خلال حفل تدشينها.. مثقفون يؤكدون على أهمية القناة الثقافية في حفظ الهوية العمانية

مزاج الأحد ٠٣/يناير/٢٠١٦ ٢٣:٤٠ م
خلال حفل تدشينها..
مثقفون يؤكدون على أهمية القناة الثقافية في حفظ الهوية العمانية

متابعة : سعيد الهنداسي - تصوير : إسماعيل الفارسي
بتكليف من حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه- افتتح صاحب السمو السيد تيمور بن أسعد بن طارق آل سعيد الأمين العام المساعد للتعاون الدولي بمجلس البحث العلمي، مجمع الاستوديوهات الرقمية الجديد في مقر الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، ودشن الهوية الجديدة لإذاعة وتلفزيون سلطنة عمان، لتبدأ مرحلة جديدة في تاريخ الإعلام المرئي والمسموع في السلطنة.

تقنيات عالية :
كما أكد رئيس الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون د.عبدالله بن ناصر الحراصي أن مجمع الاستوديوهات الرقمية يعد من أهم مجمعات الاستوديوهات الرقمية على مستوى المنطقة ففيه الكثير من التقنيات العالية التي ستعكس حالة التقدم الكبرى في التقدم السمعي والبصري في الإعلام العماني وأضاف معاليه في تصريح له لوسائل الإعلام المختلفة، بأن إطلاق الشعارات الخاصة بالقنوات الإذاعية والتلفازية يرتبط به المزيد من التطور في الإعلام السمعي والبصري العماني.

حفظ الهوية العمانية
وحول سؤال "الشبيبة" عن مدى أهمية إطلاق قناة عمان الثقافية الجديدة، أجاب معاليه بأن أهمية القناة يكمن في حفظ الهوية الثقافية العمانية حيث أن السلطنة تتميز بثقافتها وتاريخها وبعدها المعرفي وسوف تبرز القناة التطورات والمنجزات الثقافية في السلطنة والعالم العربي وكذلك على مستوى العالم من خلال برامجها المختلفة ونشراتها الإخبارية المتخصصة في الجوانب الثقافية إضافة إلى تقديم برنامج خاص باسم برنامج الثقافة في أسبوع في نهاية كل أسبوع.

قصص من التاريخ
أولى هذه اللقاءات كانت مع احمد الحضري المشرف على مشروع إطلاق القناة الثقافية الذي تحدث في البداية عن انطلاق القناة الثقافية وما تتضمنه من أهداف قائلا: سنسلط الضوء على ثقافتنا وهويتنا العربية العمانية الأصيلة وستكون هناك نافذة من مجموعة من البرامج المحلي والجديدة في قالبها الثقافي وفي الدورة الأولى سيكون هناك شعر وفن وأدب وتاريخ وثقافة وباقة مختلفة من البرامج من خلال البث التجريبي لقناة عمان الثقافية وستحكي القناة الثقافية قصص من التاريخ العماني وتفتح للمشاهد نوافذ لا مدى لها للمعرفة والفرجة وهي ستكون شغف لا ينتهي لان عمان بلد ضارب بجذوره في المكون الإنساني القديم تفاعلت وما زالت تتفاعل مع الآخرين.

ارث ثقافي عظيم
بدوره قال مدير عام التربية والتعليم بمحافظة شمال الباطنة د.علي الحراصي : نشكر الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون على ما قامت به من تحديث وتطوير شامل للمنظومة الإعلامية تقانة وبرامج وتوجت جهودها بانطلاق البث للقناة الثقافية التي ينتظرها الكثيرون منذ فترة من الزمن ونأمل أن تحقق القناة أهدافها المنشودة وأن تساهم في إبراز كنوز عمان الثقافية للعالم فعمان تزخر بإرث ثقافي عظيم يجهله كثير منا في داخل عمان فضلا عن العالم الخارجي فحضارة عمان من أقدم الحضارات بدايتها في الألف الرابع قبل الميلاد وارتبطت بعلاقات تجارية وثقافية مع حضارات العالم القديم كحضارة بلادا لرافدين وحضارة وادي النيل وبلاد السند والحضارة الصينية القديمة.
ونتمنى للقناة الثقافية أن تسلط الضوء على هذا الإرث الحضاري المتنوع في مجالاته الفنية والأدبية كما نأمل أن تساهم القناة في إبراز النهضة الثقافية الحديثة وتسهم في تقدم الحركة الأدبية والفنية من خلال اكتشاف المواهب وتنمية إبداعاتها ويجد المثقف العماني ضالته المنشودة في هذه القناة من خلال استقدمه من برامج ثقافية متنوعة أدبية وعلمية وفنية.
كما نأمل من الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بعد انتهائها من القنوات الأساسية أن تبدأ في القنوات التخصصية وأن تكون القناة التربوية والتعليمية من ضمن أولوياتها.

