيس جمعية الصداقة بجوانزو سوزان دونج رحبت بالوفد التجاري مؤكدة على عمق العلاقات الاقتصادية التي تربط السلطنة والصين، مشيرة إلى أن مثل هذه الزيارات من شأنها الوقوف على الكثير الجوانب التي تخدم مسيرة تطوير العلاقات الاقتصادية فيما بين البلدين.
وعرجت نائبة رئيس جمعية الصداقة بجوانزو إلى العلاقات التاريخية التي تربط السلطنة بالصين وما يمتلكانه من موقع استراتيجي ومقومات اقتصادية واستثمارية فريدة مؤكدة في كلمتها لمكانة السلطنة وما تتمتع به من مكانة مرموقة على مستوى دول مجلس التعاون ومنطقة الشرق الأوسط مما يتيح لها فرصا واعدة لتأخذ موقعها واستعادة مكانتها المعروفة كدولة تجارية لها مكانتها وحضورها في الشرق والغرب.
حجم التبادل التجاري
وأضافت أن عن حجم تجارة الاستيراد والتصدير بين السلطنة والصين بلغت خلال العام الفائت 720 مليون دولار فيما سجلت خلال الربع الأول من العام الجاري 109 ملايين دولار، وهذا الرقم مرشح للزيادة خلال الفترة المقبلة مع حرص البلدين لتنمية هذه العلاقات مستفيدة من تنامي تطور العلاقات بين البلدين على مختلف المستويات.
قدرات وإمكانيات
نائب أمين عام مجلس تنمية المؤسسات الصغيرة المتوسطة في جوانزو لي جنتاي أكد من جانبة ضرورة العمل على تعزيز مجالات التعاون في البلدين خاصة فيما يتعلق بتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حيث تمتلك الصين قدرات وإمكانيات هائلة في هذا الجانب وثمة تعاون كبير مع العديد من دول العالم في هذا المجال. وقال إن جوانزو تحديدا قطعت مراحل متقدمة فيما يتعلق بتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، مبديا رغبة مجلس تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة استعداده للتعاون مع السلطنة فيما يتعلق بدعم هذا الجانب.ونوه لي جنتاي بأهمية زيارة الوفد التجاري العماني لجوانزو مما يفتح أفاق أوسع للتعاون فيما بين الشركات بكلا البلدين موضحا أن هناك العديد من مجالات التعاون الذي يجب على القطاع الخاص في البلدين استثمارها واستغلالها في قطاعات متنوعة.
عرض مرئي وعقد لقاءات ثنائية
وتخلل الملتقى عرضا مرئيا عن منطقة الدقم الاقتصادية والفرص الاستثمارية فيها وما تتمتع بها من مقومات استثمارية.
بعدها عقد رجال الأعمال العمانيين لقاءات ثنائية مع نظرائهم الصينيين حيث بحثوا مجالات التعاون المشتركة وفرص الاستثمار المتاحة وإمكانية عقد وكالات وعقود تجارية.