الاحتلال ينتقم من موتى المقدسيين

الحدث السبت ١٤/مايو/٢٠١٦ ٠٢:٥٨ ص
الاحتلال ينتقم من موتى المقدسيين

غزة - علاء المشهراوي

واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي التضييق على سكان مدينة القدس المحتلة، خاصة سكان بلدة سلوان، من خلال محاولات منع دفن المتوفين من سكانها في مقبرة «باب الرحمة»، الملاصقة لجدار المسجد الأقصى المبارك الشرقي.

جاء ذلك عقب مهاجمة قوات الاحتلال الليلة الفائتة، جنازة الراحلة جميلة إبراهيم الأعور من بلدة سلوان، أثناء محاولة دفنها في المقبرة، حيث وجهت الشتائم والألفاظ النابية للمشيعين، ثم اعتدت عليهم بالقنابل الصوتية والهراوات، ما أدى إلى إصابة بعضهم بشظايا القنابل الصوتية.
وذكر مركز معلومات وادي حلوة في بيان صحفي «أن تلك القوات أخلت مقبرة باب الرحمة بالقوة، بحجة أن الأرض مصادرة، ويمنع الدفن فيها، وأغلقت بابها لنصف ساعة، ثم سمحت لعائلة الراحلة «الأعور» بدفنها، بعد تأكد الضابط الإسرائيلي المسؤول بأن منطقة القبر غير مصادرة، ويسمح الدفن فيها».
وطالب المقدسيون الأوقاف الإسلامية والجهات ذات العلاقة بالتدخل المباشر والسريع لوقف الاستيلاء على هذه المقبرة، والتي تضم رفاة عدد من الصحابة والأولياء وأبناء المدينة المقدسة.
وكان الاحتلال هاجم قبل نحو أسبوعين جنازة مشابهة لمواطن من سلوان في المقبرة المذكورة، وأصيب العشرات منهم بحالات اختناق، ورضوض مختلفة.
وتزعم سلطات الاحتلال الاستيلاء على جزء من المقبرة التاريخية، وتحاول منع دفن موتى المقدسيين فيها، في حين يخشى أبناء المدينة المقدسة من أن تتواصل إجراءات الاحتلال بحق المقبرة، وصولا إلى الاستيلاء عليها بالكامل، والعبث فيها كما حصل بمقبرة «مأمن الله» التاريخية.

ومقبرة الرحمة، مقبرة محاذية للمسجد الأقصى المبارك من الخارج إلى الجهة الشرقية، وفي المقبرة دفن صحابيين جليلين هما أوس بن شداد وعبادة بن الصامت. وتحتوي على رفات العديد من الصحابة والتابعين وشهداء المعارك الصليبية والتي قام اليهود الصهاينة ليقيموا ما يسمى على أرضها بمتحف التسامح.

في غضون ذلك؛ رصد تقرير ميداني صادر عن حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، اندلاع مواجهات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية في 13 نقطة تماس داخل الأراضي المحتلة، لليوم الـ 225 لـ «انتفاضة القدس»، وذكر التقرير، أن مستوطنَين أُصيبا عقب رشقهما بالحجارة في قرية حزما شمالي شرق القدس، وفي بلدتها القديمة.