صورة مشرقة
الإعلامية والمذيعة التلفزيونية والإذاعية منى بنت محفوظ المنذريه تطرقت الى أهمية الانطلاقة باعتبارها نقلة نوعية في سماء الإعلام المرئي وأضافت ان وجود قناة متخصصة في الثقافة على اعتبار عمان وأهلها معروفين في الثقافة والأدب والعلم وهذا سيعطي مجال للمثقفين لتقديم كل ما من شانه إعطاء صورة مشرفة التي عرف بها الشعب العماني وحول ما يتأمله المهتم بالشأن الثقافي بعد انطلاق القناة الثقافية تواصل الإعلامية القديرة منى المنذريه حديثها فتقول: في اعتقادي الشخصي ان هذه القناة بهذا التوجه الثقافي ستعطي مجال للمثقفين وهم كثر في السلطنة ليتعاونوا مع القناة حتى يظهروا أشياء مخفية على شبابنا وبناتنا الجيل الجديد وستبرز القناة الثقافة بصورتها المشرقة لعمان والعمانيين.

خطوة رائعة:
من جانبها أشارت الكاتبة والناقدة د.بدرية بنت محمد الندابيه الخبيرة التربوية بوزارة التربية والتعليم الى أهمية ان يكون هناك قناة متخصصة في الشأن الثقافي في هذا الوقت تحديدا مؤكدة: اعتبر ان تدشين قناة تخصصية ثقافية تسلط الضوء على المشهد الثقافي والحراك الأدبي والفني في السلطنة خطوة جيدة وبادرة تحسب للسلطنة بإذن الله، ونأمل من القناة تقديم مفهوم جديد للثقافة بكل مجالاتها بشكل جاذب ومبدع موجه لمختلف فئات المجتمع العمرية منها والاجتماعية والفكرية.
كما نتأمل ان تقدم القناة الكتاب والمثقفين والفنانين العمانيين وغيرهم ممن يكونون المجتمع الثقافي في البلد وعرض الإرث الثقافي والتاريخي لعمان الحضارة للعالم بالشكل اللائق والمناسب.
وقالت: أود التأكيد على أهمية تسليط الضوء على القضايا الفكرية والثقافية المعاصرة وفتح الحوار فيها بشكل أوسع والخروج برؤى واحدة وواضحة للجميع مع كل التمنيات أن تحقق القناة الثقافية كل الطموح وترضي التوقعات وبالتوفيق للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون على جهودها الطيبة.

بلد التاريخ والثقافة
وقال المخرج الشاب بدر المعشري: سلطنة عمان بلد التاريخ والثقافة وحين تم الإعلان عن إنشاء قناة ثقافية لم تكن مفاجئه لنا بل كنا على يقين تام بهذا الفكر النير الذي يسعى بشتى الطرق للمحافظة ولتوثيق التاريخ الثقافي المختلف في عماننا الحبيبة.
وعن ما تشتهر به السلطنة من ارث حضاري وتاريخي وتراث عريق قال المعشري: بلدنا ولله الحمد تزخر بالعديد من الموروثات المختلفة ففي كل شبر من تراب وطني عمان هناك حكاية تاريخ من الشمال إلى الجنوب ومن الغرب إلى الشرق قصص لاتنتهي في الثقافة العمانية.

شمولية الثقافة
ويضيف المعشري: الاسم شمل الثقافة بشتى أنواعها لذلك فإن المسرح والسينما والشعر والفنون الشعبية لهم نصيب الأسد وكذلك وقفات تسلط الضوء على حياة علمائنا وأدبائنا على مر العصور، ولسنا بحاجة إلى برامج خارجة عن نطاق عمان، ففي بعض القنوات الثقافية التي انتشرت في الفترة الأخيرة تجد بأنها تبث مواد بعيدة كل البعد عن المادة الثقافية الوطنية فتجد بنسبة 80 بالمائة برامجها تتحدث عن الحياة البرية وغيرها من البرامج التي لاتبعني تاريخ تلك البلدان.

