مسقط -
تهوى مريم بنت سعيد بن مسعود البادري من ولاية سناو، فن الرسم فهو شغفها وبه تعبر عما بداخلها من جمال وحب للحياة، ولا يتوقف رسم مريم على اللوحات العادية إنما يتعداه إلى تعلم وتنفيذ الرسومات على أسطح وخامات مختلفة من الزجاج إلى الفخار إلى القماش وحتى أصداف البحر، هي موهبة كبيرة تنتظر من يرشدها ويأخذ بيدها إلى طريق الاحتراف والمشاركة في المعارض الكبيرة.
موهبة مبكرة
اكتشفت مريم موهبتها في فن الرسم منذ أن كانت بعمر التاسعة فقط، وكانت والدتها تحدثها دائما عن رسوماتها البريئة وشغفها الذي ظهر مبكرا في طفولتها، ثم منحتها مشاركاتها في المسابقات المدرسية وتفوقها فيها الثقة الكبيرة بموهبتها وبقدرتها على العطاء في هذا المجال.
لكن موهبة مريم لم تتبلور إلا بعد أن بعد أن أنهت دراستها الثانوية فعندها قررت التفرغ بشكل كامل لممارسة الرسم بكل حب وأن تحوله من شغف إلى عمل تجاري حر يعود عليها بالمنفعة المادية أيضا، فبدأت تتعلم تقنيات جديدة في كل يوم وتمارس الرسم على الملابس والأقمشة وعلى جدران المنازل والمدارس وأخذت ترسم الشخصيات والوجوه بكل اندفاع وحماس.
تطور الموهبة
تؤكد مريم أن مشاركتها في مسابقات المدرسة وكذلك في المعارض الفنية التشكيلية في ولايتها منحها ثقة كبيرة وشجعها على تعلم المزيد في مجال الرسم فكانت في كل يوم تبحث عن معلومات جديدة، كان نهمها للرسم لايتوقف عند لوحة أو قطعة قماش بل يتعداه إلى الرسم على كل خامة تصادفها وكان رسمها يتطور مع كل تجربة جديدة وخامة جيدة تعمل عليها وأصبحت تمتلك ثقافة فنية لا بأس بها بأنواع الألوان والخامات والتقنيات المختلفة.
وتعلمت مريم أسرار استخدام العديد من الألوان التي تستخدم في الرسم على خامات مختلفة، تقول: أستخدم للرسم على الكؤوس والأواني المنزلية ألوان الزجاج Colors Glass، كما أرسم على الأحجار الناعمة باستخدام Acrylic colors أو Watercolor وأرسم على الأقمشة باستخدم Oil colors و Acrylic colors وارسم على الجدران باستخدم الاصباغ الزيتية. وأفضل عند رسم الشخصيات استخدام أقلام الرصاص أو الألوان الخشبية، ولكل هذه الأنواع سحرها الخاص الذي أستمتع به».
صعوبات وتحديات
وترسم مريم على تحفها الفنية مناظر طبيعية وأشكالا وزخارف متعددة، وعن مصدر إلهامها وإن كانت قد تأثرت بأحد الرسامين المعروفين تقول: «لم أتأثر بأي فنان تشكيلي لأن رسمي ينبع من خيالي ومن صميم أفكاري، أتبع حدسي وما يقوله لي قلبي عند الرسم وبما أراه مناسبا لكل خامة، فعندما أرسم على القماش أراعي ان تكون زخارف او أحرف أو حتى في أحيان مناظر طبيعية وعندما أرسم على الحجارة الملساء وأصداف الحر ارسم الطبيعة عليها وهكذا».
ربما تكون أكبر الصعوبات التي واجهت مريم هو بعدها عن مركز الاهتمام بالفن التشكيلي في مسقط حيث تبقى الانشطة في ولاية سناو قليلة مقارنة بالعاصمة ومحدودة التأثير، وهي تمتلك طموحا وشغفا تريد بلورته وتقديمه على مستوى أكبر من خلال حضورها في المعارض الفنية الكبيرة والورش التدريبية. تقول: «كوني أطمح للاحتراف واتمنى مشاركتي في معارض داخل وخارج السلطنة حتى اكتسب الكثير من الخبرات فهذا يعد تحديا لي في الوقت الحالي. وعموما صعوبات قليلة واجهتني أثناء الرسم على خامات جديدة تتعلق بكوني يجب أن أبحث عن المعلومات الصحيحة وأعيد تطبيقها بكل صبر وعزيمة فأنا امتلك شخصية محبة للعلم ورغبتي بتعلم الفن التشكيلي بكل أسراره وعلى خامات متعددة يمنحني طاقة قوية ويشجعني على الاستمرار والإبداع أكثر، وأعتقد أن السعي إلى التعلم أصبح اليوم أكثر سهولة مع وسائل الانترنت فكل شيء متاح ومن يريد التعلم لن يجد صعوبة في ذلك أبدا».
طموحات كبيرة
تصف مريم طموحاتها أنها تصل حد الجنون ولا حدود لها، فهي تمتلك العزيمة والغصرار لتحقيق الكثير من الاهداف التي وضعتها لنفسها وستبذل قصارى جهدها لتذليل العقبات التي تعترضها وستستخدم خيالها للرسم بتميز وإبداع فهي كما تقول تؤمن أن الخيال له الدور الأكبر في نجاح الموهبة وإبرازها. تقول: «طموحاتي في الفن تصل لدرجة كبيرة ولا زلت أحتفظ بملف خاص يبرز كل رسوماتي منذ الصغر وحتى الآن وعندما أمر عليها أرى كيف تطورت موهبتي ونمت في مراحل مختلفة وعبر السنوات وهذا يجعلني أثق أكثر أن بامكاني فعل المزيد.. أتمنى فقط أن أصل للاحتراف وأن يصبح لي حضور في المعارض داخل وخارج السلطنة.