وأضاف أن الشبّان الفلسطينيين استهدفوا عدة بؤر استيطانية في القدس وضواحيها، ورام الله وبيت لحم بالزجاجات الحارقة، كما استهدفوا أخرى بالحجارة. وأحصى تقرير «حماس» اندلاع مواجهات في ست نقاط تماس في القدس وضواحيها (البلدة القديمة، باب العامود، باب الأسباط، مستوطنة النبي يعقوب، حزما، حاجز الشيخ سعد)، وثلاث في رام الله (بيتونيا، أحراش أم صفا، مستوطنة بيت إيل)، ونقطتا تماس في بيت لحم (الخضر، مستوطنة بيتار عيليت)، وواحدة في أريحا (العوجا)، والخليل (مخيم الفوار).
وفي الأثناء؛ حذر قائد كبير في جيش الاحتلال من تفشي مظاهر العنصرية والتطرف والفاشية والبربرية التي باتت بالنسبة لهم تمثل ظاهرة قوية في المجتمع الإسرائيلي، واعتبرها مهددة لمستقبل الدولة العبرية كما رسمها مؤسسيها الأوائل.
وقال نائب رئيس الأركان يائير غولان أثناء خطاب له في ذكرى «الكارثة»، حيث قال «إذا يوجد شيء يخيفني في ذكرى الكارثة فهو الملاحظة ان ما مرت به أوروبا وألمانيا بوجه خاص من أجواء قبل سبعين وثمانين وتسعين عامًا؛ توجد له شواهد هنا في أوساطنا في الـ 2016. يجب على ذكرى الكارثة أن تعلمنا أن نفكر بعمق، بمسؤولية القيادة، وبجودة المجتمع، وعليها أن تجعلنا نجري مراجعة أساسية على أنفسنا هنا وفي هذا الوقت عن تعاملنا بالغريب وباليتيم وبالأرملة وبهؤلاء الذين يشبهوننا، فليس ثمة أسهل من كراهية الأجنبي، لا يوجد أسهل من إثارة الخوف والذعر، لا يوجد أسهل من انتهاج السلوك البهيمي والبربري والتزلف والنفاق والترفع. في ذكرى الكارثة من الجدير بنا أن نناقش قدرتنا على أن نقتلع من بين ظهرانينا ما بات يطل برأسه من عدم تسامح وعنف وتدمير ذاتي على طريق التدهور الأخلاقي».
وتعبر أقوال غولان، وتشبيهه لما يعيشه المجتمع الإسرائيلي من عنف وكراهية بما عاشته ألمانيا في ظل النازية، وهو يرتدي البزة العسكرية، ويتقلد رتبه الضابط الأعلى بعد قائد الجيش، وفي ذكرى حساسة جدًا لدى اليهود؛ عن جرأة عالية تستند إلى حصانة مكانته العسكرية. صحيحٌ أنها متحفظة ولم تتحدث مباشرة عن التطرف السياسي، لكنها جريئة بأقصى ما تكون الجرأة لمن يرتدي البزة العسكرية، غامر فيها بثمن عدم وصوله لمنصب قائد الأركان، وتنطوي على قيمة كبيره للتيار «العقلاني» داخل إسرائيل ولقوى المعارضة وللمنظمات والجمعيات الحقوقية التي تقف منذ فترة طويلة في عين العاصفة اليمينية التي تجتاحهم من كل الجهات.
وعلى صيعد آخر؛ أطلقت الهيئة الشعبية العالمية لدعم غزة حملة لتوزيع «أجهزة الإنارة الآمنة» لـ 2000 منزل في قطاع غزة كحل مؤقت لأزمة الكهرباء بدلاً من الشموع التي تسبب الحرائق وسقوط الضحايا. ودعت الهيئة في بيان صحفي المؤسسات الخيرية والإنسانية العربية والإسلامية وفي العالم لدعم هذا المشروع لتأمين الإضاءة الآمنة للمزيد من المنازل في القطاع، كما دعت للإسراع في تنفيذ هذه المشروعات خاصة مع اقتراب شهر رمضان الذي تزداد فيه معاناة الأسر في غزة جراء انقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمر.
ويستهدف المشروع منازل الأسر الفقيرة غير القادرة على توفير أثمان تركيب مصابيح الإنارة ذاتية الشحن «اللدات». وقالت الهيئة: إن «حادثة وفاة 3 أطفال أشقاء في مخيم الشاطئ، مؤخراً، بسبب استخدام الشموع للإنارة أوجعت القلوب، حيث لم يكن لدى هذه الأسرة الفقيرة القدرة المادية لتوفير ثمن تركيب «اللدات» لإنارة المنزل».