كلنا أمل
وعن ما يتمناه كمتابع ومهتم بالشأن الثقافي لما سيقدمه القائمين على هذه القناة يضيف المخرج بدر المعشري: كلنا أمل كبير في الزملاء في هذه القناة المطلوبة والمرغوبة من كل فئات المجتمع، أن يقدموا لنا قناة تلفزيونية فضائية تحمل في مضمونها العديد من المواد المرئية التي توثق تاريخ أجيال كان ولابد من هذا التوثيق.

نافذة جديدة
الشاعر والإعلامي سالم البدوي والذي انتهى قبل أيام من برنامجه "فالك الناموس" والتي كانت الشبيبة الراعي الإعلامي له قال عن القناة الثقافية: هي نافذة أخرى جديدة تفتحها الهيئة ألعامه للإذاعة والتلفزيون للمزيد من الإبداع والتوسع الفكري لدى الشباب وتنمية عقل المشاهد بما يتم طرحه من مواضيع، وبما تضمه من تنوع ثري من البرامج المختلفة ذات الشأن الثقافي والتراثي العريق والذي لا تكاد بقعة من بقاع هذه الأرض الطيبة الا وبها كنز كبير من التراث والعراقة فكانت هذه القناة بحق قناة التنوع الثقافي الذي يبرز مدى التطور الثقافي لإنسان هذا البلد الغالي تحت القيادة الحكيمة لقائد هذه المسيرة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- الذي أولى الإنسان العماني وتراثه العريق أهمية كبيرة

بادرة رائعة
الكاتبة والناقدة الأدبية زينب الغريبية تحدثت عن أهمية مثل هذا الوجه القافي باعتبارها بادرة جيدة وتضيف: وجود قناة ثقافية بادرة رائعة من حيث الفكرة والهدف، ونحن متشوقون جدا لمعرفة ما ستعرضه لنا، ولكن تبقى آمالنا بأن تعرض ما يرقى بمستوى ما توصل إليه العالم من فكر وثقافة، أتمنى أن أرى فيها صورة المثقف العماني الصحيحة، وأطروحات فكرية راقية، أتوق لأرى برامج على شاشتها تحمل نقاشات ثقافية على مستوى عال، تتناسب مع حجم الإمكانات والأجهزة التي أعلن عنها لتشغيل هذه القناة، أتنمى أن تضم عناصر إعلامية تتناسب مع المستوى الحالي للقنوات الثقافية، تحمل من الثقافة والفكر والكارزما ما يؤهلها لأن تكون في قناة كهذه، أتنمى أن تكون نقلة في الإعلام العماني لطرح قضايا مهمة تتناسب مع معنى ثقافة وما توصل إليه هذا أدوات هذا المصطلح من تطور، وأن تسهم في الحفاظ على التراث الثقافي والحضاري للوطن، وإبراز سير العلماء العمانيين في الماضي وما توصلوا إليه من إنجاز فكري، وما استمر عليه جيل المثقفين الحاليين والباحثين من جهد في الجانب الثقافي، وأن لا يتم التركيز على نمط ثقافي معين أو فئة معينة من المثقفين. أتمنى التوفيق لهذه القناة ومن سيعمل بها وأن تكون إضافة مهمة وعلامة بارزة في الإعلام والثقافية العمانية.

هوية ثقافية واضحة
وقال احمد الراشدي: التعايش مع العالم أمر مهم جدا ولا يتأتى هذا التعايش بدون وجود هوية ثقافية واضحة ووجود قناة عمان الثقافية يعتبر فرصه جيدة لفتح آفاق واسعة مع المجتمع الدولي للتعرف عن قرب عن الهوية العمانية وسماتها الثقافية، وبطبيعة الحال تمضي الهوية الثقافية جنباً الى جنب مع السياسات الخارجية ،وهذا ما أكدته الدبلوماسية العمانية في دورها الحقيقي في العمليات السياسية، ويجب احترام الاختلاف الثقافي، بل وتعزيزه، ويمثل البقاء الثقافي، النقطة الأساس لهذه السياسات"
وقناة عمان الثقافية سوف يكون لها الدور الأبرز في غرس الهوية العمانية في الداخل ونقلها الى الخارج.

