الجبل العالي.. مدينة جبلية عالمية تستثمر الطبيعة وتعيد تعريف التجربة السياحية والاقتصادية بسلطنة عمان

مؤشر الاثنين ١٩/مايو/٢٠٢٥ ١٦:٣٤ م
الجبل العالي.. مدينة جبلية عالمية تستثمر الطبيعة وتعيد تعريف التجربة السياحية والاقتصادية بسلطنة عمان

مسقط - الشبيبة

انطلاقة نوعية بمواصفات عالمية واستثمارات عقارية ضخمة

"هام السماء" وجهة جبلية عالمية متكاملة على ارتفاع 2,400 متر تعيد تعريف التجربة العمرانية بمواصفات عالمية.

نموذج عمراني متكامل يمزج بين الفخامة والطبيعة والمعرفة وركيزة اقتصادية جديدة تجذب الاستثمار النوعي.

أعلى ملعب جولف في المنطقة بمساحة 1.5 مليون متر مربع لاستضافة البطولات الدولية وتقديم تجربة رياضية فريدة وسط الطبيعة الجبلية.

توقيع اتفاقية شراكة وتطوير لتطوير الحي الصحي في القرية الغربية بقيمة استثمارية تصل إلى 200 مليون ريال عماني.

أكثر من 10 أيقونات معمارية وثقافية تجسد هوية المشروع.

موقع استراتيجي يربط عدة محافظات ويُسهّل الوصول إليه عبر طريق جبلي وتلفريك بانورامي من وادي بني خروص إلى قلب المشروع.

تجربة استثنائية للعيش والسياحة والابتكار عبر بيئة تحتضن الثقافة والفنون والرياضة وريادة الأعمال.

في حدث استثنائي يجسّد رؤية سلطنة عُمان لتعزيز التنمية الشاملة وجذب الاستثمارات النوعية، تم تدشين اليوم "الجبل العالي"، تحت رعاية صاحب السمو السيد بلعرب بن هيثم بن طارق آل سعيد، وذلك تزامنًا مع انطلاق النسخة العشرين من مؤتمر ومعرض عُمان العقاري وأسبوع التصميم والبناء، في مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض.

ويمثل المشروع الذي تبلغ قيمته التقديرية الاستثمارية 1.2 مليار ريال عماني، نقطة تحوّل في خارطة الاستثمار العقاري والسياحي في المنطقة، والذي يعد وجهة جبلية عالمية متكاملة الاستخدامات، مصممة على أسس الاستدامة والاقتصاد الدائري، وتجمع بين الضيافة الفاخرة والطبيعة والابتكار في بيئة عمرانية متناغمة مع الجغرافيا والثقافة العُمانية.

توقيع اتفاقيات شراكة وتطوير

وفي إطار تدشين أعمال مؤتمر ومعرض عُمان العقاري، تم توقيع اتفاقية شراكة وتطوير لتطوير الحي الصحي في القرية الغربية بقيمة استثمارية تصل إلى 200 مليون ريال عماني على مساحة 630 ألف متر مربع، ويضم 500 وحدة سكنية وفندقية بمساحة بناء تتجاوز 100 ألف متر مربع، ليُرسّخ الجبل العالي مكانته كوجهة متكاملة تجمع بين الصحة، والسياحة البيئية، وجودة الحياة.

كما سيتم طرح مناقصة دولية للتصميم والاستشارات الهندسية للمخطط التفصيلي والبنية الأساسية في خطوة تعكس الانتقال من التخطيط إلى مرحلة التنفيذ.

موقع استراتيجي فريد يتميز بمناخ مثالي على مدار العام

ويقع المشروع في موقع استراتيجي استثنائي على أحد قمم سلسلة جبال الحجر، مما يمنحه قيمة اقتصادية وتنموية عالية ويجعله محطة محورية في خارطة الاستثمار العمراني والسياحي.

يمتد المشروع على مساحة 11.8 كيلومتر مربع، على ارتفاع 2,400 متر مربع عن سطح البحر، ويتميز بمناخ معتدل صيفًا وبارد شتاءً، وإطلالات طبيعية ساحرة وتنوع بيئي وزراعي نادر يشمل محاصيل مثل الرمان، المشمش، الورد، والجوز.

كما يمكن الوصول إلى الجبل العالي في أقل من ساعتين من العاصمة مسقط، مع خطط لإنشاء تلفريك سياحي يربط المشروع بمحافظة جنوب الباطنة، مما يعزز الربط الجغرافي ويتيح شبكة وصول متكاملة تدعم الحراك السياحي والاقتصادي.

رؤية عمرانية متكاملة تمزج بين الفخامة، الطبيعة، والمعرفة

يشكّل مشروع "الجبل العالي" نموذجًا متقدمًا للمدن المستقبلة في البيئات الجبلية، حيث تم تصميمه ليجمع بين جودة الحياة والاستدامة والابتكار العمراني، ويهدف إلى استيعاب ما يقارب 10 آلاف نسمة من خلال أكثر من 2,500 وحدة سكنية موزعة على ثلاثة أحياء رئيسية، تقدم أنماطًا معيشية متنوعة تجمع بين الفخامة، الارتباط بالطبيعة، والتجارب الثقافية والتعليمية.

ويضم المشروع منظومة فندقية متكاملة تضم أكثر من ألفين غرفة فندقية، قادرة على استقبال أكثر من ألفين زائر يوميًا، مع متوسط مبيت يومي يتجاوز 2,350 زائرًا، كما يوفّر المشروع بنية مرنة لاستضافة الفعاليات الكبرى والمؤتمرات، مع قدرة استيعابية تتراوح بين 12 ألف إلى 30 ألف زائر في المناسبات الموسمية، ما يعزز مكانته كمقصد سياحي وثقافي واستثماري متكامل. وعلى مستوى التمكين الاقتصادي، يُتوقع أن يوفّر المشروع أكثر من 5 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، مما يسهم في دعم الاقتصاد المحلي وتعزيز النمو في القطاعات المرتبطة.

ويتميّز المشروع ببنية تحتية متقدمة تعتمد على مبادئ الاقتصاد الأخضر، مستهدفًا تحقيق الحياد الكربوني من خلال دمج حلول بيئية متكاملة تشمل استخدام النباتات المحلية، واعتماد مواد إنشائية منخفضة الأثر البيئي بنسبة تتجاوز 90%. وتتكامل هذه المنظومة مع شبكة تنقل ذكية منخفضة الانبعاثات، تعتمد على السيارات الكهربائية، ومسارات المشي، والدراجات الهوائية، بما يعزز من مفاهيم المدن المستدامة ويقلّل من البصمة الكربونية. ويرتكز المشروع بالكامل على مصادر الطاقة المتجددة، ما يجعله نموذجًا معماريًا متقدمًا يستجيب لتحديات المناخ ويواكب تطلعات التنمية البيئية الشاملة.

تجربة متكاملة للعيش والاستثمار والسياحة

يضم مشروع "الجبل العالي" ثلاثة أحياء رئيسية متكاملة الاستخدامات، توفّر أنماط معيشة متنوّعة، مما يعزز من جاذبيته كوجهة سكنية وسياحية واستثمارية رائدة في المنطقة.

القرية الشرقية (قلب المدينة)

تبرز القرية كنواة تجارية وثقافية للمشروع، حيث تُعد نقطة الانطلاق الأولى لتجربة المدينة، من خلال احتضانها لمركز الزوار، محطة التلفريك، السوق التراثي، والمطاعم الراقية، إلى جانب مجموعة من المباني متعددة الاستخدامات والشقق والفنادق، ضمن تصميم مستوحى من النسيج العمراني العُماني يعكس روح المكان.

القرية الغربية (منطقة الرفاهية والصحة)

تقع القرية على الحافة الغربية للجبل وتتميّز بإطلالاتها البانورامية وخصوصيتها العالية، كما توفر تجربة معيشية راقية تشمل فنادق خمس نجوم، فلل معلّقة، منتجعات صحية، وحدائق مصممة بعناية، بالإضافة إلى مدرج مفتوح للفعاليات الثقافية والمهرجانات، مما يجعل الحي خيارًا مثاليًا للإقامة الفاخرة والباحثين عن الهدوء والترف وسط أجواء الطبيعة.

