محمد بن رامس الرواس يكتب: أدباء عُمان يتألقون

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ٢٨/أبريل/٢٠٢٥ ١٥:٠٩ م
محمد بن رامس الرواس يكتب: أدباء عُمان يتألقون
الرواس

في كل دورة من دورات معرض مسقط الدولي للكتاب، تتجدّد ملامح الحضور الثقافي العُماني بطريقة استثنائية وملفته ، لكن اللافت هذا العام كان الحضور المتألّق للأديب والباحث والمؤرخ والإعلامي والشاعر العُماني الذين لم يكتفِوا بمكانٍ واحد في أروقة المعرض بل جسد جميعهم روح المشهد الثقافي من خلال مؤلفاتهم ومشاركاته النوعية ومساهماتهم الفكرية والإعلامية التي أثرت فعاليات المعرض وأضفت عليها بعداً وطنياً وإنسانياً بامتياز مع الحفاظ التام على الهوية الوطنية التى كانت هي الطاغية بالمعرض ، ففي ظل المنافسة الشديدة الصحية بين معارض الكتب الدولية أثبت المثقف العُماني أنه جدير بالريادة في مشاركاته فما بالك بملعبه ومكانه ، فمن الكتب الفكرية والتاريخية والروايات الادبية وثقافة الطفل وغيرها من الاصدارات التي وُقّعت على منصات التوقيع وبداخل دور النشر إلى الندوات والقراءات الحوارية والثقافية والجلسات النقاشية التي شارك فيها الاديب العماني بصفته باحثاً وأديباً وشاعراً برزت صورته كمثقف متجذر في أرضه، منفتح على آفاق الإنسانية يعلي شان الفكر والثقافة والادب والتاريخ والشعر والرواية .

لم يكن حضور الأديب العُماني عابراً في معرض مسقط الدولي للكتاب بل حمل رسالة ثقافية متكاملة. فقد عبّر من خلال مؤلفاته عن هوية الإنسان العُماني، وذاكرته الوطنية ورقي أدبه ، ومكانة سلطنة عُمان في التاريخ الثقافي الإنساني. كما كان لافتاً انخراطه في تقديم كتب جديدة توثق لتجارب وطنية أو تفتح أبواب النقاش في قضايا فكرية وادبية معاصرة ما جعل منه أحد ركائز النجاح النوعي لمعرض مسقط للكتاب في نسخته الحالية .

منافسة بشرف... ونجاح بتفوق ، وبرغم أن المعرض استضاف كتّاباً مبدعين من مختلف دول العالم، إلا أن الكاتب العُماني حافظ على حضوره بقوة ليس فقط لكونه ابن المكان، بل لأنه أثبت أن التميز لا يعرف جنسية بل يُصنع من الإخلاص للمعرفة والوفاء للرسالة الثقافية. لقد نافس بالأفكاره وأثرى بالحوار مشاركاته وكان شاهدًا على النجاح والتميز والاتقان ..

نجح الأديب والباحث والمورخ والشاعر العُماني الذي لا يغيب عن هكذا مشاهد في أن يجعل من مشاركته في معرض مسقط للكتاب هذا العام منبرًا للإشعاع الثقافي أكد فيه أن المثقف العُماني حين يُمنح الفرصة يضيء المشهد بحرفه ويفرض حضوره بوعيه ويرتقي بذوق الجمهور بإبداعه ، وبفضل هذه الجهود جميعها وغيرها الكثير حتى اصبح معرض مسقط الدولي للكتاب ذو قيمة معرفية وروحية نابعة من قلب عُمان مدرسة الفكر والادب والثقافة والعلوم والتاريخ .