نيقوسيا : أ ف ب
يواجه ريال مدريد الإسباني حامل الرقم القياسي في عدد الألقاب في مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم (10 مرات) خطر الخروج من الدور ربع النهائي عندما يستضيف فولفسبورج الألماني اليوم الثلاثاء إيابا. ويسعى باريس سان جيرمان الفرنسي إلى فك العقدة التي لازمته في الأعوام الثلاثة الأخيرة في الدور ربع النهائي عندما يحل ضيفا على مانشستر سيتي الطامح إلى إنجاز تاريخي وبلوغ دور الأربعة للمرة الأولى في تاريخه.
الريال لإنقاذ موسمه
سيكون ريال مدريد مطالبا بتقديم مباراة خارقة اليوم على ملعب سانتياجو برنابيو لتعويض خسارته المفاجئة صفر-2 ذهابا وتجنب الغياب عن الدور نصف النهائي للمسابقة القارية العريقة للمرة الأولى منذ 2010.
وبات فولفسبورج الذي يخوض أصلا الدور ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخه على أعتاب إنجاز تاريخي آخر يتمثل في بلوغ دور الأربعة والقضاء نهائيا على موسم النادي الملكي الذي تعد المسابقة القارية الأمل الوحيد للتتويج بلقب هذا العام أو على الأقل بلوغ دور الأربعة للمرة السادسة على التوالي والـ27 في تاريخه المرصع بـ10 ألقاب في المسابقة القارية العريقة (رقم قياسي).
يذكر أن المرة الأخيرة التي فشل فيها ريال بالحضور في دور الأربعة كانت العام 2010 حين خرج من الدور الثاني على يد ليون الفرنسي، ثم بلغ بعدها نصف النهائي خمس مرات متتالية لكنه لم يصل إلى النهائي سوى مرة واحدة العام 2014 حين توج باللقب على حساب جاره اللدود أتلتيكو مدريد.
وخرج ريال مدريد مبكرا من مسابقة كأس إسبانيا نتيجة خطأ إدراي بإشراك لاعب غير مؤهل، ويقبع في المركز الثالث بفارق 4 نقاط عن غريمه برشلونة المتصدر وحامل اللقب قبل 6 مراحل من نهاية الدوري، ولم يبق أمامه إلا دوري أبطال أوروبا لتجنب موسمين متتاليين دون أي لقب كبير. ويملك العملاق الإسباني تاريخا عريقا في قلب تخلفه ذهابا إلى تأهل إيابا في المسابقة القارية أبرزها في الدور الثاني لموسم 1975-1976 عندما خسر 1-4 أمام دربي كاونتي الإنجليزي وحسم مباراة الإياب 5-1 بعد التمديد.
كما حول ريال مدريد تخلفه صفر- 2 أمام مضيفه إنتر ميلان الإيطالي إلى فوز 3-صفر إيابا في برنابيو في نصف نهائي مسابقة كأس الاتحاد الأوروبي موسم 1984-1985 في طريقه إلى اللقب، ثم تغلب على بوروسيا مونشنجلادباخ الألماني برباعية نظيفة إيابا في مدريد بعدما خسر أمامه 1-5 ذهابا في ثمن نهائي المسابقة ذاتها موسم 1985-1986 في طريقه إلى اللقب أيضا، ثم عوض خسارته أمام بايرن ميونيخ الألماني 1-2 في ذهاب ربع نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا لموسم 2001-2002، إلى فوز بثنائية نظيفة إيابا في طريقه إلى اللقب بقيادة مدربه الحالي الفرنسي زين الدين زيدان على حساب باير ليفركوزن الألماني.
لكن النادي الملكي فشل منذ ذلك الحين في قلب تخلفه إلى تأهل في المباريات الثماني الأخيرة في الأدوار الإقصائية وهو ما يزيد صعوبة مهمته، وهو ما أكده زيدان الذي قال «الثلاثاء، نلعب موسمنا»، مشيرا إلى أنه واثق من دعم الجمهور في ملعب سانتياجو برنابيو.