قرية الوادي (مغامرة في قلب الطبيعة)

تُعد قرية الوادي وجهة متكاملة لعشاق المغامرة والطبيعة، حيث تحتضن منتزهًا طبيعيًا واسع النطاق يوفّر تجارب استثنائية للطيران الشراعي، والمغامرات الجبلية، كما تضم القرية مركزًا رياضيًا متخصصًا للتدريب على ارتفاع عالية بمواصفات عالمية، ويُعد أحد أبرز مرافق الأداء الرياضي في المنطقة، كما تحتفي القرية بالبعد الثقافي من خلال متحف ثقافي وتراثي يروي حكاية المكان وتاريخه، وسوق محلي، إلى جانب منشآت تعليمية تدمج بين الوعي البيئي والابتكار، مما يجعل من قرية الوادي مركزًا حيويًا للتجديد، والتعلم، والتواصل العميق مع الطبيعة.

الوصول إلى موقع المشروع

يوفّر مشروع "الجبل العالي" خيارات وصول ميسّرة وآمنة تعزز من جاذبيته كوجهة مفتوحة للزوار من داخل السلطنة وخارجها، لا سيما من دول مجلس التعاون الخليجي، ويمكن الوصول إلى الموقع عبر طريق جبلي يمتد بطول ما يقارب 45 كيلومترًا، يربط المشروع بمحافظة جنوب الباطنة، وصمم هذا الطريق خصيصًا ليستوعب حركة المركبات الخفيفة والمتوسطة، بما يضمن تجربة تنقل مرنة وآمنة في بيئة جبلية ذات طبيعة فريدة.

وفي إطار تقديم تجربة بصرية متكاملة، يضم المشروع تلفريك سياحي يمتد من وادي بني خروص إلى "القرية الشرقية" التي تشكل نقطة الاستقبال الأولى للزوار، ويتيح هذا المسار الهوائي إطلالات بانورامية استثنائية على الوادي والمنحدرات الجبلية، ويمنح الزائرين تجربة دخول غامرة تدمج بين المشهد الطبيعي والبعد العمراني للمكان.

ملعب جولف عالمي على قمم الجبال

كما سيضم مشروع "الجبل العالي" أعلى ملعب جولف في المنطقة يستوعب حوالي 18 حفرة، يُقام على مساحة تقديرية تبلغ 1.5 مليون متر مربع، في موقع فريد يمنحه مكانة استثنائية بين ملاعب الجولف العالمية. ويُصمم الملعب وفق أعلى المعايير الدولية، ليكون منصة لاستضافة البطولات والمنافسات العالمية، إلى جانب توفير تجربة لعب فريدة لعشاق الجولف، تجمع بين الأداء الرياضي والمشهد الطبيعي الخلّاب.

ويمثّل الملعب إضافة نوعية للقطاع الرياضي والسياحي في سلطنة عُمان، حيث يُمكّن الزوار من خوض تجربة رياضية متميزة على قمم الجبال، وسط أجواء معتدلة على مدار العام، مما يعزّز من جاذبية المشروع كمقصد متعدد الأبعاد للترفيه والاستثمار والاستجمام.

عناصر معمارية وثقافية متميزة تُجسد هوية المشروع

يحمل مشروع "الجبل العالي" رؤية عالمية طموحة تُترجم على أرض الواقع من خلال أكثر من 10 معلمًا أيقونيًا، تم تصميمها بعناية لتكون محطات معمارية وثقافية تسرد قصة المكان، وتعكس روح الجبل، وتمنح الزوار تجربة متعددة الأبعاد تمتد من الأرض إلى السماء، في انسجام تام مع الطبيعة والهوية العُمانية.

