المبايعة..دانت له الكويت

الحدث الأربعاء ٣٠/سبتمبر/٢٠٢٠ ٠٩:٤٧ ص
المبايعة..دانت له الكويت

مسقط- الشبيبة 

تمت مبايعة الشيخ صباح بالإجماع أميراً لدولة الكويت بتاريخ 29 يناير 2006 . يعتبر أول أمير في دولة الكويت يؤدي اليمين الدستورية أمام مجلس الأمة ، و عرفت الكويت في عهده تجاذباً بين الحكومة و المجلس ، كما مُنحت المرأة في عهده حقوقها السياسية و صدر قانون الصوت الواحد

بسم الله الرحمن الرحيم

( رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري )

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

الحمد لله الذي تفضل على هذا البلد الطيب فوفق أهله أن يكونوا صفا كأنهم بنيان مرصوص وأصلي وأسلم على نبي الهدي الذي علمنا أن سلامة الجماعة إنما تكمن في وحدتها ، وإن قوتها إنما تكمن في تماسكها .

إخواني وأخواتي :

أحييكم تحية الإخاء وأتحدث غليكم حديث القلب للقلب .. لقد جمعتنا القلوب قبل أن تجمعنا الدروب ، فأصبحنا كتلة واحدة متراصة متماسكة ، وليس هناك دليل على ذلك أقوى من تلك المشاعر الفياضة التي عبرنا عنها جميعاً يود ودعنا أميرنا الراحل المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه وأسكنه جنات النعيم .. لقد عرفه كل كويتي على هذه الأرض قلباً كبيراً وبصيرة نافذة ويداً خيرة وفقده بالنسبة لكل فرد منا خسارة فادحة جعلتنا كتلة من الحزن والأسى ، فقد كان القائد الحكيم والأب الرحيم ، حمل الأمانة وقام بأعبائها خير قيام جعل عمره كله فترة عمل متواصلة ، وكرس فكرة كله من أجل الكويت . ولقد سن لنا السنة الحميدة ورسم لنا الطريق الصحيح وضرب لنا المثل الأعلى في الإخلاص في العمل والوفاء للوطن والحكمة في معالجة الأمور والصبر على الشدائد والمحن ، والإصرار على تحقيق الطموحات والأهداف رحمه الله رحمة واسعة .

أخواني وأخواتي :

وإذا كانت مشيئة الله سبحانه وتعالى قد قضت للكويت بأن تفقد قائدها في مرحلة حافلة بالتطورات ، فإن الشعب الكويتي الوفي لا ينسى رجلاً عظيما وقف إلى جوار أخيه جابر الأحمد ، وكان ساعده الأيمن في صناعة نهضة الكويت ، هو صاحب السمو الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح ، فقد رأيناه في الخطب الجليل قائداً حكيماً وعقلاً كبيراً وإرادة صلبة كل ذلك في حكمة وحلم لا تستفزه الأحداث وإذا كانت الظروف الصحية قد حالت بينه وبين مواقع العمل الوطني الذي أحبه ، فقد كفلت له أعماله المضيئة موقع الشرف والتكريم في سجل هذا الوطن الغالي وفي كل قلب عرفه وأحبه رجلاً من أعز الرجال وأكرمهم وواحداً من صناع تاريخ الكويت الحديث .

أخواني وأخواتي :

أنني اليوم لأعدكم على حمل الأمانة وتولي المسئولية والسير بها قدماً على طريق أسلافنا العظام مستنيراً بحكمتهم ورؤاهم ، إن الثقة التي عبرتم عتها بشخصي ( وأنا واحد منكم ) لا يمكن أن أبادلكم عنها بالشكر فقط ، وإنما بالعمل من أجل الكويت ومن أجلكم فأنتم شيبا وشباباً رجالاً ونساء أنتم لبنات هذا الوطن التي يتكون منها البناء الشامخ الرصين الذي يواجه الأحداث بكل متغيراتها .

