الجبل الأخضر :- صالح الرواحي
سالم التوبي صانع ماء الورد بالطرق التقليدية بولاية الجبل الأخضر:
• الكيلوا واحد من الورد يعطينا300إلى 400 ملم من ماء المقطر
صناعة ماء الورد يعتبر من الصناعات التقليدية التي إشتهر بها أهالي ولاية الجبل الأخضر بمحافظة الداخلية حيث تعد ولاية الجبل الأخضر الأكثر زراعة لمحصول الورد بكافة أنواعه وذلك بسبب الطقس الجميل وكثرة هطول الأمطار في هذه الولاية الجميلة حيث يبدأ موسم حصاد الورد أواخر شهر مارس ليصل ذروته في شهر إبريل وينتهي في بدايات شهر مايو.
وقد نظمت لجنة الصحفيين العمانية بمحافظتي الداخلية والوسطى بدعم من محافظة الداخلية زيارة لمزارع الورود ومصانع تقطير ماء الورد في ولاية الجبل الأخضر لتسليط الضوء على هذه الصناعة التي لا تزال من أهم مصادر الرزق لأهالي الولاية ويعتبر الورد الجبلي في الجبل الأخضر من أقدم الزراعات العمانية، حيث يمتد تاريخه إلى مئات السنين. ويتميز ورد الجبل الأخضر بجودته العالية وعطره الفريد.
ويحرص المزارعون على العناية بأشجاره طوال العام، حيث تُجمع الأزهار بعناية قبل شروق الشمس للحفاظ على زيوتها العطرية النفيسة ، و يتجاوز عدد أشجار الورد أكثر من 5000 شجرة زرعت على مساحة تصل إلى 11 ألف فدان، وموسم حصاد الورد يبدأ من منتصف مارس ويستمر حتى بدايات مايو، ويشهد ازدهار الإنتاج ، ويبلغ متوسط إنتاج كل شجرة حوالي 7 لترات من ماء الورد، ليصل الإنتاج الكلي إلى نحو 15 ألف لتر من ماء الورد.
ويشهد الجبل الأخضر أيضًا إنتاجًا متزايدًا من دهن الورد، المستخدم في صناعة الصابون والعطور، مما يعزز تنوع الصناعات المحلية. ويضم الجبل الأخضر ثلاثة مصانع حديثة و52 مصنعًا تقليديًا مخصصًا لإنتاج دهن الورد.
ولمعرفة المزيد من مراحل تقطير ماء الورد أوضح سالم بن سيف التوبي صاحب مصنع السرح لصناعة ماء الورد بولاية الجبل الأخضر لقد ورثت هذه المصنع من والدي ويطلق عليه مسمى بيت السرح وعمر البيت الأن أكثر من 400 سنة ويرجع بيت السرح بسبب سرح الأغنام من أمام المنزل وعودتها إلى نفس المكان و قد تم فتح بيت السرح لصناعة الورد منذ اكثر 7 سنوات للسواح من الداخل والخارج ، و يتم صناعة ماء الورد على حسب الحرف التقليدية بداية من تجميع الورد منذ الصباح الباكر او وقت المساء قبل مغيب الشمس وذلك حتى يكون الورد طازج وغير ذابل وبعدها يتم تقطير الورد في الأواني الفخارية وتعدد الفخاريات التي يصنع فيها ماء الورد حيث قدرة الصانع وإبداعه في عملية التقطير منهم من يعمل 4 أواني فخارية والأخر يعمل 6 أواني فخارية أو برمات حسب المصطلح العماني حيث نقوم بوضع الورد بداخلها ثم نضع الإناء على الورد ونغطي بغطاء محكم ونشعل النار اسفلها وعند طبخ الورد يطلع من الورد بخار ليلامس سطح الغطاء ويتكاثف البخار ثم ينزل بداخل الإناء وتحتاج البرمة الواحدة من الورد من واحد كيلوجرام إلى واحد ونصف الكيلواجرام لتعطينا من صافي التقطير من 300 ملم إلى 400 ملم من ماء الورد المصفى الصالح للإستخدام حسب قدرة صانع الورد وإذا أهملت الصناعة تقل نسبة عملية التقطير .
مشيراً بأن عملية تقطير ماء الورد بالحرفة التقليدية تعتمد على طريقة صناعتها الصحيحة ولدينا زجاجات ماء الورد قديمة تصل عمرها حوالي 10 سنوات وكحالتها لم تتغير يفوح شذاها من مسافة بعيدة أما إذا لامست أي عضو من جسم الإنسان فيتغير حالتها وتصبح غير صالحة للإستعمال لذا جودة ماء الورد تصل مداها لغاية سنة واحدة فقط ، الإقبال على شراء ماء الورد الأبيض من قبل الزوار والمستهلكين أكثر وتوجد فئة قليلة تحب ماء الورد التقليدي وصناعة ماء الورد الأبيض تمر نفس مراحل صناعة ماء الورد التقليدي ولكن بإستخدام الأجهزة الحديثة وتتراوح أسعار بيع ماء الورد القليدي من 9 ريال إلى 10 ريالات والصغيرة من 5 ريال إلى 4.5 ريال عماني وجميع اولادي تعلموا صناعة ماء الورد بالحرفة التقليدية وسوف تتوارثها هذه الصناعة جيل بعد جيل من أبناء هذه الولاية العريقة