قضايا وآراء في الصحافة العالمية

الحدث الثلاثاء ٢١/يونيو/٢٠٢٢ ١١:٤٩ ص
قضايا وآراء في الصحافة العالمية

العمانية - الشبيبة

تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعض المقتطفات من مقالات الرأي في بعض الصحف العالمية حول قضايا مختلفة متعلّقة بتداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية وأهمية توفير التعليم اللائق للأطفال اللاجئين.

فصحيفة "اكسبرس تريبيون" الباكستانية نشرت مقالًا بعنوان: "هل الحرب قادمة؟" بقلم "محمد علي فلق" الذي تساءل من خلاله ما إذا كانت الدول متورطة في الحرب أو أنها تتأثر بشكل غير مباشر بارتفاع تكاليف الوقود والغذاء.

وقال الكاتب وهو خريج جامعة طوكيو ومرشح للحصول على درجة الدكتوراه في برنامج فولبرايت بجامعة تكساس: إن الحرب الروسية الأوكرانية لم تخلق نقطة اشتعال للعالم فحسب، بل مزقت أيضًا قصة أوروبا الموحدة.

فمع استمرار الحرب، تشعر القوى العالمية بالحيرة بشأن المستقبل، بينما يتساءل كثيرون: هل سيكون هناك مستقبل؟

وأوضح الكاتب أن الحرب تعطل سلسلة التوريد وتوازن العرض والطلب لتضرب العالم بأسره. ويرى الكاتب أن الأمور تسير من سيء إلى أسوأ، قائلًا: "في حالة المغامرة المفرطة في روسيا، أو مساعدة الولايات المتحدة لأوكرانيا وحلفائها إلى الحد الذي تعتبره موسكو تهديدًا مباشرًا، يجب أن يكون المرء مستعدًا لدق أجراس الحرب العالمية الثالثة".

وأشار الكاتب إلى أنه مع مرور الوقت، ستضغط العقوبات الاقتصادية على الاقتصاد الروسي وسيبدأ الإجماع الذي تم بناؤه لصالح أوكرانيا بفقد حماسه.

ويعتقد الكاتب أن النصر المحدود لأوكرانيا يجب أن يكون من خلال التركيز السريع على جهود إعادة الإعمار الممولة من الغرب، والاندماج في أوروبا، وتعزيز الأمن مع الانطلاق نحو مستقبل ديمقراطي.

وتتطلب إعادة الإعمار عقودًا ومليارات الدولارات من الأموال، فالحرب تزيد بشكل كبير من الدمار في البلاد كل يوم.

ويجب أن تبذل أوكرانيا جهدًا أكبر لوقف إطلاق النار قبل أن يبدأ العالم في المضي قدمًا. وأوضح الكاتب أن الحرب إذا استمرت، فسوف يشتد الاحتكاك بين الولايات المتحدة والقوى الإقليمية، مثل الصين وروسيا.

إذ تراقب الولايات المتحدة عن كثب دعم الصين لموسكو، الأمر الذي يمكن أن يدعو العالم إلى المزيد من الانقسامات إلى تكتلات اقتصادية وجيوسياسية.

واختتم الكاتب مقاله بالتأكيد على أن "تكلفة الحرب سترتفع وسيكون الدمار هائلًا مع مرور الوقت، وستستغرق إعادة الإعمار وقتًا طويلًا، لقد حان الوقت لقادة العالم أن يتعلموا من الماضي البعيد والقريب ويتمعنوا في الدمار الذي جلبته الحروب لحياة الناس".

وفي سياق متصل، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية مقالًا للكاتب بوني كريستيان بعنوان: "هل نحن متأكدون أن أمريكا ليست في أوكرانيا" تحدث فيه الكاتب عن الوعود الأمريكية في عدم التدخل في الحرب الروسية الأوكرانية.

ويرى الكاتب أن الإدارة الأمريكية لن تقدم بشكل مباشر على خوض حرب ضد روسيا من أجل أوكرانيا إلا أنه يشكك في القدرة على إبقاء أمريكا نفسها خارج سياق الحرب، وقد استعرض في سبيل ذلك التجارب الأمريكية السابقة قبيل الحرب العالمية الأولى والحرب الفيتنامية.

