وجهها الأسمر.. يتوسد أقدم حضارة

مقالات رأي و تحليلات الخميس ٢١/أبريل/٢٠١٦ ٠٩:٠٥ ص
وجهها الأسمر.. يتوسد أقدم حضارة

محمود بن سعيد العوفي
alaufi-992@hotmail.com

عرفت إثيوبيا في الأدبيات العربية ولعدة قرون باسم "الحبشة"، أقدم دول العالم، بل قرر العلماء أنها أقدم حضارة صنعها الإنسان في التاريخ، ورغم أنها دولة داخلية لا توجد لها منافذ بحرية، إلا إنها تعد واحدة من أجمل دول القارة السمراء، بل إن جمالها يعم كل شيء، ويكفي أن عاصمتها «أديس أبابا» تعني "الوردة الجميلة" أو "الجديدة"، حسب المعاجم، وهو دليل على أن كل شيء فيها جميل وواعد، ترتاح فوق هضابها الأعصاب.
وتعد إثيوبيا ثاني أكثر الدول في القارة السمراء من حيث عدد السكان الذي يبلغون 100 نسمة، وعاشر أكبر دولة فيها من حيث المساحة، وشهدت أرضها أحداثا جساما منذ آلاف السنين وإلى سنين قليلة، لكنها بدأت مؤخرا تستقر وتكشف عن وجهها الجميل وتصبح محطة سياحية ومجالا رحبا لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية في كل المجالات، وما إقامة معرض المنتجات العمانية "أوبكس 2016" في اديس أبابا دليلا واضحا لذلك.
ويعد المعرض "أوبكس 2016" إحدى الخطوات المهمة لترويج المنتج العُماني إلى القارة الأفريقية والعالم، ويسهم في تعزيز القطاعات الصناعية وتوطيد الشراكات مع مختلف المؤسسات الإقليمية والعالمية، حيث فاق عدد زواره 5000 شخصا اكتشفوا خلالها جودة منتجاتنا التي لاقت الاستحسان والقبول، وحظي باقبال كبير من رجال الاعمال والمستثمرين الاثيوبيين ومن الدول المجاورة.
ويكمن نجاح معرض "اوبكس" الذي شارك فيه أكثر من 100 شركة عمانية، توقيع عدد من اتفاقيات العقود والطلبيات لمختلف المنتجات التي كانت حاضرة في التظاهرية التجارية، حيث كان مهم جدا لتسويق المنتجات العمانية لتوسعة انتشارها وتوزيعها ليس في إثيوبيا فقط بل أيضا في الدول المجاورة، حيث أن ثمة 250 مليون نسمة حول إثيوبيا في كينيا وجنوب السودان وغيرها من الدول في القرن الافريقي، وهذه الدول غير متشبعة بالمواد الغذائية والصناعية ومواد البناء، وبالتالي ستكون اثيوبيا محطة عبور للدول المجاورة بإذن الله.
ولا شك أن المنتجات العمانية لها قدرة كبيرة على المنافسة وإثبات نفسها بين المنتجات الأخرى، بسبب جودتها العالية مقارنة بما هو موجود في دولة "الوجه الاسمر".
إن المرحلة المقبلة من العلاقات الاقتصادية فيما بين السلطنة واثيوبيا تتطلب رعاية واهتمام أكبر يتمثل في بحث مجالات التعاون بين البلدين واستثمار الفرص المتاحة خاصة في القطاعات الحيوية للوجستية والصناعية والثروة الحيوانية والزراعية.
ونأمل من لجنة الصداقة العمانية الأثيوبية التي ستبدأ أعمالها قريبا، ان تعمل على زيادة وتعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، وكما علمنا بأن ثمة جهود تبذل لإنشاء سفارة لجمهورية إثيوبيا في السلطنة.
اخيرا تساهم المعارض الترويجية في تحريك عجلة الاقتصاد في البلاد، وفي تشجيع ودعم الاقتصاد الوطني، ورفع معدل التبادل التجاري بين الدول، وجذب الاستثمارات والأموال الاجنبية، من منطلق الذي تسعى السلطنة في تنويع مصادر الدخل، ونأمل من القائمين على معرض "أوبكس" في استمرار الترويج للمنتج العماني في مختلف دول العالم متى ما تيحت الفرصة للنهوض باقتصاد عمان الصناعي.