كان : عبدالستار ناجي
يعتقد الكثير من صناع السينما فى العالم العربي وبشكل خاطئ ان الذهاب الى مهرجان كان السينمائي يمثل رحلة سياحية للاستمتاع بالشاطئ الازوردي وشمس كان المشرفة، فاذا بهم يكتشفون ان الامر هو عكس ذلك تماما، فقلة هى الاعمال السينمائية التى يتم قبولها للعرض فى التظاهرات الرسمية.
ونستطيع التاكيد انه من اصل اكثر من 79 فيلما عربيا تم اختيار سبعة افلام بين ما هو روائي طويل وما هو قصير وضمن مختلف التظاهرات، وهذا الامر لا يسري على العرب بل جميع النتاجات السينمائية.
ونشير هنا الى انه من اصل 130 فيلما ايطاليا بين ما هو طويل وقصير لم يتم اختيار اى فيلم فى المسابقات الرسمية، ولكن حظ السينما العربية هذا العام يبدو ايجابيا بعض الشيء حيث تشارك سبعة أفلام عربية في الدورة التاسعة والستين لمهرجان كان السينمائي في مختلف مسابقاته، ما يكرس حضورا قويا لهذه السينما ازداد زخمه بعد الحراك العربي الذي انطلق عام 2011
وبإعلان مجموعة الأفلام المشاركة في "أسبوع النقاد" و"أسبوعي المخرجين" ومسابقة "نظرة ما" في باريس يكون قد كشف النقاب عن مجموع الأفلام المشاركة في مسابقات مهرجان كان السينمائي الرسمية والموازية. وتكشف الأفلام المعروضة في مهرجان كان عن أسماء جديدة وشابة لجيل بدأ يضخ دما جديدا في السينما العربية. ومعظم هذه الأفلام لمخرجين ولدوا في فرنسا من آباء مهاجرين أو لجأوا إلى هذا البلد في الصغر أو كبارا.
ومن خلال هذه الأفلام تظهر فرنسا بمثابة بلد اللجوء الفني لخمسة مخرجين من الذين اختيرت أعمالهم للمهرجان وهي تمثل أكثر البلدان دعما لسينما دول جنوب البحر المتوسط خصوصا عبر الانتاج المشترك. وتتميز الأعمال التي اختيرت للمشاركة في هذه الفعاليات بتكاليف انتاجها المنخفضة الشبيهة بالميزانية المخصصة للأفلام المستقلة.
ونشير هنا الى ان المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة في مهرجان كان هذا العام جاءت خالية تماما من أي فيلم عربي بينما يشارك فيلم تونسي قصير بمسابقة السعفة الذهبية للفيلم القصير. وهذا العمل للمخرج لطفي عاشور الناشط في مجال المسرح والسينما معا يحمل عنوان "علوش"، وسبق لمخرجه الفوز عن فيلمه القصير "أبونا" بجائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان أبو ظبي السينمائي عام 2014
وقال لطفي عاشور إن اختيار عمله للمشاركة في مهرجان كان "رائع في حد ذاته ويبدو لي أنه جزء من الاتساق والانسجام الذي رافق كل محطة من محطات صنع الفيلم". وكانت السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي عن فئة الفيلم القصير العام الفائت من نصيب فيلم اللبناني إيلي داغر "أمواج 98"، بينما حصلت السينما التونسية على جوائز رفيعة في برلين هذا العام وفي البندقية مطلع الخريف الفائت، وكلها جوائز لأفلام أولى. أما مسابقة "نظرة ما" فتضم عملين عربيين، الأول بعنوان "اشتباك" للمخرج المصري محمد دياب من بطولة نيللي كريم وهاني عادل. وقد نفى المخرج أن يكون فيلمه سياسيا بعد تكهنات الصحافة المصرية بموضوعه.
وضمن تظاهرة "اسبوعي المخرجين"، كشفت بدورها عن مشاركة ثلاثة أفلام عربية- فرنسية في مسابقتها الموازية التي أعلن عنها الثلاثاء وحيث دخلت أسماء شابة حملت قصصها العربية في بلدانها الأصلية أو في فرنسا إلى الشاشة. وتقدم هذه الأعمال بجانب أعمال سينمائيين كبار مثل ماركو بيلوكيو واليخاندرو جودوروفسكي..
في عملها الأول "الهيات"، تروي المخرجة المغربية – الفرنسية هدى بنيامين حكاية من حكايات الضواحي، ساردة قصة "دنيا" التي تعيش في حي يعج بالإسلاميين وبكل أنواع التجارة غير المشروعة. وتقرر دنيا الطامحة للسلطة والنجاح اتباع خطى ريبيكا تاجرة المخدرات الأشهر. والفيلم من بطولة أولايا عمامرة ومجدولين إدريسي وتم بإنتاج عربي فرنسي مشترك.
وقالت هدى بنيامين حول فيلمها الكوميدي الدرامي إنه يصور "التربية العاطفية لامرأة ممزقة بين فخ الربح السريع وبين مشاعرها. إنه نشيد للحب والصداقة يجمع الرقص الى الشعر في اليومي ويدخل الضحك في التراجيدي كما يتجاوز قمقم الضاحية المعتاد ليسائل الانساني والمقدس والسياسي في مجتمعنا".
آخر التظاهرات التى اعلنت عن افلامها كانت تظاهرة "أسبوع النقاد" حيث تمكنت اللبنانية ڤاتشيه بولغورجيان عبر فيلمها الروائي الطويل الأول "ربيع" (تراماتون بالأرمنية) من حمل لبنان لأول مرة إلى هذه الفئة التي تقام منذ 55 عاما. هذه المخرجة تعيش وتعمل في باريس وفيلمها من انتاج عربي فرنسي مشترك، وهو يتناول مسألة البحث عن الجذور من خلال شخصية مغن أرمني كفيف.