تساؤلات عن تأخر إنشاء مستشفى صلالة الجديد

بلادنا الثلاثاء ١٩/أبريل/٢٠١٦ ٠٥:١٠ ص
تساؤلات عن تأخر إنشاء مستشفى صلالة الجديد

صلالة - عادل بن سعيد اليافعي

تساءل عدد من أعضاء مجلس الشورى والمجلس البلدي والمواطنين في مدينة صلالة عن سبب تأخر إنشاء مستشفى السلطان قابوس الجديد الذي صدرت الأوامر السامية بإنشائه في العام 2009.

وكان جلالته قد أصدر أوامره السامية ببناء مستشفى جديد في محافظة ظفار ليكون مستشفى مرجعياً يستوعب ولاية صلالة والولايات المحيطة بها وكذلك يتواكب مع النمو السكاني في المحافظة، إلا أن الجهات المختصة لم تبدأ حتى الآن ببناء المستشفى علما أن الخطة الخمسية الفائتة شهدت رصد موازنته المالية.
«الشبيبة» التقت بعدد من أعضاء مجلس الشورى والمجلس البلدي والإعلاميين الذين أكدوا ضرورة إنشاء هذا المستشفى بخاصة أن المستشفى القديم الذي بني في سبعينيات القرن الفائت لم يعد يستطيع استيعاب أعداد المرضى والمراجعين ولا كذلك نوعية الأمراض، الأمر الذي يتطلب سرعة الشروع في بناء المستشفى الجديد.

شراكة بين الحكومة والقطاع الخاص

نائب رئيس مجلس الشورى، ممثل ولاية صلالة سعادة م.محمد بن أبوبكر الغساني قال إن تأخر إنشاء مستشفى السلطان قابوس الجديد يعد أمرا مقلقا للغاية بخاصة في ظل الزيادة الكبيرة التي تشهدها محافظة ظفار في السكان، ما يشكل ضغطا شديدا على الخدمات الصحية.
وأضاف: كما يعلم الجميع فإن إنشاء مستشفى صلالة الذي تفضل حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم بالتوجيه بإنشائه كان مدرجاً في الخطة الخمسية الثامنة ورصد له مبلغ كبير. ودون شك فإن ما يحدث الآن من تأزم في الميزانيات يشكل ضغطا كبيرا على الجميع.
وأشار الغساني إلى أن مجلس الشورى قام بمناقشة الموضوع وعرضه على المسؤولين في وزارة الصحة وأكد ضرورة وجود البدائل والحلول السريعة والكفيلة بإنجاز المشروع والعمل على إيجاد شراكة بين الحكومة والقطاع الخاص في مثل هذه المشاريع الضخمة والمكلفة أسوة بالكثير من دول العالم التي انتهجت هذا النهج للتخفيف على ميزانيات الدول.
وذكر أن السلطنة عملت منذ فجر النهضة على أن يكون للصحة نصيب الأسد، ولكننا نعيش أوضاعا اقتصادية خانقة يجب أن نكون جميعنا شركاء فيها وكذلك يجب على وزارة الصحة - وأنا على دراية أن لديها هذا التوجه - أن تعمل بكل جهد على تحقيق فكرة هذه الشراكة التي ستخدم الجميع.
وأوضح الغساني هذه الشراكة بأن يقوم القطاع الخاص بالبناء وذلك بالتنسيق والإشراف من قبل وزارة الصحة وحين اكتمالــها تقـــوم الحكومة بشــراء هذه الخدمة من القـطاع الخاص، ما يوفر ويعجل في العـــديد من المشاريع دون إرهاق كبير للحكومة، كما أن مثل هــذه المشاريع ســـوف تشــغل قطاعات واسعة من الشركات الصغيرة والمتوســطة وتضمن وجود قطاع خاص قوي ومنتج ومســـاهم في التنمية.

عبء متزايد

أما عضو مجلس الشورى ممثل ولاية صلالة سعادة الشيخ أحمد بن مبارك جحنون الحضري فقال إن مستشفى السلطان قابوس يحمل اسماً يعتز به كل عماني ومما لا شك به أنه منذ قيامه عام 1979 وهو يقدم خدماته الصحية لأبناء الولايات والمقيمين بالمحافظة، ولكن مع تزايد التعداد السكاني بالمحافظة أصبح المستشفى غير قادر على استيعاب هذا المستوى الكمي من المراجعين على الرغم من التوسعات التي طرأت عليه منذ تأسيسه.
وتابع: صدرت الأوامر السامية المعتادة من لدن جلالة السلطان قابوس المعظم - حفظه الله ورعاه - بإيجاد حل شامل وجذري حيث تفضل -رعاه الله- فأمر ببناء مستشفى مرجعي جديد في صلالة ليغطي بخدماته الصحية كل أعداد المراجعين مع التزايد السكاني الطبيعي. وكانت هذه البشارة محل ترحيب وامتنان من كل أهالي محافظة ظفار.
وأكد أن التأخر في بناء المستشفى الجديد يزيد من الضغط على المستشفى القائم حاليا والذي بدوره يخدم عشر ولايات، ناهيك عن المقيمين والزائرين للعلاج، ما يوجب وقفة عاجلة وفورية لوزارة الصحة للإسراع والبدء في المشروع في ظل تزايد أعداد السكان والبعد الجغرافي عن المستشفيات المرجعية بمحافظة مسقط وتزايد أعباء المرضى والمرافقين في تلقي العلاجات خارجها وتزايد أعداد السياح خلال فترة الخريف وبقية المواسم السياحية وفتح باب العلاج لبعض الحالات من الجمهورية اليمنية الشقيقة حيث إن تضافر كل هذه الضغوط على مستشفى السلطان قابوس جعل الوضع ملحاً في سرعة إنهاء كافة الأعمال وتدشين العمل بالمستشفى الجديد.
وأضاف: نحن كأعضاء بمجلس الشورى عن ولايات محافظة ظفار نضع هذا الأمر من أهم أولوياتنا ونؤكد على سعينا المستمر لمتابعة تنفيذ المشروع وسرعة إنجازه.

المحافظة تعاني

وأبدى الكاتب الإعلامي عبد الله بن علي العليان استغرابه من التأخير الكبير في المشروع الذي صدرت الأوامر السامية بإنشائه منذ 2009 حيث قال: لا شك أن محافظة ظفار تعاني فعلا من عدم بناء المستشفى المرجعي الجديد، الذي أعلن عنه منذ ما يقرب من ستة أعوام، ونشرت له صورة نموذجية في الصحف، ويفترض أن بناء هذا المستشفى الجديد ضمن الخطة الخمسية الثامنة، التي انتهت العام الفائت، لكن هذا المستشفى، لم يعد يذكر عنه شيء، ولا ندري ما سبب التوقف عن بناء هذا المستشفى، على الرغم من أن المحافظة تعاني من عدم استيعاب المرضى من المحافظة وكل العمانيين الذين يعملون بها ويقدرون بعشرات الألوف، إضافة إلى المرضى من الوافدين.
وأضاف العليان: الجميع يعلم أن مستشفى السلطان قابوس القديم بصلالة، تم افتتاحه في العام 1975، والآن الجميع يعاني من عدم قدرة هذا المستشفى على تأدية خدماته للمرضى من ناحية السعة الاستيعابية، وقدرة الأطباء والممرضين، لأن المرضى كثيرون، والأطباء يقدمون ما يستطيعون من جهود لمعالجتهم. وأحياناً أرى بعيني في قسم الطوارئ متاعب الطبيب والممرضين، هل يعالج المريض الذي يجلس أمامه؟ أم يذهب إلى غرفة الحالات المرضية العاجلة؟ لذلك فهذا المستشفى الذي له أكثر من 40 عاما، أصبح غير قادر على تقديم الخدمات الصحية اللازمة، بما يتناسب وعدد المرضى والغرف والحالات من كل المناطق.

متابعة حثيثة

عضو المجلس البلدي بولاية صلالة م.علي بن مسعود الكثيري قال إن المستشفى المرجعي في محافظة ظفار والذي جاء بناء على التوجيهات السامية لمولانا السلطان قابوس - حفظه الله - هو حلم كل مواطن ومقيم في محافظة ظفار بجميع ولاياتها.
وأكد أن بناءه أصبح ضرورة ملحة جداً وذلك لقدم المستشفى الحالي وعدم مواكبته وقدرته على استيعاب المرضى، وعدم وجود الكثير من الاختصاصات الطبية فيه، ما يستدعي تحويل المرضى إلى مسقط، وذلك يرهق المواطن والحكومة ويشكل عبئاً وازدحاماً أيضا على مستشفيات العاصمة التي تستقبل هؤلاء المرضى من شتى المحافظات.
وأضاف عضو مجلس الشورى قائلا: آمال المواطنين هنا أن يكون المستشفى الجديد نموذجاً متكاملاً لكل الاحتياجات الصحية وأن يكون هناك توسع في التخصصات الطبية وأن يشمل جناحاً خاصاً للأمراض النفسية وقسماً كبيراً لطب الأطفال والنساء مزوداً بأحدث الأجهزة والكوادر المختصة في هذا المجال وكذلك بقية الاختصاصات كأمراض الكلى والكبد والعظام إضافة إلى وحدة الحوادث والطوارئ.
وأشار إلى متابعة المجلس البلدي لمشروع المستشفى الجديد بالقول: كانت هناك متابعات حثيثة حول المستشفى الجديد وطالبنا بعرض مرئي حول مكوناته، وقد تم ذلك من قبل مدير المشروع وأبدينا بعض الملاحظات على السعة وبعض الخدمات التي وعدنا بأن تؤخذ بعين الاعتبار عند التصميم النهائي. كما عقد لقاء آخر تأكد لنا فيه أن المشروع في مرحلة التصاميم الاخيرة وأنه سيتم طرح المناقصة في 2014 وتم التأكيد على اكتمال كل شيء وأن العمل الفعلي سيبدأ في بداية العام 2015 بحد أقصى، وأن الموارنة مرصودة لهذا الغرض.
وأضاف: تم إعلان المناقصة واستبشرنا خيراً بعد تأهيل الشركات وأن فترة التحليل والإرساء لن تتجاوز شهراً واحداً على الأكثر، ولكن للأسف، إلى هذا اليوم لم يتم إسناد العمل بالمشروع.