مسقط - عزان الحوسني
تصورات ذهنية سلبية تهز تقدير ذات الطفل..(غبي/حياتك ما راح تفهم/ ما منك فائدة/دهيري..ماتقدر بعدك جاهل/أنت تحلم..حرامي/نصاب/محتال /ثور/حيوان)
الالفاظ السلبية تؤثر على الناشئة أيما تأثير وخاصة إذا كانت ممن يعتبرونهم قدوة لهم وفي مقدمتهم الوالدين والمعلمين والشخصيات المعتبرة في العائلة كالعم والخال يليهم في المرتبة الزملاء والأخوة والأخوات، فتأثيرهم كبير في بناء التصورات الذهنية الإيجابية عن الذات خاصة في المراحل العمرية الأولى ومن المؤسف جدًا أن نسمع مثل تلك الكلمات تتردد على مسامعنا في المجتمع فعلى سبيل المثال لا الحصر (غبي، عمرك ما راح تفلح، ما منك فائدة، .......الخ) وليتها تقف عند ذلك بل أنها تصل لكلمات معتادة يرددها الجميع (لا تستطيع فعل ذلك، ابتعد عن ذلك قد تفشل، لا يمكنك القيام بمثل ذلك في هذا السن، أنت تحلم) وجميعها كلمات سلبية تبعد الشخص عن التجربة والإنجاز وتحقيق النجاح، ويتساهل البعض فيها بشكل كبير وهي جد خطيرة على تقدير الذات.
يقول الخبير الإداري د.خميس بن محمد المزروعي من مديرية التربية والتعليم بمحافظة شمال الباطنة: نستقبل خلال فترة الـ 18 سنة الأولى من حياتنا ما يقارب من 148000 مرة من الرسائل السلبية المشابهة، وفي نفس الفترة ما يقارب 400 مرة فقط رسائل إيجابية محفزة، بمعنى أن كل كلمة تشجيع واحدة يقابلها 370 كلمة تثبيط ، هذا الكم الهائل من الرسائل السلبية التي تصل للناشئة في مراحل عمرهم الأولى تؤثر بشكل كبير عليهم في نظرتهم لذواتهم.
وقال المزروعي واصفا المربين : دور المربين هو تعليم الناشئة كيف ينظر الطفل لذاته من خلال الحوار معه وأهميته في الأسرة أو المدرسة فكل شخص يمثل أهمية خاصة في الحياة، كذلك على جميع المربين الانتباه إلى الألفاظ والكلمات التي يطلقونها عن غير قصد في كثير من الأحيان فإن تأثيرها كبير جدًا على الأبناء ويحرصون على تبني الكلمات الايجابية المحفزة وفي حالات الغضب من سوء تصرف قام به الطفل فلنعلم بأن الطفل يتعلم من المحاولة والخطأ وأن تلك المحاولات سوف ينتج عنها سلوك إيجابي في النهاية إذا ما تم إدارتها بشكل جيد.
إدراك الطفل في مراحلة الاولى
وطرح المزروعي تجربة بسيطة لتحديد خطورة الوضع الحالي في الأسرة العربية والخليجية وهي تتمثل في إرهاف السمع للكلمات السلبية التي تتردد على مستوى الأسرة الواحدة في المنزل في مدة زمنية معينة نصف يوم مثلاً سوف تحصر عدد هائل من الكلمات أو حصر الكلمات في أحد الأفلام العربية أو المسلسلات الخليجية ويمكنك الاحتفاظ بالرقم الناتج من الرسائل السلبية، وعندما نتحدث عن التأثير فإنه يعتمد على نظرة الطفل لذاته بعد سماعه لتلك الكلمات ومدى تأثيرها على نفسيته وسلوكه المشاهد.
ثلاث نظرات
وأكد المزروعي أن هناك ثلاث نظرات لنظرة التي ينظرها كل شخص إلى ذاته إلى ثلاث نظرات الأولى: نظرته لذاته، والثانية: نظرة الآخرين إليه، والثالثة: نظرته إلى نظرة الآخرين إليه، وأهمها نظرته إلى ذاته، ونظرته إلى نظرة الآخرين إليه، وهي التي يتحكم فيها ومن خلالها يعزز تقديره لذاته.
كذلك معرفة حقيقة أن إدارك الطفل في مراحله الأولى يختلف عن مراحل النضج فأي تصرف غير لائق شيء متوقع وعلينا أن نجد له مبررًا بما يساعد على تقليل حالات الغضب والتوتر والإحباط التي تصيب الوالدين والمربين في مثل تلك المواقف وفي الختام أنصح دائمًا بعملية قبول الأطفال كما هم، والسعي لتطوير قدراتهم ومهارتهم من خلال التحفيز والتعزيز للسلوك الإيجابي والنهي والتجاهل للسلوك السلبي وأفضل تحفيز وتعزيز للسلوك الايجابي التزام الوالدين والمربين القدوة الحسنة أمام الناشئة فهي الوسيلة الناجحة الناجعة، فالأطفال يقومون بعملية رصد حقيقي لجميع تصرفات الكبار وتغرس في ذاكرتهم ويتم برمجتها على شكل سلوكيات مستقبلية.
