سلطنة عمان تختتم عضويتها في المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية

بلادنا الأحد ٠٥/فبراير/٢٠٢٣ ١٣:٠٩ م
سلطنة عمان تختتم عضويتها في المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية
معالي الدكتور هلال بن علي بن هلال السبتي

مسقط - الشبيبة

بعد ثلاثة أعوام من الدور الرائد والفاعل لسلطنة عمان في عضوية المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية ، تختتم السلطنة فترة عضويتها في المجلس خلال مشاركتها في اجتماع الدورة الثانية والخمسين بعد المائة (152) للمجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية الذي تستمر أعماله بجنيف حتى السابع من فبراير الجاري وتشارك سلطنة عمان فيه بوفد يرأسه معالي الدكتور هلال بن علي بن هلال السبتي ـ وزير الصحة - .

 الاجتماع يناقش جملة من المواضيع الصحية ، وتشارك سلطنة عمان فيه بـ (12) كلمة طوال فترة انعقاده ، بصفتها كدولة عضو في منظمة الصحة العالمية، وكذلك ممثلة لإقليم شرق المتوسط بصفتها عضو المجلس التنفيذي للمنظمة.

 وعلى مدار سنين عضويتها في المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية كانت سلطنة عمان مثالا حيا على التعاون والعطاء والمساندة لمنظمة الصحة العالمية ممثلة بمجلسها التنفيذي ، وأكدت السلطنة بذلك دورها المحوري المعتاد على المستويين الإقليمي والدولي وحضورها الفاعل في المشهد الصحي العالمي الرامي لتحقيق السلام والأمن الصحي لدول العالم ، وقدمت دعمها القوي ومؤازرتها الكاملة لمبادرات وبرامج وإستراتيجيات منظمة الصحة العالمية الهادفة إلى نشـر مظـلة الصحـة لجميع دول العالم على درجة واحـدة من العـدل والـمساواة .

وخلال فترة عضويتها في المجلس التنفيذي حققت سلطنة عمان العديد من الإنجازات الصحية المشهودة ، وذلك من خلال تبني العديد من المبادرات الصحية العالمية والمشاركة فيها كمبادرة الصحة العالمية من أجل السلام التي اقترحتها سلطنة عمان والاتحاد السويسري بموافقة المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية ، وأحرزت المبادرة بقيادة المنظمة تقدما جيدا منذ إنشائها وحققت إنجازات على المستوى الدولي والإقليمي والقطري.

كما اقترحت السلطنة الإستراتيجية العالمية بشأن الوقاية من العدوى ومكافحتها في قطاع الصحة وأوساط الرعاية طويلة الأجل والتي مسودتها الآن في الإجراءات الأخيرة لاعتمادها .

وكانت سلطنة عمان من الدول الداعمة لموضوع تطوير اللوائح الصحية العالمية بما يتماشى والتأهب والاستجابة للجوائح الصحية العالمية الطارئة بما يمّكن الدول الأعضاء في المنظمة من التعامل معها بخطوات مدروسة لاحتوائها والحد من آثارها الصحية والاجتماعية والاقتصادية على الحكومات والشعوب .

من جهة أخرى فقد اختيرت سلطنة عمان من ضمن لجنة تحكيم جائزة دولة الإمارات العربية المتحدة ومنظمة الصحة العالمية للصحة والتي أقيمت على هامش الاجتماع .

وتعد السلطنة من الدول السباقة في مجال مكافحة مضادات الميكروبات التي تعد قضية صحية مستمرة تشكل تحديا لعلاج العدوى في البشر والحيوان ، حيث أنها تهدد المكاسب والإنجازات في مجالات الصحة العالمية والأمن الغذائي والنمو الاقتصادي والتنمية.

وفي هذا الصدد نجحت السلطنة في استضافة المؤتمر الوزاري العالمـي الثالث رفيع المستوى حول مـقاومة مضـادات الميكروبات في شهر نوفمبر من العام الماضي والذي اختتم أعماله بإصدار إعلان مسقط بشأن تسريع إجراءات "الصحة الواحدة" حول مقاومة مضادات الميكروبات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 فيما يتعلق بمجابهة مشكلة مقاومة مضادات الميكروبات ، ومن المؤمل أن يرفع هذا البيان للنقاش في الاجتماع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة لعام 2024 بشأن مقاومة مضادات الميكروبات وذلك مع التوجهات العالمية بإنشاء إطار عالمي لنظام ترصد لمقاومة مضادات الميكروبات يشمل جميع جوانب الصحة الواحدة ، وتأمين إدراج مقاومة مضادات الميكروبات في إطار الأمم المتحدة للتعاون من أجل التنمية المستدامة .

علاوة على ذلك تسلمت سلطنة عمان من منظمة الصحة العالمية خلال شهر سبتمبر من العام الماضي شهادة الاعتراف الدولية بالقضاء على انتقال فيروس مرض نقص المناعة البشري ومرض الزهري من الأم إلى الطفل لتكون السلطنة بذلك أول دولة حاصلة على هذه الشهادة العالمية من بين دول إقليم شرق المتوسط. كما تكمل السلطنة جهود المنظمة لتحقيق غايات المليارات الثلاثة بحلول عام 2025.

أما في مجال إصلاح المنظمة ؛ فقد تبنت سلطنة عمان الجهود والخطوات المتخذة في هذا الشأن والرامية إلى إصلاح المنظمة وتعزيز دورها الصحي على مستوى العالم ، كما دعمت السلطنة مقترح تعزيز الموارد المالية لمنظمة الصحة العالمية بما يمّكن المنظمة من السير قدما في برامجها ومبادراتها وإستراتيجاتها وخططها التي تخدم الصحة في دول العالم وشعوبه .

يذكر بأن سلطنة عمان ترسم سياساتها الصحية بخطى مدروسة مستلهمة من الواقع المحلي ، إضافة إلى المتغيرات الصحية العالمية ، مسترشدة في نفس الآن بتوجيهات منظمة الصحة العالمية ، حيث حققت السلطنة على مستوى الأهداف الإنمائية للألفية الحالية نتائج إيجابية بحسب الإحصائيات والمؤشرات الصحية المحلية والدولية حظت بقبول دولي وإشادات عالمية من منظمات دولية ومراكز علمية مرموقة.