معالم الضيافة والإقامة

في قلب التجربة، يبرز الفندق الصحي كأحد أكثر التجارب الفندقية تفردًا في المنطقة، حيث نُحت بعناية داخل الصخر ليمنح الزوار مزيجًا استثنائيًا من الفخامة، والعزلة، والهدوء العلاجي، في موقع يطل على مناظر طبيعية خلابة. كما يحتضن المشروع فندقًا فاخرًا معلّقًا على حافة وادي بني خروص، استُوحي تصميمه من التكوينات الصخرية العُمانية، ويقدم إطلالات بانورامية تأسر الأنظار. ويُضاف إلى ذلك فندق خمس نجوم متميّز داخل تكوينات الجبل، يوفر تجربة إقامة تنفرد بالخصوصية والهدوء، ضمن طابع معماري معاصر يعانق تضاريس المكان.

معالم المغامرة والطبيعة

أما جسر مغامرات الوادي، فيقدّم تجربة مشوّقة تتجاوز حدود المألوف، حيث يمكن للزوار الانزلاق عبر الحبال، أو التأرجح فوق الجرف، أو حتى تناول الطعام في مطاعم معلّقة على الحافة، في مغامرة حسية متكاملة. وتُعزّز منطقة الألعاب والمغامرة هذه الروح التفاعلية من خلال فضاء ممتد مخصص للعائلات والأطفال، يتيح تجربة آمنة ومحفّزة للحركة والخيال. وتكتمل تجربة التفاعل مع الطبيعة في "منطقة السماء المظلمة"، التي تُمكّن الزوار من مشاهدة النجوم عبر مرصد فلكي متطور، والتمتع بجلسات تخييم داخل قباب فاخرة في أجواء روحانية نقيّة خالية من التلوث الضوئي، تعيد الإنسان إلى لحظة تأمل صافية في أحضان الكون.

معالم رياضية

ضمن مرافق التميز الرياضي في المشروع، يأتي مركز التدريب الرياضي، الذي شُيّد على ارتفاع شاهق ليكون بيئة عالية الأداء للنخبة من الرياضيين. ويوفّر هذا المركز بنية متكاملة تجمع بين التدريب البدني والتعافي الطبيعي، في أجواء جبلية نادرة تسهم في تعزيز القوة الذهنية والجسدية للمشاركين.

معالم ثقافية وتعليمية وتقنية

في مقدمة هذه المرافق يأتي مركز الزوار، الذي يشكّل نقطة الانطلاق الأولى لاكتشاف المدينة، ويعمل كمركز معلوماتي تفاعلي يُعرّف الزائر على مكونات المشروع وتاريخه البيئي والعمراني. ويحتضن المشروع أيضًا مركز التنوع الأحيائي، الذي يُعد منصة تعليمية وترفيهية تُثري الزوار بالمعرفة حول النباتات العُمانية النادرة والحياة البيئية المحلية، ما يرسّخ علاقة الإنسان بالطبيعة.

ويبرز مركز المستقبل كمكوّن محوري ضمن البنية المعرفية للمدينة، إذ يعمل كحاضنة ابتكار للمشاريع الناشئة، ويفتح المجال أمام الشباب ورواد الأعمال لإطلاق أفكارهم في بيئة محفزة تدعم الاقتصاد الأخضر والتقنيات المستدامة. وتُعد ساحة المهرجانات والفنون القلب الثقافي للمدينة، حيث تحتضن الفعاليات الموسيقية والعروض المفتوحة في مسرح معمار مفتوح يعانق السماء ويطل على مشاهد طبيعية أخّاذة.

أما عربات التلفريك، فهي ليست مجرد وسيلة نقل، بل تجربة بصرية بانورامية تمتد من وادي بني خروص إلى قلب المدينة، وتُعد إحدى أبرز السمات المميزة التي تدمج بين الوظيفة والجاذبية السياحية.

وجهة عالمية برؤية طموحة

يجسّد مشروع "الجبل العالي" التزام سلطنة عُمان بتفعيل أهداف رؤية عمان 2040، لا سيما في مجال التنويع الاقتصادي، والتحول نحو مدن مستدامة، وتعزيز جاذبية السلطنة كوجهة سياحية واستثمارية عالمية، ويعد المشروع نموذجًا يُحتذى به للموازنة بين التطور العمراني والطبيعة الجغرافية، ويعيد تعريف مفاهيم السياحة المعيشية الراقية في الشرق الأوسط.