دور محوري
من جهتها قالت الكاتبة عائشه بنت احمد بن سويدان البلوشيه ومستشارة وزيرة التربية والتعليم لشؤون المدارس الخاصة: المطلوب من القائمين على هذه القناة بذل الجهود المضاعفة لمواكبة التطور التكنولوجي لإيصال معلومة تشبع نهم المشاهد المتطلع إليها، والخروج من القالب الكلاسيكي الممل، الذي ينفر الشباب من متابعة الأفلام الوثائقية، أو ملتقيات النقاش والحوار، والحمد لله فإن لدينا العديد من الشباب العماني الذين يقدمون في الفترة الأخيرة برامج رائعة وجاذبة.

وتؤكد البلوشية على أهمية عاملي التوعية والتسويق في عمل القناة وتضيف: يجب أن تضع "عمان الثقافية" أن من أهم أولوياتها التوعية والتسويق، التوعية الداخلية بالحفاظ على الهوية العمانية التي تخاطب العالم بالتسامح والتواصل مع جميع الحضارات، والتسويق بما لدينا من مقومات سياحية وثروات طبيعية جاذبة للسائح والمستثمر؛ وبالنسبة لدروها التشجيعي للشباب العماني فهو لا يقل أهمية عن سابقيه، فصناعة الأفلام الوثائقية لها ما لها من بصمة اقتصادية في عالم الإعلام المرئي.

وجه جديد
د.اسماعيل بن صالح الاغبري محاضر بكلية العلوم الشرعية وباحث في التاريخ العماني والموروث العماني تحدث عن القناة قائلا :اسم القناة عمان الثقافي وهذا يعني أن تبرز القناة الوجه الحقيقي الأصيل لعمان من حيث العمق الوجودي والبعد التاريخي والإنجاز الحضاري والفكري الذي قامت به عمان ،إطلاق اسم عمان على القناة يلقي على عاتقها العمل على البحث وعرض كل ما يتعلق بعمان من مكنونات المعارف وخزائن المخطوطات ومؤلفات الكتب.

دور الإعلام
وقال د. سيف بن ناصر المعمري أستاذ مشارك –كلية التربية جامعة السلطان قابوس وخبير دولي في مجال المواطنة وتربيتها : نبارك للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون هذه التدشين لهويتها وللاستديو هات الجديدة وأيضا للقناة الثقافية، وأرى أن توافر هذه الإمكانات الضخمة، سوف يساعد إن توافرت عوامل أخرى على تعزيز دور الإعلام العماني ليس محليا فقد ولكن عربيا، وفي ما يتعلق بانطلاق القناة الثقافية العمانية أجد أن هذه القناة وجودها على قدر كبير من الأهمية .فهي تمثل الحلقة المفقودة في القنوات التلفزيونية حيث نجد قنوات دينية وإخبارية ورياضية وسينمائية وموسيقية ولكن يغيب صوت الثقافة في كل هذا البث المتواصل .وهذا الغياب جزء من انحسار الاهتمام بالثقافة في المنطقة ..حتى على الإعلام المطبوالعقول. تجد المجلات الثقافية ولا الصفحات الأسبوعية في الجرائد تلك العناية التي تستحقها كمحفز لتحريك المياه الراكدة في المجتمعات العربية، ولذا فالقناة تمثل من وجهة نظري تمثل نافذة تفتح علها تحمل بذور جديدة تستطيع أن تسمر زهورا في بيئة عربية محطمة يملئها اليأس والإحباط والانقسام ..مما يتطلب رسالة تخاطب العقول ..والقلوب، والذائقة المفقودة

فضاء واسع
ويختتم المعمري حديثه عن المثقف العماني بقوله :أما للمثقف العماني فأنا أرى أن هذه القناة فضاء واسع لإبراز مختلف التيارات الفكرية في البلد، ومختلف انتاجاتهم الأدبية، وهذا يتطلب فتح فرص متساوية للجميع، بدون انحياز تنبع من أي مبرر كان، كما أتمنى أن يتقدم هذه القناة علماء عمان ..ومؤلفاتهم في أحياء نقدي للتاريخ العلمي العماني