نقص الأكفان.. آخر مأساة حلب

الحدث الأحد ٠٨/مايو/٢٠١٦ ٢٣:٣٦ م
نقص الأكفان.. آخر مأساة حلب

عواصم – ش – وكالات

قصة جديدة تعكسُ مأساة حلب الإنسانية، فبعدَ القصف، والمعارك، لا يجد السوريون اليوم "قطعة قماش" لتكفينِ موتاهم، حيث نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالا لجراح سوري يدعى أسامة أبو العز، قال فيه إنه لم تتبق في مدينة حلب السورية أكفان جديدة لدفن قتلى المدينة الذين سقطوا جراء القصف، وما يصاحبهُ من معارك، رغم الهدنة المعلنة من واشنطن وموسكو.
وأشار "أبو العز" إلى أن استهداف المدنيين في حلب متعمد، وأن الحياة في المدينة تعجز عن وصفها في ظل انتظار الموت الذي قد يأتي في أي لحظة. وأضاف أن شراسة القصف وصلت لدرجة أن الحجارة أصبحت تحترق، مؤكدا أنه ساعد في دفن رجل كان جسمه متفحما لدرجة أن أحدا لم يستطع التعرف عليه، وأن بعض الناس هناك يدعون أن يكون موتهم سريعا ويأخذهم بعيدا عن المدينة التي تحترق.
بدورها اعتبرت “نيويورك تايمز” أن المساعي الدبلوماسية التي يقودها وزير الخارجية الأميركي جون كيري لن تعيد إحياء اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، ما لم تقنع روسيا حليفها الحكومة السورية بالتوقف عن استهداف مناطق المعارضة. وأضافت أن روسيا قد تلجأ للحيل المزدوجة مجددا، وقالت إن نشر موسكو الشهر الفائت مدافع ثقيلة خارج حلب يثير تساؤلات بشأن طبيعة نواياها هناك.
وعلى صعيد متصل بالموت السوري؛ قالت وسائل إعلام لبنانية، إن تم العثور على جثة سوري مدفونة في جبل الطهرة المشرفة على بلدة كفر رمان ويدعى "أبو عمار شبشول"، في لبنان. وتبين من التحقيقات الأولية، بحسب “النشرة اللبنانية"، أنه "توفي نتيجة ذبحة قلبية وتم دفنه هناك لعدم تمكن ذويه من ترحيله إلى سوريا. وأعادت القوى الأمنية طمر الجثة ريثما يتم التعرف على ذويه لتسليمهم الجثة ونقلها الى سوريا".
وفي غضون ذلك؛ تعقد لجنة الشئون الخارجية والسياسية والأمن القومي للبرلمان العربي، اليوم الإثنين، اجتماعًا طارئًا في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة في ظل تصاعد العمليات العسكرية والقصف الجوي وتطورات الوضع في سوريا.
ويركز الاجتماع الذي يعقد على جلستين على آخر تطورات الأوضاع في سوريا، خاصة ما تعانيه مدينة حلب جراء ما يرتكب من جرائم بحق المدنيين العزل في المدينة وريفها.
يذكر أن رئيس البرلمان العربي أحمد بن محمد الجروان أصدر بيانًا أدان فيه عمليات القصف التي شهدتها مناطق متفرقة من سوريا، لا سيما القصف الذي طال مستشفى في مدينة حلب وما خلفه من "مشاهد يندى لها جبين الإنسانية". وتساءل الجروان عن المماطلة الدولية في حل القضية السورية، معتبرًا أن استمرار ذلك سيكون على حساب دم الشعب السوري.
وعلى صعيد التطورات العسكرية؛ قالت مصادر عسكرية تركية إن الجيش التركي قتل 55 من مقاتلي تنظيم "داعش" في قصف مدفعي شمالي مدينة حلب السورية، مساء أمس الأول.وذكرت المصادر، أمس الأحد، أن القصف دمر ثلاث مركبات وثلاثة تجهيزات صاروخية، مضيفة أنه جاء ردا على إطلاق الصواريخ من أراض يسيطر عليها "داعش" في سوريا على بلدة كلس التركية.
وتعرضت هذه البلدة الواقعة مباشرة على الحدود مع سوريا لهجمات صاروخية متكررة في الآونة الأخيرة، أسفرت عن مقتل 19 شخصا وإصابة أكثر من 40. ورد الجيش التركي كل مرة على هذه الهجمات بنيران مدافعه المنتشرة على الحدود، منتهكة بذلك سيادة الدولة السورية.
وقالت وكالة "الأناضول" التركية الرسمية، الأسبوع الفائت، إن إطلاق النيران الجوابية أدى لتدمير مواقع مدفعية تابعة لتنظيم "داعش" ومقتل حوالي 400 متشدد.

*-*

الصحافيون الإسبان المفرج عنهم في سوريا يصلون إلى مدريد

مدريد – أ.ف.ب
وصل الصحافيون الثلاثة الإسبان المفرج عنهم الاحد إلى قاعدة عسكرية قرب مدريد بعد نحو عشرة اشهر من اختطافهم في شمال سوريا، بحسب ما اعلنت الحكومة الإسبانية.
وقالت الحكومة في بيان إن "الصحافيين الإسبان خوسيه مانويل لوبيز، وانخيل ساستري، وأنتونيو بامبلييغا الذين كانوا اختطفوا في حلب في شمال سوريا قبل نحو عشرة أشهر، وصلوا إلى توريخون" القاعدة الجوية العسكرية التي تبعد 20 كلم إلى شرق مدريد.
وكانت إسبانيا تنتظر عودة هؤلاء الثلاثة، لكن من دون تحديد اي موعد. وأعلنت رئيسة منظمة مراسلون بلا حدود في إسبانيا مالين ازناريز في بيان "نحن سعداء ومرتاحون لإمكانية الاحتفال بالإفراج عن انطونيو باملييغا وخوسيه مانويل لوبيز وانخيل ساستري".
ونقلت مراسلون بلا حدود عن والدة باملييغا، ماريا دل مار رودريغيز فيغا قولها "عندما تحدثت إليه عبر الهاتف، كان الامر رائعا. ما زال يملك الصوت نفسه حين كان طفلا، وطلب مني بشكل متكرر أن أسامحه لما جعلني اعانيه".
واضافت انها ستحضر لابنها طبقه المفضل، وهو السبانخ مع صلصة البيشاميل، وكانت الحكومة الإسبانية أعلنت في رسالة مقتضبة مساء السبت الافراج عن الصحافيين الثلاثة.
وقالت متحدثة باسمها "قبل بضع ساعات تم الافراج عن الصحافيين الإسبان خوسيه مانويل لوبيز وانخيل ساستري وانطونيو باملييغا الذين اختطفوا في حلب في شمال سوريا قبل نحو عشرة أشهر".
وأكدت الحكومة ان هذا الافراج تم "بفضل جهود العديد من الموظفين وتعاون دول حليفة وصديقة ولا سيما خلال المرحلة النهائية من تركيا وقطر".
ولم يكن ممكنا التأكد من دفع فدية للخاطفين. وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان فان الصحافيين الثلاثة شوهدوا للمرة الاخيرة قبل تعرضهم للخطف في حي المعادي في حلب في 13 يوليو 2015 الذي تسيطر عليها فصائل مقاتلة.
واكد المرصد ان الصحافيين كانوا على متن شاحنة صغيرة وقد اقتادتهم مجموعة مسلحة إلى جهة مجهولة. وفي 21 يوليو انتشر نبأ اختطاف الصحافيين الثلاثة، لكن عائلاتهم طلبت من وسائل الاعلام التحلي ب"الصبر" و"الاحترام"، من خلال عدم تخصيص تغطية واسعة لهذا الموضوع حفاظا على سلامة المخطوفين.
ولم يغب عن رئيسة اتحاد جمعيات الصحافيين الإسبان بال غونزاليس ان تذكر بالمهمة الشاقة التي يؤديها الصحافيون المستكتبون في مناطق النزاع و"بالاجور الزهيدة التي يتلقونها مقابل المخاطر الجسيمة" التي يعرضون ارواحهم لها.
وحين قرر الصحافيون الثلاثة التوجه إلى سوريا كانوا يعلمون انهم يقصدون اخطر بلد في العالم على الاطلاق بالنسبة إلى الصحافيين بحسب قائمة مراسلون بلا حدود التي احصت مقتل عشرات الصحافيين في سوريا منذ اندلاع النزاع العام 2011.
وكان الصحافيون الثلاثة يراسلون عددا من وسائل الاعلام الإسبانية ولا سيما صحف "آ بي ثي" و"لا راثون" وقناة "كواترو" التلفزيونية واذاعة "اوندا سيرو".
اما انتونيو "توني" بامبلييغا (33 عاما) فقد ساهم في تغطية النزاع في سوريا (نصوص وصور وفيديو) لحساب وكالة فرانس برس حتى العام 2013 وكذلك فعل المصور خوسيه مانويل لوبيز (45 عاما) الذي فاز بجوائز عدة على لقطاته ولا سيما بفضل صوره المؤثرة لضحايا الحرب في سوريا كما في بلاد اخرى.