مسقط-
تأسّست مدرسة الموج مسقط التابعة لمشروع عُمان للإبحار عام 2012م لتكون أحد المراكز الأربعة التابعة للمشروع والهادفة لتعريف الناشئة برياضة الإبحار الشراعي بمفهومها الحديث والمعاصر من خلال مجموعة من البرامج التي تأتي منها «البرنامج المجتمعي» والفرق الوطنية المنضوية تحت مظلّة «برنامج الناشئين».
فيعدّ «البرنامج المجتمعي» اللبنة الأولى والأساسية في الإبحار الشراعي حيث تستقبل المدرسة أعدادا من طلبة المدارس الحكومية والخاصة ليقوم مدرّبو الإبحار بإعطائهم حصصا نظرية تعريفية في الفصول الدراسية المخصّصة لهذا الغرض. وخلال هذه الحصص يتم تعريف الطلبة على أجزاء القارب وكيفية التحكّم بالأشرعة، إضافة إلى المتغيّرات التي تحكم الإبحار الشراعي كسرعة الرياح والوزن على القارب وحركة الأمـــواج. بعد ذلك يقوم المدربون بإخضاع الطلبة لتدريبات عمليّة حول تجهيز القارب والأشرعة قبل انطلاقها من المرسى إلى عرض البحر، بعد ذلك يبحر الصغار في البحر بإشراف مباشر من المدربين.
ولتقييم طلبة البرنامج المجتمعي ينظّم مشروع عمان للإبحار بشكل دوري سباقا بين المدارس لمعرفة الأكثر كفاءة من بين المنضمّين للبرنامج للانتقال إلى مرحلة أكبر على صعيد الإبحار الشراعي، حيث يتم ضمّ المتفوّقين إلى «برنامج الناشئين» الذي يعد مرتبة أعلى من سابقه بحيث يخضع المنتسبون إليه إلى مستويات أعلى من التدريبات النظرية والعمليّة التي تكفل حصولهم على جرعات كافية للتسابق مع نظرائهم. وفي هذه المرحلة يتم إعداد الأطفال نفسيا للمناورة في البحر وكسب ثقة أكبر للدخول في خضم المنافسات الرياضية، كما يتم تنظيم عدد من المعسكرات والمخيّمات التي تهدف إلى تعزيز الكفاءة والمهارات والتأهل لمنافسات محليّة وخليجية. وقد أدلى هذا البرنامج بدلوه في انتقاء واختيار بحارة عُمانيين للمشاركة في سباق بطولات بدول مجلس التعاون الخليجي وعدد من البطولات الآسيوية والأوروبية.
أما عن فئة القوارب التي يبحر فيها الأطفال فتسمّى بقوارب «الأوبتمست» أي «التفاؤل»، وهي الأصغر حجما والأجدر بالتدريب عليها كونها المعتمدة دوليا للناشئة لتناسبها مع حجم الجسم والفئة العمرية. وبعد تمرّس الأطفال على هذه القـــوارب ينتقلون إلى فئة أكبر حجما تدعى بفئة قوارب 4.7 والتي تعد أشرعتها أكبر وتعطي تحــديا أكبر للمناورة والتنافـــس في البحر.
ويتولّى إدارة مدرسة الموج مسقط للإبحار الشراعي علي بن راشد الشهيمي الذي له باع طويل في مجال الإبحار الشراعي والبرامج التدريبية المجتمعية والرياضية. وعلاوة على الفصول الدراسية، تضم المدرسة صالة رياضية ومكاتب إدارية وأماكن مظلّلة للقوارب ومراسٍ لها، ومزلق أمام مبنى المدرسة لإنزال القوارب إلى الماء ورفعها منه. وتتميّز الخدمات التي تقدّمه المدرسة لمرتاديها بأنها مصادق عليها دوليا من الاتحاد الدولي للإبحار الشراعي كما تقدّم الدروس التعليمية باللغتين العربية والإنجليزية من قبل فريق حائز أيضا على شـــهادات تدريبية معتمدة في مجال الإبحار الشراعي وتقديم الإسعافات الأولية وإجراءات السلامة، وقيادة القوارب الآلية، وقراءة الأحوال الجوية وغيرها. وتسهم رياضة الإبحار الشراعي في غرس مفهوم الحياة والنمط الصحي لدى الأطفال من خلال تشجيعهم على الممارسة والمثابرة والتدريب والمحافظة على اللياقة البدنية وغيرها من المهارات النفسية.