ويعتقد الكاتب أن الحدود الفاصلة بين حالة الحرب والسلم لم تعد واضحة كما في السابق عقب أحداث 11 سبتمبر، إذ أصبحت الولايات المتحدة في حالة حرب مستمرة غير محددة بزمن أو حدود جغرافية معينة.

ويرجع الكاتب أسباب ذلك إلى التقدم التقني الحاصل في استعمالات الطائرات بدون طيار «الدرونز» والهجمات السيبرانية التي ألغت الحاجة إلى مغادرة الجنود حدود أراضيها.

ويرى الكاتب أن هناك تشابهًا فيما تقوم به الولايات حاليًّا في أوكرانيا عما قامت به سلفًا في اليمن، حيث وقّع بايدن على حزمة مساعدات بقيمة 40 مليار دولار أمريكي لأوكرانيا جُلّها مساعدات عسكرية، كما أعلنت الحكومة الأمريكية أنها سترسل منظومة صواريخ إلى أوكرانيا قادرة نظريًّا على ضرب العمق الروسي، وصرّحت أيضًا بأن لديها خططًا لبيع أربع طائرات بدون طيار قادرة على حمل صواريخ هيلفاير إلى الحكومة الأوكرانية.

ويختتم الكاتب مقاله بتجديد السؤال فيما إن كانت أمريكا في حالة حرب في أوكرانيا، مفترضًا أن تهربنا من إطلاقنا هذه العبارة يعني أننا لم نعد متأكدين بعد الآن مما تعنيه هذه العبارة، مؤكدًا أنه لن يكون الأمر كذلك إن أقدمت روسيا بالاعتراف بأنها استهدفت مصالح أمريكية بإغراق سفينة حربية على سبيل المثال.

من جانب آخر، نشرت صحيفة "نيو ستريتز تايمز" الماليزية مقالًا بعنوان: "تزويد الأطفال اللاجئين بإمكانية الحصول على تعليم يغير حياتهم" بقلم "أزريل محمد أمين" الذي أكد من خلاله أنه من المهم أن نتذكر أن اللاجئين ليسوا مغتربين أو مهاجرين أو سائحين.

وأوضح الكاتب - وهو مؤسس ورئيس مركز أبحاث ومناصرة حقوق الإنسان- أن الإرهاب والاضطهاد والقمع العنيف والإبادة الجماعية والتعذيب حطم حياة اللاجئين بشكل مفاجئ والمستقبل الذي أعدوه والآمال والأحلام التي حملوها في أوطانهم.

وقال: "بينما نحتفل بيوم اللاجئ العالمي، يجب أن نتذكر الكوارث المأساوية التي عانى منها اللاجئون في الماضي وليس مجرد وضعهم غير الآمن والمرهق في الوقت الحاضر، ويجب علينا توجيه الجهود نحو استقرار مستقبلهم وأن نحرص على تخفيف آلامهم وتنمية قوتهم لتمكينهم من المضي قدمًا، خاصةً فيما يتعلق بالأطفال اللاجئين".

ويرى الكاتب أنه في حالة تفاقم الأهوال التي عانوا منها بسبب الانقطاع المطول عن تعليمهم، فسوف يتم تدمير إمكاناتهم وسيصبحون عرضة للفقر وعدم التمكين لذلك يجب أن نوفر لهم شاطئًا آمنًا وألا ندعهم يقبعون في النسيان الاجتماعي والاقتصادي.

وأوضح الكاتب أنه لا يمكننا الادعاء أنه لمجرد أن مستقبلهم غامض - لأننا لا نعرف كم من الوقت سيبقون كلاجئين – لا ينبغي أن نقدم لأطفالهم التعليم المناسب.

وأضاف في هذا السياق: "إن مستقبلهم غامض فقط من حيث المكان الذي سيعيشون فيه، ولكنه لا لبس فيه تمامًا من حيث ما ستكون عليه ظروفهم، بغض النظر عن المكان الذي سينتهي بهم فيه الأمر، إن حرمان أطفال اللاجئين من التعليم يفرض عليهم مستقبلًا غير مواتٍ، واستمرار تعرضهم للإيذاء".