طرق الاستثمار في النفط الخام؟

مسقط - ش

يعتبر النفط من أهم السلع الأساسية في الاقتصاد العالمي، يُستخدم هذا الوقود الأحفوري لتوليد الطاقة وإنتاج المنتجات البترولية وتصنيع جميع أنواع السلع المستخدمة تقريبًا، وهذا يجعل سوق النفط استثمارًا مربحًا يحقق أداءً جيدًا حتى في أوقات التضخم والركود وغير ذلك من حالات عدم الاستقرار الاقتصادي.

دعنا نكتشف لماذا يجب عليك الاستثمار في النفط وأفضل الطرق للقيام بذلك، وبعض السلبيات التي يجب عليك مراعاتها.

شرح الاستثمار في النفط

يشير الاستثمار في النفط إلى عملية استثمار الأموال في جوانب مختلفة من صناعة النفط مثل الأصول وأسهم الشركة وما إلى ذلك لتحقيق عائد، يعد هذا خيارًا استثماريًا مربحًا للغاية حيث يتم تداول هذه السلعة عالميًا، ولكن، إلى جانب العائد المرتفع فإن احتمالية المخاطرة مرتفعة أيضًا.

الاستثمار في النفط نشاط معقد ومتقلب للغاية، فعلى الرغم من أنه يمكن أن يكون مجزيًا للغاية، حتى أنه يعطي عوائد هائلة في بعض الأحيان، إلا أن التقلبات العالية يجعله استثمار معقد يجب أن يدخله المستثمرون ذوو المعرفة والمحنكون فقط، حيث يمكن للمبتدئ أن يخسر أمواله بسرعة كبيرة في هذا القطاع.

هناك طرق متعددة مباشرة وغير مباشرة للاستثمار في النفط، يحمل كل منها درجات مختلفة من المخاطر وإمكانية العائد، الطريقة الأكثر شيوعًا لاستثمار النفط بالنسبة لصغار المستثمرين هي شراء العقود الآجلة للنفط وخياراته.

يمكن للشركات الكبرى أن تستفيد من أسعار تداول النفط من خلال إنشاء عمليات الحفر (المنبع) أو إنشاء مصافي التكرير (المصب)، ولكن الشيء الأكثر أهمية الذي يجب أن نأخذه في الاعتبار هو أن الاستثمار في النفط هو نشاط معقد للغاية ولا ينبغي أن يقوم به الجميع.

لماذا الاستثمار في النفط؟

وبما أن النفط هو أحد أهم السلع الأساسية في الاقتصاد العالمي، فإنه يمثل أيضًا استثمارًا مربحًا للغاية.

فيما يلي بعض مزايا الاستثمار في النفط:

1 .التحوط من التضخم: يعتبر النفط وسيلة ممتازة للتحوط من التضخم حيث أن سعره يرتفع مع التضخم، وفي الواقع، فإن ارتفاع أسعار النفط يساهم بشكل كبير في ارتفاع معدلات التضخم في جميع أنحاء العالم، وذلك لأن تغير أسعار النفط يؤثر على كل شيء بدءًا من أسعار الغاز وحتى أسعار المنتجات البترولية والسلع الاستهلاكية، لذلك، في حين أن التضخم يأكل دخلك الثابت، فإن الاستثمار في النفط يمكن أن يحمي محفظتك الاستثمارية.

2 .تنويع المحفظة: لا تريد أن تعتمد محفظتك الاستثمارية على نوع استثمار واحد فقط، إذا كنت تستثمر فقط في الأسهم وتراجع سوق الأسهم فستحتاج إلى خطة احتياطية، يعتبر النفط بمثابة أداة جيدة لتنويع المحفظة الاستثمارية، إذا فقد أحد استثماراتك قيمته فلا يزال من الممكن أن يوفر النفط عوائد إيجابية.

3 .مصدر الدخل السلبي: سواء كنت تستثمر في العقود الآجلة للنفط الخام أو أسهم النفط أو صناديق الاستثمار المشتركة أو صناديق الاستثمار المتداولة، فسوف تحصل على دخل سلبي مما يمنحك تدفقًا نقديًا مستقرًا. 

4 .عوائد عالية: يمكن أن يكون سوق النفط متقلبًا للغاية، لكن هذا التقلب يأتي مع احتمال تحقيق عوائد كبيرة، على سبيل المثال: إذا اشتريت برميلًا من النفط الخام في أغسطس 2021 فستدفع حوالي 60 دولار، بحلول مارس 2022 كان من الممكن بيع هذا البرميل مقابل 119 دولار أي بزيادة قدرها 98%.

الآن، دعونا نلقي نظرة على بعض أساليب الاستثمار في النفط:

كيفية الاستثمار في النفط؟

هناك العديد من الطرق للاستثمار في النفط، فيما يلي بعض الاستثمارات النفطية المختلفة التي يمكنك القيام بها:

1 .العقود الآجلة للنفط والخيارات

سوق العقود الآجلة هو السوق الرئيسي لتداول النفط الخام، والعقود الآجلة للنفط الخام أكثر تقدما من مجرد شراء أسهم النفط أو صناديق الاستثمار المتداولة، فإذا قمت بشراء عقد آجل للنفط الخام فأنت تشتري عقدًا يلزمك بشراء 1000 برميل من النفط الخام بسعر يتم التفاوض عليه في المستقبل.