وأضاف «أعتقد بأن الجمهور سيكون معنا. الثلاثاء سنلعب موسمنا، إننا نعرف ذلك جيدا. إنها مباراة مهمة والجمهور يحب ذلك. أحب عندما تصبح الأمور صعبة وكذلك الجمهور كما أعتقد».
ولم يظهر زيدان قلقا على مصيره في حال خروج ريال مدريد من السباق الأوروبي، وقال «منصبي، إني ألعبه كل يوم. عندما وضعت نفسي في هذا الموقف، كنت أعرف القواعد. لو كانت لدي مشكلة مع هذا الأمر لما وضعت نفسي فيه». وتابع «أنا هادئ من هذه الناحية. ما يشغلني هو ما أقوم به يوميا. كيف أطور نفسي وأطور الفريق، بالنسبة إلى الباقي، أعرف أني قد أرحل إذا خسرت مباراتين أو بطولة، قد يستبدلوني وهذا جزء من اللعبة». ويدخل ريال مدريد المباراة بمعنويات عالية عقب فوزه الكبير على ضيفه ايبار برباعية نظيفة السبت الفائت وتقليصه الفارق إلى 4 نقاط مه برشلونة بعدما كان 12 نقطة قبل 3 مراحل.
وحقق النادي الملكي فوزه في غياب 7 لاعبين أساسيين فضّل زيدان إراحتهم ترقبا للمواجهة الحاسمة أمام فولفسبورج، وهم حارس المرمى الكوستاريكي كيلور نافاس والألماني توني كروس والكرواتي لوكا مودريتش والفرنسي كريم بنزيمة والبرازيلي مارسيلو والويلزي جاريث بايل، فيما غاب القائد سيرجيو راموس بسبب الإيقاف.
ويدرك فولفسبورج جيدا صعوبة المهمة التي تنتظره والتي يدخلها عقب تعادله المخيب أمام ضيفه ماينتس 1-1.
لكن المهاجم الدولي اندريه شورله قال إن فريقه سيخوض مباراة «العمر» أمام ريال مدريد، مضيفا «ليس لدينا شيء نخسره، نأمل في مواصلة الحلم والمغامرة».
وتابع «يوم الثلاثاء سنلعب بنسبة 100 مليون في المئة، التأهل يساوي حياتنا»، مضيفا «النيران تشتعل في غرف الملابس، جميعنا متحمسون لهذه المباراة، على الرغم من التعادل الأخير أمام ماينتس، مواجهة ريال مدريد ستكون مختلفة». وأردف قائلا: «منذ أن فزنا على ريال مدريد والمدينة كلها تتحدث عن هذا الفوز وما فعلناه، هم سيسعون للانتقام، المباراة لن تكون سهلة على أي طرف. ما فعلناه أمام ماينتس كان سيئا للغاية نحن نعلم ذلك، وسيكون مفرحا أن نتغلب على ريال مدريد ونصل إلى الدور المقبل».
سيتي للتاريخ وسان
جيرمان لفك العقدة
سيكون ملعب الاتحاد في مانشستر مسرحا للفصل الثاني من القمة النارية بين مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان عقب تعادلهما 2-2 ذهابا في باريس.
ويمني مانشستر سيتي النفس باستغلال عاملي الأرض والجمهور لمواصلة كتابة تاريخه في المسابقة وبلوغ نصف النهائي للمرة الأولى وتأكيد أن حضوره في ربع النهائي للمرة الأولى أيضا لم يكن وليد صدفة.
ويحتاج مانشستر سيتي إلى التعادل بأقل من نتيجة مباراة الذهاب أو الفوز لضمان وجوده في دور الأربعة والاستمرار في مغامرته القارية بقيادة مدربه التشيلي مانويل بيليجريني الذي سيترك منصبه نهاية الموسم للإسباني بيب جوارديولا.
