قارب الطيران العماني على درب الصعود رغم الظروف المتقلبة في جولة جينجداو بسلسلة الإكستريم الشراعية

الجماهير الأحد ٠١/مايو/٢٠١٦ ٢٣:٤٣ م
قارب الطيران العماني على درب الصعود

رغم الظروف المتقلبة

في جولة جينجداو بسلسلة الإكستريم الشراعية

جينجداو -
بدأ قارب الطيران العماني مسيرة الصعود في اليوم الثاني من جولة الإكستريم الشراعي التي تقام في مدينة جينجداو الصينية لمدة أربعة أيام، حيث عادت الرياح إلى الهبوب بعد انقطاعها في اليوم الأول، واستطاعت القوارب خوض خمس سباقات شراعية، كان الفوز باثنين منها لفريق الطيران العماني الذي يبحر فيه البحّار العماني ناصر المعشري، ويأمل الفريق أن يواصل مسيرة الصعود إلى المركز الأول الذي يطمح إليه لتعزيز فرصهم في الفوز باللقب العام للسلسلة هذا العام.

واجهت الفرق المتنافسة تحديات جمّة تمثلت في صعوبة قراءة التغيرات في قوة الرياح وتحول اتجاهاتها، ولم يتمكن أحد من الفرق المتنافسة الإمساك بزمام الأمور، مع أن فريق الطيران العماني كان الأوفر حظًا من بين الفرق الثمان.

ظفر فريق الطيران العماني بفوزين من بين خمسة سباقات في اليوم الثاني، وصعد بعدها من المركز السابع إلى المركز الثالث في الترتيب العام بفارق ثمان نقاط فقط عن فريقي ألينجي وشراع البرتغال اللذين تعادلا في عدد النقاط بواقع 61 نقطة لكلٍ منهما. ومع اليومين المتبقيين للسباقات، عبّر أعضاء الفريق العماني عن ارتياحهم بالمركز الثالث حسبما قال الربان مورجان لارسون: «لم تكن هذه النتيجة التي نطمح لها في هذا اليوم ولكننا سعداء بها في كل الأحوال. كان الإبحار في هذا المضمار المغلق تحديًا كبيرًا لجميع الفرق، وكنّا نتأرجح في أداءنا ما بين صعود وهبوط، ولم يفصلنا عن الوصول إلى القمة سوى بضع نقاط».

وأضاف لارسون: «أضعنا بعض الفرص ولكن جميع أعضاء الطاقم قدموا أفضل ما لديهم، حيث عملنا بروح جماعية وكانت ثقتنا عالية جدًا، ومع أن فرصنا كانت أفضل من نتائجنا، إلا أننا رأينا حجم التطور الذي أحرزه الفريق، وكل ما علينا الآن هو استثمار ما لدينا من موارد ليوم الغد واليوم الأخير».

انطلق فريق الطيران العماني في بداية الجولة الثانية في الصين كأحد أقوى المرشحين للفوز لا سيما بعد فوزه الساحق في الجولة الافتتاحية التي أقيمت في مسقط في شهر مارس، وقد يُعزى هذا الفوز المبكر كذلك إلى التغيير الذي شهده طاقم الفريق في هذا الموسم، حيث يقف في مقدمته الربان مورجان لارسون حامل لقب السلسلة في العام 2014م، ومعه الثلاثي المكون من العماني ناصر المعشري، والبريطاني بيتر جرينهال، والأسترالي إيد سميث الذين كانوا محرك الفوز لفريق الموج مسقط في الأعوام الماضية، ولإكمال وصفة الفوز أضاف الطاقم معه الأسترالي جيمس ويرزوبسكي الخبير في القوارب الشراعية الحديثة ذات الأجنحة الغاطسة.
كما أن التحول الذي شهدته السلسلة هذا العام من خلال استبدال قوارب الإكستريم 40 بقوارب الجي سي 32 أحدث بعض الاضطراب في موازين القوى وعادات الفوز، والتي كانت معهودة للفرق العمانية، والتي أسهمت سابقاً في حصول الفرق العمانية على اللقب خمس مرات.
ويبدو الفرق العماني في هذه المرحلة على ثقة بقدراته لليومين المقبلين حسبما يقول ربان الفريق مورجان لارسون: «سنواصل غدًا أداءنا بذات العزيمة والقوة، وسنحصل على ما نطمح له دون الحاجة إلى تغيير تكتيكاتنا الحالية».
ويضيف المعشري بأن الرياح في مدينة جينجداو تضعهم أمام تحديات كبيرة ولكنه في الوقت ذاته ليس بالغريب عليها، حيث يقول: «أبحرنا كثيرًا في هذا المضمار سابقًا على قوارب الإكستريم 40، وكنا متأهبين لخوض مثل هذه التحديات في هذا الموسم لأننا نعلم بتقلبات الرياح، وهي ظروف تواجه الجميع. نحن الآن في المركز الثالث بفارق 8 نقاط عن الصدارة، ولا زال أمامنا يومان للمنافسة على المركز الأول، ونأمل أن نرى رياحًا أكثر استقرارًا خلال اليومين الأخيرين».

تجــدر الإشارة إلى أن مشاركة قارب الطيران العماني في هذا الموسم تأتي بإدارة من عُمان للإبحار الذي تربطه علاقة وثيقة بسباقات الإكستريم الشراعي منذ العام 2009م عندما فاز القارب مصيرة في أول مشاركة له، وبعدها جاءت مشاركات فريق الموج مسقط الذي حاز على اللقب أربع مرات، وكذلك فريق الطيران العماني الذي يعتبر أكبر المرشحين للظفر باللقب هذا العام. وبرز في هذه السباقات بحارة عمانيون من أمثال خميس العنبوري، وناصر المعشري وعلي البلوشي الذي يطمحون إلى إنجازات عالمية في هذه الرياضة.

وتعد سلسلة سباقات الإكستريم واحدة من أبرز سلاسل السباقات الشراعية في التاريخ الحديث، وذلك بفضل تبنيها أسلوب الإبحار القريب من الجماهير بحيث تمنحهم فرصة لمشاهدة المنافسات عن كثب. وأصبحت السلسلة كذلك منصة مثالية للترويج للشركاء التجاريين مثل الطيران العماني والشركات العالمية الأخرى، كما تساهم مشاركات عمان للإبحار في هذه السلسلة في الترويج للسلطنة وإبراز تميزها البحري الذي عرفه التاريخ البحري منذ القدم.