على سبيل المثال: يمكنك شراء عقد آجل للنفط الخام يمنحك الحق في شراء النفط الخام بسعر 100 دولار للبرميل في المستقبل، لذلك، إذا ارتفع سعر النفط الخام وبدأ تداول النفط في سوق العقود الآجلة مقابل 200 دولار للبرميل فستتمكن من شرائه بسعر أقل، يمكنك بعد ذلك بيع عقدك المستقبلي إلى مشتري لكسب الربح والحصول على تسوية نقدية، أو يمكنك ترك عقدك ينتهي واستلام الزيت الخاص بك مقابل 100 دولار، يُعرف بيع عقدك الآجل قبل انتهاء صلاحيته وتسويته نقدًا بتداول العقود الآجلة.

من ناحية أخرى، إذا كنت لا تريد القلق بشأن استلام براميل النفط الخام، فهناك بديل آخر، خيارات النفط هي عقود تحصل فيها على خيار (ولكن ليس الالتزام) لشراء براميل النفط بسعر محدد سلفا في تاريخ محدد في المستقبل.

2 .صناديق الاستثمار المتداولة في النفط وصناديق الاستثمار المتداولة في البورصة

تسمح لك الصناديق المتداولة في بورصة النفط (ETFs) بالاستثمار في صندوق يحتفظ بأسهم النفط أو البراميل أو العقود الآجلة للنفط الخام.

يتم تداول صناديق الاستثمار المتداولة للنفط في البورصات الرئيسية في أسواق الأسهم، ويتفق المستثمرون على أن صناديق الاستثمار المتداولة هي طريقة أسهل للاستثمار في النفط من شراء العقود الآجلة للنفط الخام، فائدة أخرى لصناديق الاستثمار المتداولة هي أنك لست مطالبًا بتخزين أي براميل من النفط الخام.

كما يتوفر للمستثمرين المتحمسين خيار شراء السندات المتداولة في البورصة (ETNs)، إن ETNs تشبه السندات، ولكنها شكل غير مضمون من سندات الدين الصادرة عن مؤسسة، لذلك، إذا قمت بشراء سندات ETN النفطية من شركة للتنقيب عن النفط وأفلست، فسوف تتخلف الشركة عن السداد.

على عكس صناديق الاستثمار المتداولة للنفط، إذا كنت تستثمر في صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة للنفط، فإنك لا تمتلك فعليًا الأسهم الأساسية أو العقود الآجلة، وبدلا من ذلك، يتم دفع العوائد التي تولدها هذه الأوراق المالية.

3 .صناديق الاستثمار النفطية

صناديق الاستثمار النفطية عبارة عن مجموعة من أسهم شركات النفط التي تشتريها دفعة واحدة، يوفر الاستثمار في صندوق استثمار مشترك للنفط تنوعًا أفضل مقارنة بالمحفظة التي تحتوي على الأسهم والسندات فقط، ولكنه لا يوفر تنويع صندوق مؤشر واسع، فإذا تراجعت صناعة النفط فإن أداء الصندوق سيكون أسوأ من أداء صندوق أكثر تنوعا.

4 .أسهم شركات النفط

أسهم النفط هي أسهم في شركات النفط، تشارك هذه الشركات إما في تكرير أو استخراج النفط الخام من بئر نفط تحت الأرض.

هناك العديد من شركات النفط في سوق الأوراق المالية لذا فإن البحث عن أسهم الطاقة وشركات النفط التي يجب اختيارها أمر ضروري.

ولكن ما هو الجانب السلبي للاستثمار في النفط؟

العيب الرئيسي للاستثمار في النفط هو التقلبات، ومثل معظم السلع الأساسية يتأثر النفط بشدة بالطلب والعرض العالمي والعوامل التكنولوجية.

-الطلب العالمي: عندما ينخفض الطلب على النفط ينخفض سعره لأن الناس ليسوا على استعداد لدفع ثمن النفط، كما أن هناك كمية محدودة فقط من احتياطيات النفط.

-العرض العالمي: انخفاض إمدادات النفط يؤدي إلى ارتفاع الأسعار، على سبيل المثال: أدى الغزو الروسي الحالي لأوكرانيا إلى مقاطعة عالمية للنفط الروسي، وقد أدى هذا الانخفاض في العرض إلى رفع أسعار النفط الخام.

-التكنولوجيا: تتجه الدول بشكل متزايد نحو مصادر الطاقة المتجددة، ومع تحسن التكنولوجيا في قطاع الطاقة البديلة سينخفض الطلب على النفط.

علاوة على ذلك، يتبع سوق النفط قممًا وقيعانًا مماثلة لسوق الأسهم الأوسع، لذا فإن زيادة تقلبات السوق في منطقة واحدة من البورصة العالمية من المرجح أن تؤثر على النفط.