21 فبراير «اليوم العالمي للغة الأم».. ما هي لغتك الأم؟

مزاج الثلاثاء ٢١/فبراير/٢٠٢٣ ١١:٣٩ ص
21 فبراير «اليوم العالمي للغة الأم».. ما هي لغتك الأم؟
شعار هذا العام التعليم المتعدد اللغات – ضرورة لتحقيق التحول المنشود في التعليم

مسقط - الشبيبة

يحتفل العالم اليوم ، باليوم العالمي للغة الأم ، الذي يحتفل به سنوياً في 21 فبراير، وهو يوم يؤكد على أهمية التنوع اللغوي وغنى الثقافات في العالم.

هذا الغنى الذي يعزز من الاندماج والتضامن بين الشعوب. بدأت قصته في بنغلاديش واعترفت به الأمم المتحدة بإطلاقها يوماً للاحتفال به. فماذا عن قصة وأهداف اليوم الدولي للغة الأم، وكيف يحتفل به العالم، وشعاره للعام 2023؟

قصة اليوم العالمي للغة الأم

لبنغلاديش الدور الأكبر في إقرار هذا اليوم العالمي بعد قصة دامية من النضال دفاعاً عن لغتها الأصل.

وتبدأ قصة اليوم العالمي للغة الأم منذ العام 1948، عندما قام رئيس وزراء الباكستان في ذلك الوقت بفرض اللغة(أوردو)، على(باكستان الشرقية) بنغلادش حالياً. حيث كانت الباكستان تنقسم جغرافياً لباكستان الغربية(باكستان حالياً) وباكستان الشرقية. في عام 1952 أعلنت الحكومة في الباكستان بأن الأردية هي اللغة المعتمدة في الدولة متجاهلة بذلك النصف الشمالي في الباكستان الشرقية، ولا سيما أن أهلها يتحدثون اللغة البنغالية، ويبلغون الجزء الأكبر من السكان.

الاحتجاجات دفاعاً عن لغة البنغال

هذا الإعلان أثار غضب البنغلاديين وحميتهم، وجعلهم يحتجون دفاعاً عن لغتهم التي يفخرون بها، وكانت بعض هذه الاحتجاجات دامية. ففي 21 فبراير 1952 تصدت قوات الباكستان للحركة التي قام بها طلاب جامعة دكا، وفتحت النار عليهم مخلفة خمس ضحايا من الطلاب والنشطاء المحتجين بالإضافة أيضا لمئات الجرحى. سميت بثورة اللغة أو الحركة اللغوية التاريخية(أمور إكوشي)، وهي تعد من الأحداث النادرة تاريخياً، أن يثور شعب دفاعاً عن لغته الأم.

الاعتراف باللغة البنغالية

بعد ذلك أقرت الباكستان بأن البنغالية هي لغة رسمية في الدولة بتاريخ 1956، ثم بعد أن استقلت بنغلاديش(الباكستان الشرقية) في 26 آذار من العام 1971 أصبحت البنغالية هي لغتها الرسمية.

مبادرة بنغلاديش لليونسكو

تعد البنغالية من اللغات الثرية التي تحتل المركز السابع عالمياً من حيث عدد المتحدثين بها. هذا ما دفع بدولة بنغلاديش للتقدم بمبادرة للمؤتمر العام للثقافة والتربية والتعليم (اليونسكو) في العام 1999. تطلب إعلان يوم عالمي للغة الأم حمايةً للغات المهددة بالزوال، وتخليداً لذكرى الضحايا الذي قدموا أرواحهم دفاعاً عن لغتهم البنغالية. بناء على هذه المبادرة تم اطلاق اليوم العالمي للغة الأم في تاريخ 21 فبراير من عام 2000 بالإجماع من قبل أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة(اليونسكو).

أهداف اليوم الدولي للغة الأم

- التأكيد على أهمية التنوع الثقافي واللغوي ودوره في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في التسامح وشمولية التعليم، وتعزيز الإندماج بين المجتمعات.

- السعي لأن تكون اللغة الأم هي اللغة الأولى لنهل العلم في السنوات الأولى للطفولة. أذ يعد التعليم المبكر في هده المرحلة يؤسس للتعليم في المستقبل.

- الدعوة لحماية اللغات المهددة فكثير من اللغات في العالم معرضة لخطر الزوال والانقراض. وهذا ما يؤثر سلباً على التنوع اللغوي والمحتوى الغني للثقافات.

- توجد نسبة كبيرة من السكان حول العالم يتلقون تعليما بغير لغتهم الأصيلة التي يفهمونها ويتحدثون بها. مما يلقي الضوء على ضرورة تطوير العملية التعليمية متعددة اللغات لجعلها تقوم على أساس اللغة الأم، ولتنطلق منها أيضا كحجر ركيزة في المراحل التعليمية المبكرة.

يذكر أحدث التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة بأن 43% من اللغات المحكية في العالم والتي يبلغ عددها 6000 لغة، مهددة بالإنقراض.

شعار اليوم العالمي للغة الأم 2023

على الصعيد العالمي، لا يحصل 40 في المائة من السكان على التعليم بلغة يتحدثونها أو يفهمونها. ولكن هناك تقدم مُحرز في التعليم المتعدد اللغات مع فهم متزايد لأهميته، لا سيما في التعليم المبكر، وتزايد الإلترامات المقدمة بتطويره في مناحي الحياة العامة. ويوجد اعتراف في اليوم الدولي للغة الأم بأن الألسن وتعدد الألسن يمكنها أن تعزز الاندماج، وبخاصة أن أهداف التنمية المستدامة تركز على ألا يتخلف أحد عن الركب. وتشجع يونسكو تعدد الألسن وتعزز التعليم متعدد الألس على أساس اللغة الأم أو اللغة الأولى. وهو نوع من التعليم يبدأ باللسان الذي يتقنه المتعلم ثم يُنتقل تدريجيًا إلى ألسن أخرى. ويُمكّن هذا النهج المتعلمين —الذين تختلف لغتهم الأم عن لغة التدريس— من سد الفجوة بين المنزل والمدرسة، واكتشاف البيئة المدرسية بلسان مألوف، مما يتيح تعلما أفضل. وتساهم تعددية الألسن في تطوير مجتمعات شاملة تسمح لمختلف الثقافات والآراء ونظم المعارف بالتعايش والتخصيب المتبادل. ويتماشى موضوع اليوم الدولي للغة الأم لهذا العام —الذي يُحتفل به تحت شعار ❞التعليم المتعدد اللغات – ضرورة لتحقيق التحول المنشود في التعليم❝— مع التوصيات المقدمة في قمة تحويل التعليم، حيث صُبّ التركيز كذلك على تعليم السكان الأصليين وألسنتهم. ويسهل التعليم القائم على تعدد الألسن —المُرتكز على اللغة الأم— تعلم المجموعات السكانية التي تتحدث اللغات غير السائدة ولغات الأقليات ولغات السكان الأصليين وإدماجهم.