بدرية البدرية: الوجع الإنساني هو ملهمي الأكبر ونبعي الذي لا ينضب

مزاج الأربعاء ١١/مايو/٢٠١٦ ٠٠:٣٥ ص
بدرية البدرية:

الوجع الإنساني هو ملهمي الأكبر ونبعي الذي لا ينضب

مسقط -
شاعرة وروائية مجتهدة انتزعت لمرتين جوائز المنتدى الأدبي في مجالين أدبيين، فكانت أول شاعرة تحصل على المركز الأول في مجال الشعر الشعبي منذ تأسيس المسابقة عن نص «صرخة الميلاد» للعام 2015. كما حصلت قبلها على المركز الأول في المسابقة نفسها عن روايتها الأولى (ما وراء الفقد).

المميز في بدرية البدرية أنها لا تختار في أي اتجاه ستذهب، تترك الحرف يقودها شعرا شعبيا وفصيحا ورواية ونثرا وتؤكد أنه لا نية لديها للاختيار.

عن مشوارها وروايتها الثانية التي سترى النور قريبا وشعرها كان لنا معها هذا الحوار:

لنبدأ من جديدك. أين وصلت في كتابة روايتك الثانية، ومتى سترى النور؟

روايتي الثانية بطور المراجعة النهائية الآن، وآمل أن ترى النور قريباً، أما فكرتها فنتركها للقراء حين صدورها.

حازت روايتك الأولى «ما وراء الفقد» على جائزة المنتدى الأدبي وهذا دليل على نجاحها بعيون النقاد. ولكن خلال العامين الفائتين كيف لمست حجم تداولها ونجاحها بين الناس، وهل أنت راضية عنها؟

الحمد لله، لا يمكن للإنسان أن يرضى تمام الرضا عن أي شيء ينتجه، ربما هو طموح الإنسان للكمال، ولكن؛ يكفي أن أخبرك أن هناك رسائل تصلني من قرّاء من الخليج واليمن وليبيا والمغرب عبر الفيس بوك، بحثوا عني بعد قراءتهم لرواية (ما وراء الفقد) التي تم تحميلها إلكترونيا بأكثر من موقع بواسطة قرّاء آخرين، جهدي الوحيد الذي بذلته بهذا الأمر هو تواصلي مع موقع لتحميل الكتب ومدهم بنسخة PDF من الرواية، والحمد لله أن منحني حب أناسٍ رأت روحي في رواية.

هل تؤثر تجاربك الشخصية وحياتك الخاصة في أي موضوع تكتبينه؟ وهل في رواية ما وراء الفقد تجربة شخصية مع الفقد؟

الإنســــان كائن مجتمعي، لا يمكنه عزل نفسه في تجربة شخصية وإلا فإنه لن يكتب شيئاً. أما الفقد فأنا لم أذقه بالشكل الذي تناولته الرواية، ولكن لا أظن أن هناك من خلت حياته من فقدٍ ما.

حـــــــدثينا قليلا أين نشأت؟ وكيف كانت طفولتك؟ وهل كنت طفــــلة قارئة؟

يكفي أن أقول أن طفولتي كانت حافلة بالقراءة والشعر، وكأني خُلقت من روح كتاب، تأثرت في بداياتي بأخي الشاعر د.ناصر البــــــدري، بمكتبته الزاخرة التي كانت كالبذرة التي نبتت بروحي الصغيرة الثائرة والمحبة للقراءة، فأبحر معها ولا أملّ، ولكن كونه شاعراً كان الأمر مربكاً بعض الشيء، فكنت أظهر بعض كتاباتي وأخفي بعضها خجلاً ألا تكون بذاك القدر من الجمال الذي يمكنني التفاخر به أمامه وعائلتي.

ثم اتجهت للمواقع الإلكترونية وكتبته بمعرف (غربة أسير) في سبلة عمان وبعض المواقع الأخرى، وهناك -بسبلة عمان- وجدت التوجيه لتعلم الأوزان والتركيز على موسيقى النصوص الشعرية التي لم أكن أتقنها، فأتقنتها ولله الحمد، ومن هنا بدأت مسيرتي الحقيقية مع الشعر.

ولكني منذ بدايتي كنت أحاول أن «أكونني»، ألا أترك لأحدٍ بصمة على كتاباتي، بل أجعل كتاباتي تدل عليّ، ومع الوقت سأكون أنا التي أتمنى، كل ما احتاجه فسحة من العُمر يهبني الله إياها، وقلباً لا يشيب.

تكتبين عن الوجع الإنساني. ما الذي يؤثر بك؟

أحب الكتابة عن الوجع الإنساني، هو ملهمي الأكبر ونبعي الذي لا ينضب أبداً، أحلم بأن تصبح كتاباتي صوتَ من لا صوت له، لقمةً في فم جائع، ومعطفاً لمن يحاصرهم الشتاء بلا رأفة، بيتاً لمن يفترشون الشوارع، وأماً لكل أيتام الأرض.

ما هي أول قصيدة كتبتها؟ وماذا كان موضوعها؟

كتبت القصة القصيرة في بداياتي، وبعد سنوات اتجهت للشعر، أما أول قصيدة منشورة لي فهي بعنوان (أمي) وتم نشرها في مجلة الشرق الأوسط الإماراتية، وكنت قد أرسلتها ضمن مجموعة قصائد، ولم أترقب نشرها؛ فعلمت بنشرها حين وصلني طرد بريدي يحمل هدية وشهادة تقدير لأن القصيدة اُختيرت لتكون نص الأسبوع، تلك كانت فرحتي الأولى بعالم الشعر.

معظم الشعراء يختارون بين الشعر الشعبي أو الفصيح، أنت لم تفعلي، لماذا؟

أنا لم اختر، ولا نية لي للاختيار، كتبت الشعر الشعبي والفصيح وكتبت النثر أيضاً؛ الحرف دائماً كان هو المسيطر الوحيد على الأمر، كيفما شاء اتجه بي.

أحياناً أفكر بتقنين تجربتي، خاصة حين أجد بعض النصائح بأن اهتمامي بنوع واحد من الأدب أفضل لي، ولكني حين أقيّم تجربتي -رغم حداثتها- ومشاركاتي، وحصولي على العديد من الجوائز الأولى في الشعر الفصيح والشعبي والرواية أجدني أجمل بتنوعي.

كيــــــف تقيمين مستوى الاهتمام بالشعر والشعراء في عمان اليوم؟

للأسف هو دون المأمول.

حدثينا كيف تعاملت مع أول نقد تلقيته، وممن كان؟

أول نقد حقيقي تلقيته كان في سبلة عمان، لأني كنت أكتب نصوصاً غير موزونة، بالبداية أخذتني العزة لأني لم أكن أحب العروض أبداً، وأشعر أنه من المستحيل أن أتعلمه، ولكن المشرفين بسبلة الشعر والأدب أصرّوا أن أتعلم فتعلمته بوقت قياسي جداً. ومن ثم قمت بتعليمه للآخرين عن طريق طرح دروس إلكترونية عبر الموقع ذاته.