ويدخل مانشستر سيتي المباراة بمعنويات عالية عقب فوزه الثمين على مضيفه وست بروميتش البيون 2-1 يوم السبت الفائت وتعزيز موقعه في المركز الرابع محليا.
ويعول مانشستر سيتي كثيرا على هدافه الأرجنتيني سيرخيو أجويرو وصانع ألعابه الإسباني دافيد سيلفا بالإضافة إلى عودة نجم وسطه الدولي العاجي يحيى توريه عقب تعافيه من الإصابة.
في المقابل، وللمرة الثانية على التوالي سيتعين على باريس سان جيرمان تخطي عقبة ناد إنجليزي بعد أن أطاح بتشيلسي في الدور السابق بفوزه عليه ذهابا وإيابا بنتيجة واحدة 2-1، علما بأن تشيلسي حرم الفريق الباريسي من بلوغ دور الأربعة الموسم قبل الفائت (3-1 ذهابا في باريس وصفر-2 إيابا في لندن).
ويطمح باريس سان جيرمان إلى فك عقدة ربع النهائي في العام الرابع على التوالي بعدما خرج مرتين على يد برشلونة الإسباني 2-2 ذهابا و1-1 إيابا موسم 2012-2013، و1-3 ذهابا وصفر- 2 إيابا الموسم الفائت.
ويقدم سان جيرمان الذي حسم لقب الدوري المحلي قبل 4 أسابيع وبلغ نهائي كأس رابطة الأندية الفرنسية ونصف نهائي كأس فرنسا، أفضل عروضه هذا الموسم بفضل الترسانة المهمة التي تضمها صفوفه من اللاعبين المتميزين في مقدمتهم عملاقه وهدافه الدولي السويدي زلاتان إبراهيموفيتش صاحب ثلاثية في مرمى نيس (5-1) السبت قبل الفائت في الدوري المحلي رافعا رصيده إلى 30 هدفا في صدارة لائحة هدافي دوري الدرجة الأولى.
وأراح مدرب باريس سان جيرمان جميع لاعبيه الأساسيين في مباراته أمام مضيفه جانجان (2 -صفر) السبت الفائت باستثناء ماتويدي الذي سيغيب عن مباراة اليوم بسبب الإيقاف إلى جانب المدافع البرازيلي دافيد لويز، والمهاجم الدولي البرازيلي الآخر لوكاس مورا صاحب ثنائية الفوز.
لكن بلان تلقى نبأ سارا بتعافي لاعبي وسطه الإيطالي ماركو فيراتي والأرجنتيني خافيير باستوري وسيشكلان قوة إضافية إلى جانب نجم مانشستر يونايتد سابقا الأرجنتيني انخل دي ماريا.
وقال دي ماريا «كانت مباراة الذهاب صعبة حقا. المواجهة الأولى تكون معقدة دائما لأن الفريقين لا يعرفان بعضهما، ويكتشفان قيمة بعضهما البعض»، مضيفا «مباراة الإياب ستكون مختلفة. يتعين علينا أن نحاول القيام بعمل أفضل. من المؤسف أن تستقبل شباكنا هدفين في بارك دي برانس، لأن ذلك يجعل الأمور أكثر صعوبة من أجل التأهل. لن يكون من السهل أن نذهب للفوز هناك في مانشستر ولكن لدينا لاعبين لقلب الطاولة والذهاب من أجل البحث عن تحقيق نتيجة إيجابية».
والتقى الفريقان مرة واحدة سابقا قبل هذا العام وكانت في دور المجموعات لمسابقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليج» وانتهت بالتعادل السلبي في مانشستر.
وتابع دي ماريا: «نحن نعلم أنه يجب أن نفوز في مانشستر لتحقيق أهدافنا. لدينا ثقة في أنفسنا، في أسلوب لعبنا وفي قدرتنا وإمكانياتنا على التأهل إلى الدور نصف النهائي. هذا بالطبع لن يكون سهلا لأن مانشستر سيتي منافس كبير، ولكن علينا أن نقدم أفضل أداء ممكن والذهاب من أجل الفوز في هذه المباراة».