إن البلدان والدول بشعوبها وأبنائها فإن كانوا أقوياء كانت الدولة والبلدان قوية مكينة صامدة ، وشعب الكويت الذي ضرب مثلاً مشرفاً للوعي المستنير . كان شعباً قوياً طوال تاريخه ، فقد صمد للتحديات والمتغيرات وعمل على أن تكون للكويت على صغرها مكانة بارزة ووجود حيوي ثابت فقد تعلق بأرضه وأحب وطنه . فالكويت هي التاج الذي على رؤوسنا وهي الهوى المتغلغل في أعماق أفئدتنا ، فليس في القلب والفؤاد شي غير الكويت وليس هناك حب أعظم من حب الكويت ، الأرض العزيزة التي عشنا على ثراها وسطرنا عليها تاريخنا وأمجادنا ومنجزاتنا .

هذه هي الكويت التي أطلب منكم اليوم أن نكون جميعاً لها جنوداً ودرعاً حصيناً نحميها ونصونها كما حماها وصانها آباؤنا وأجدادنا . فنحن نبدأ عصراً جديداً نتطلع فيه بلهفة وشوق إلى تحقيق كل طموحاتنا وآمالنا في خلق دولة عصرية حديثة مزودة بالعلم والمعرفة يسودها التعاون والإخاء والمحبة بين سكانها ، ويتمتعون جميعهم بالمساواة في الحقوق والواجبات والمحافظة على الديموقراطية وحرية الرأي والتعبير ولا فرق بين رجال ونساء فهم جميعاً سواسية أمام القانون وعلى كاهلهم تقع مسئولية خدمة الوطن والنهوض به .

إخواني وأخواتي :

لا يمكن أن ينجح القائد في مهمته إلا بتعاون شعبه تعاوناً حقيقياً وإنني لأتطلع إليكم مليء الثقة أن نضع أيدينا مجتمعة لبدأ عصر جديد من العمل الجاد . لقد كنا طوال السنين نصبو بتلهف وشوق إلى وطن مثالي يسوده النظام ويعمل أهله بإخلاص للنهوض به – كما نشاهد ونرى في البلدان المتقدمة الأخرى .

وها أنا اليوم أقول لكم إن هذه مشاعري ، وهذا هو رجائي وأملي فلنعمل جميعاً على تحقيق هذا الحلم الذي نهفو إليه .

نحن نتطلع إلى وطن متقدم في شتى المجالات ، يعمل أهله بإخلاص ووفاء ، يجعلون مصلحة الوطن قبل مصلحتهم ويتجاهلون منافعهم الذاتية في سبيل منفعة الجميع ، يحرصون على مصلحة الوطن وممتلكاته ومنجزاته ويثرونه بالعمل والإنتاج والحفاظ على الوقت والثروة ويحترمون القانون والنظام .

وإنني لواثق تماماً بأننا جميعاً – مسئولين وغير مسئولين – إن وطدنا العزم على تحقيق ذلك ، فسيكون وطننا مزدهراً وحياتنا سعيدة وسنضرب مثلاً للآخرين بأننا شعب يحب العمل والإنتاج وإثراء الحياة .

ولعلي هنا أجدها مناسبة سانحة للإشادة بدور صحافتنا المحلية البناء والمتميز في تناولها وتغطيتها للتجربة الدقيقة التي مرت بها البلاد وما اتسمت به من حكمة واتزان وروح المسئولية انطلاقاً من حرصها على المصلحة العليا للوطن ، فكانت كما عهدناها عند حسن الظن ومحل التقدير .

إن الكويت أيها الأخوة تنتظر منا الكثير ، فلقد سبقتنا شعوب وبلدان ليس لها من الإمكانات ما لدينا ، وعلينا ألا نظل كما نحن ، واجبنا أن نحول الكويت إلى بؤرة من العمل الجاد ، والأهم أن نثمن الوقت ، وأن ندرك أن الوقت ثروة كبيرة يجب ألا تضيع سدى .

فلننطلق أيها الأخوة إلى العمل ، إلى كويت جديدة تخطو بثقة وعزم واقتدار إلى الأمام في ومن لا يعرف التوقف أو الانتظار .

لنسر على بركة الله بهدي من كتابه العزيز وسنة نبيه الكريم (( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون )) صدق الله العظيم .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .