الرياض - ش
يتميّز سوق المشاريع في المملكة العربية السعودية في العام 2016 بمشاريع لا تزال في مرحلة ما قبل التنفيذ وتبلغ قيمتها 500 بليون دولار أمريكي بحيث تشمل قطاعات الطاقة، والمياه، والنقل، والهيدروكربون، والبناء.
يوفر تقرير جديد أعدته ميد بعنوان استراتيجيات المملكة العربية السعودية 2016: التكيف مع واقع اقتصادي، أخبارًا وتحليلات مفصلة خاصّة بالخطط التي ستعتمدها المملكة لتنفيذ هذه المشاريع كما يدرس كيف سيتغير مشهد الأعمال في البلاد من خلال استراتيجية رؤية 2030 التي كشفت عنها مؤخرًا.
وفق جدول أعمال الإصلاح الطموح بقيادة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان آل سعود ووزير الاقتصاد والتخطيط عادل بن محمد فقيه وضمن إطار رؤية 2030 التي تمّ الإعلان عنها مؤخرًا، تسعى المملكة العربية السعودية لدفع الاقتصاد غير النفطي، وتحفيز الاستثمار الخاص في الأنشطة التي تقوم بها الدولة.
وبحسب الأهداف التي وضعتها ضمن استراتيجيتها لرؤية 2030، تسعى الرياض إلى زيادة مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي من 40 في المئة حاليًا إلى 65 في المئة بحلول العام 2030، بالإضافة إلى زيادة الإيرادات الحكومية غير النفطية من 163 بليون ريال سعودي (43 بليون دولار أمريكي) إلى تريليون ريال سعودي دولار (267 بليون دولار أمريكي) بحلول نهاية العقد المقبل.
ويسعى التقرير الأخير عن السوق في المملكة العربية السعودية الذي أجرته ميد، الشركة الرائدة في مجال ذكاء الأعمال في الشرق الأوسط، على تحديد الفرص الجديدة والناشئة للمستثمرين والشركات في أكبر سوق في المنطقة. كما يسلط الضوء على التحديات التي على الشركات أن تكون على علم بها فيما تمضي المملكة قدمًا في خطتها للتنمية الاقتصادية على مدى السنوات الأربع عشرة المقبلة. هذا ويشكّل قطاع البناء القطاع الأكبر مع مشاريع مُرتقبة بقيمة 442 بليون دولار أمريكي، ويليه قطاع النقل مع مشاريع بقيمة 228 بليون دولار أمريكي، ومن ثمّ قطاع الطاقة مع مشاريع يُخطط لتنفيذها بقيمة 170 بليون دولار أمريكي.
وفي هذا الإطار، قال مدير التحرير في ميد ريتشارد طومسون: «لطالما شكّل البناء والنقل أكبر قطاعين في المملكة العربية السعودية، حيث منح كلّ قطاع عقودًا كبرى بقيمة 155 بليون دولار أمريكي و98 بليون دولار أمريكي على التوالي بين عامي 2006 و 2015. كما تمّ منح عقود بقيمة 89 بليون دولار أمريكي تقريبًا خلال الفترة نفسها في مجال الطاقة».
سيشكّل إنشاء شراكة ناجحة بين مستثمري القطاع الخاص والحكومة عاملاً حاسمًا في تحديد شكل التنمية في المملكة العربية السعودية على مدى السنوات الخمس المقبلة، وفق تقرير بحثي جديد أجرته ميد. و مع ارتفاع الدين العام بشكل حاد إثر انخفاض أسعار النفط، تقوم الرياض باستكشاف الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتنفيذ أبرز وأهمّ المشاريع الخاصّة ببنيتها الأساسية. ومع مجموعة من المشاريع المخطط لها في مجال الطرق، والسكك الحديدية، والموانئ، والمطارات، يدرس التقرير في كيف سيتم استخدام الشراكات بين القطاعين الخاص والعام ونماذج التمويل الأخرى لتنفيذ مشاريع النقل. وبالإضافة إلى ذلك، يقدم أحدث تقرير لميد عن السوق تقييمًا حديثًا ومتخصصًا لقطاع الطاقة والمياه العملاق في المملكة العربية السعودية، وهو قطاع يتمتع بالأولوية من حيث الاستثمار والإصلاح في الرياض.
ويقول طومسون: «على المملكة العربية السعودية أن تقوم بتوليد طاقة كهربائية إضافية تبلغ تقريبًا 48 جيغاواط بحلول العام 2024 من أجل تلبية الطلب الذي ينمو بنسبة 7 في المئة سنويًا. ولتحقيق ذلك، ستعود الرياض إلى بناء قدرة الطاقة والمياه من خلال الاستعانة بسوق مطوري القطاع الخاص. كما ستتبع النهج نفسه لتنفيذ مشاريع المياه والصرف الصحي المخطط لها على مدى السنوات الخمس المقبلة والتي تبلغ قيمتها 25 بليون دولار أمريكي».»وتقضي الإصلاحات بأن تلعب الدولة دورًا فاعلًا اقتصاديًا في المملكة، مع العلم أنها ستكون هذه الإصلاحات مؤلمة على المدى القصير. غير أن هناك حاجة ماسة إليها وإذا تمّ تنفيذها بشكل صحيح ستوفر الأسس لتحقيق النمو المستدام والتنمية للجيل القادم من السعوديين».
مع تقييم مفصل لخطط الرياض التي تقضي بمنح عقود لمشاريع تبلغ قيمتها تقريبًا 41 بليون دولار أمريكي في العام 2016، والمعلومات المفصّلة عن كيف ومتى سيتم منح هذه المشاريع، ومن سيتولى منحها، ومن هي الجهات التي يتوقّع أن تفوز بالعقود، يوضّح تقرير استراتيجيات المملكة العربية السعودية 2016: التكيف مع واقع اقتصادي جديد كيف أن قيود الإنفاق في الرياض تفتح الأبواب لاعتماد نماذج التمويل البديلة، ولا سيما الشراكات بين القطاعين العام والخاص، والتي ستوفر فرصًا جديدة لكلّ من يأمل في العمل في المملكة العربية السعودية.