الجانب النفسي
من جانبة قال استاذ الارشاد النفسي في جامعة نزوى د.عبدالفتاح الخواجة: أن الطفل في خلال السنوات الـ 5 الاولى من حياته يتأثر بكل الالفاظ السيئة بشكل يهز من ذاته، كما تشير كل الدراسات الى أهمية هذه المرحلة في حياة الناشئة، وفي هذه المرحلة تتاثر بشكل كبير من السلوكيات التربوية الخاطئة والالفاظ السيئة من قبل المربيين، ولان الطفل يستقبل مثل هذه الكلمات الخاطئة من قبل المحيط القريب منه كالاباء والاخوة وعند الضحك والسخرية من قبل هؤلاء الاشخاص القريبين يتأذى كثير ويبدأ يتشكل "مفهوم الذات" بشكل سلبي، وهذا السلبية التي تتكون يكون لها تاثير في قادم الوقت كالخجل والانطواء والعصبية والانفعال، فالطفل لا يستطيع إكمال مفهوم الذات بهذه الحالة، وقد يصل إلى الفشل في تكوين ذاته من الاساس.
الحالة النفسية "سن المراهقة "
وذكر خواجة في ما يخص التأثر بسن المراهقة أهم النظريات التي تتحدث عن تشكيل الذات الناجحة، وقال أن نظرية "ماثلو" تكلم عن إضطراب عدم تكوين الهوية فالكلمة تحمل معاني عدة منها الجارح والمؤذي والسخرية على الافعال التي لا أقبلها، فهذه الالفاض كلها تتبرمج سلبيا في تكوينه لذاته في هذا السن، وأن هذة البرمجة السلبية التي تتكون من قذف وتلفظ الاباء والامهات والتربويين والمربيين والقدوة والزملاء لهؤلاء المراهقين يبدء يعاني ويخجل وينطوي وهنا تبدء تتكون الشخصية الغير مكتملة الذات نتيجة لهذا الكلام السلبي الذي تعرض له.
تفاوت مهارات الفهم والادراك
وذكر د.عبدالفتاح الخواجة في ما يخص تفاوت المهارات للاطفال: أن الاطفال يختلفون في مهاراتهم ومميزاتهم عن بعض فنجد التفاوت في الادراك والفهم في العلم والدراسة على وجه الخصوص في ما بينهم، فبالتالي يجب على الاباء والمربيين مراعات هذه النقاط وعدم جرحهم وإحراجهم في حال لم يستجيبو لبعض الامور أو تباطئو في فهمها أو لم يدركو ما يعملو به بسرعة كبيرة، فبعض الالفاظ التي تاتي هنا ك(الغبي/لاتفهم/لاتعرف/عبيط)جميعها تكره الابناء على التعليم أو ما ياتي محل العلم وهذا ينعكس سلبا في تحصليه الدراسي وفي اداءه الاكاديمي وتطوره المعرفي ونضجة الانفعالي.
الفاظ تطلق بلا وعي
وذكر خواجة أن المجتمعات والثقافات تختلف عن بعضها في الالفاظ، فالكلمات التي تردد والشائعة مثل الالفاظ الحيوانية والالفاظ تدل على الغباء أو الالفاظ التي تدل على السخرية مثل هذه الالفاظ قد يكون لايفهما الطفل ولاكن ينعكس سلبا حين يبدء الاطفال الاخرين ومن حوله بالسخرية والضحك فياثر ذلك سلبا على انفعالاته فالضحك يخدش ويكسر النفس.
البدائل لهذة الالفاظ
وذكر خواجة أن البديل الانسب لهذه الالفاظ:أن يتثقف الاب والام في تربية الاطفال ويعززهم بثقتهم بنفسهم في مهارات التربية والاستماع الى الندوات والمحاضرات، والاطلاع على الصحف والمجلات ووالتصفح في النت، ويجب عليهم التخلص من هذه الالفاظ السلبية الخادشة لبراءة الطفولة التي تحول الى خلق نفس رديئة للابناء والاطفال من قبل المربين، واستبدالها بكلامات طيبة كما ذكر الله تعالى في القراءن الكريم واصفا اياها بقوله: (مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها).لذلك يجب تغيرر الالفظاظ والسلوك وتقبل الطفل كذلك في كل حالته سوء بسوء فهمه او كل ما يخص تشجيعه وتتطويره في مهاراته وذاته، واخص بذلك الاسرة فالالفاظ المستخدمة بداخل الاسرة تؤثر على الناشئة وكذلك المدارس لما للمكانيين من تأثير مباشر للاطفال.