مياه مهدورة في مزارع السلطنة..إليكم طرق سقي النخيل

مؤشر الأربعاء ١٠/يونيو/٢٠٢٠ ٢١:١١ م
مياه مهدورة في مزارع السلطنة..إليكم طرق سقي النخيل

مسقط-ش

نفذت وزارة الزراعة والثروة السمكية العديد من البحوث المتعلقة بتقدير الاحتياجات المائية لأشجار النخيل في السلطنة، ودراسة تأثير مياه الري المضافة على الإنتاجية ودراسة تأثير نظام وكمية مياه الري على الإنتاجية وكفاءة استخدام المياه لأشجار النخيل. نستعرض من خلال التقرير بعض من هذه الدراسات ...
تستطيع أشجار النخيل أن تعيش في ظروف شديدة الجفاف مقارنة بأشجار الفاكهة الأخرى.، ولكن الحصول على إنتاج وفير من التمر ونمو مزدهر يتطلب كميات من المياه أكثر مما تتطلبه غالبية الأشجار.
ورغم ذلك فان كميات المياه التي يروي بها أغلب المزارعين تفوق كثيرا الكميات اللازمة لنمو وإنتاج جيدين. وقد يتحمل النخيل درجات ملوحة عالية مقارنة بالمحاصيل الأخرى.

ري الفسيلة بعد الغرس

في الشهر الأول من الزراعة، يجب أن تكون التربة رطبة دائما. ويلاحظ هنا ألا تزيد الرطوبة إلى درجة تكون التربة بها غدقة، فالري الزائد يعمل على نقص الأوكسجين وقد يعفن القلب والجذور، فيكون الري خلال تلك الفترة لمجرد الترطيب وتحفيز جذور الشتلة على النمو، وليس غمرها بالماء، فالشتلة لم تمتلك جذور كافية بعد فلا فائدة من الغمر سوى أنها تشجع الآفات العفن وإهدار للمياه، ولكن الري الناقص قد يعرض الجذور للجفاف. ويستمر لف الفسيلة بالخيش أو السعف لحمايتها من الصقيع أو الحر.

ري النخلة الحديثة

بعد تكون مجموع جذري جيد وقوي للفسيلة، بعد حوالي شهر من الزراعة، يوصى بري النخلة رية غدقة مرة كل 6-10 أيام في فصل الشتاء، وكل 3-5 أيام في فصل الربيع وفصل الخريف، ويوميا أو كل يومين في فصل الصيف، بحيث يزيد عدد الريات وتقل كمية الرية الواحدة مع زيادة نفاذية التربة.
ففي التربة الرملية (سريعة النفاذية) يمكن الري مرتين أسبوعيا في الشتاء، بينما تقل إلى مرة واحدة في التربة الطميية أو الصفراء. كما تزيد المدة بين الرية والأخرى وتزيد كمية الرية الواحدة مع زيادة حجم وعمر النخلة.

ري النخلة البالغة

بمراجعة متوسط ما تحصل عليه النخلة من مياه وفقا لتقديرات الاحتياجات المائية لشجرة نخيل التمر في محافظات السلطنة المختلفة الصادر من المديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية نجد انه يبلغ 55 م3/السنة لكل شجرة.
وقد أوضحت بعض الدراسات أن زيادة الري لا ينتج عنه زيادة في إنتاجية النخلة. هذا بطبيعة الحال للنخيل المزروعة لهدف اقتصادي متضمنا الفواقد من صرف وتسريب. أما النخيل في الحدائق فان الغرض منها وظروفها المحيطة من نباتات وأسيجة وظل ... كل ذلك من المحتمل ان يقلل من الكمية المذكورة الى النصف أو أكثر.

الاحتياجات المائية للنخلة

تختلف الاحتياجات المائية للنخلة حسب المناخ وفصل السنة. فالحرارة المنخفضة كما في الشتاء، تبطئ النمو وتقلل التبخر ما يقلل او يوقف الاحتياج للماء. ومع ارتفاع الحرارة المنخفضة بمرور الوقت يتزايد النمو والتبخر والنتح ومن ثم الاحتياج للماء حتى يبلغ الذروة في شهري يونيو ويوليو.
وتلعب مرحلة نمو البادرات دورا مهما في الري، فبعد سكون النمو في الشتاء حيث الري منخفض إلى أدني حد (مرة واحدة كل 10-14 يوم)، يتم الري بغزارة قبيل التلقيح. ويفضل إيقاف الري بعد التلقيح او تخفيضه لدرجة كبيرة اذ أن زيادته قد تسبب تساقط العقد الثمرية خاصة إذا كانت التربة غير جيدة النفاذية (ذات صرف رديء)، ولكن ينبغي زيادة الري اثناء النصف الثاني من الأثمار لأنه يسبب كبر حجم الثمار وجودتها.
وبعد وصول الثمار الى حجمها النهائي (قبل مرحلة البسر) يفضل تقليل الري للتسريع في نضج الثمار ورفع جودتها. وبعد الانتهاء من خرف الثمار يفضل زيادة الري (لفترة قصيرة) لتعويض النخلة وتنشيطها على تكوين الطلع، ثم يتم تخفيض تدريجي في كمية الري حتى حلول فصل الشتاء. كما يتم إجراء الري مع عملية التقويس (التذليل/التحدير). ويفضل الري في اوقات الصباح الباكر قبل ارتفاع درجة الحرارة.
وبصورة عامة يوصى بري النخيل مرة واحدة كل 4-7 ايام في الصيف وكل 10-14 يوما في الشتاء، وكل 8-9 ايام في فترات الحرارة المعتدلة. وبطبيعة الحال تلك التقديرات تتأثر بعوامل التربة والصنف وحجم النخلة.

الري بالتنقيط

أظهرت العديد من الدراسات نجاح نظام الري بالتنقيط مع أشجار النخيل، وسجلت له العديد من المميزات أهمها الخفض الكبير لكمية مياه الري، حيث يزيد نسبة توفير المياه عن 50% وقد وصل الى 90%، مقارنة مع طرق الري التقليدية. كما أن الري بالتنقيط يحد من انتشار الحشائش.
أما اهم سلبيات الري بالتنقيط للنخيل هو عدم تعمق المياه لأبعاد غائرة في التربة بما يكفي لتوغل الجذور للأعماق المعتادة في الري بالغمر، مما يخشى معه سقوط النخلة في حالات العواصف الشديدة. ويمكن التغلب على هذه السلبية بإضافة ريات غدقة بين فترات متباعدة، إضافة لزيادة كمية الري مقابل تقليل عدد الريات، أي دون زيادة إجمالي كمية الري بالموسم.

الري بالنافورة (الفقاعات)

إذا كانت احدى سلبيات الري بالتنقيط هو عدم تعمق جذور النخيل مقارنة عند الري بالغمر، فان هذه الطريقة تجمع بين حسنات الري بالتنقيط من ناحية توفير المياه، وفي نفس الوقت تتلافى عدم تعمق الجذور، حيث يتم تصريف كميات كبيرة (200-250 لتر/الساعة) من خلال فتحة مرتبطة بأنابيب ذات أقطار كبيرة نسبيا (1-10مم) مرتبطة بخطوط رئيسية، وذلك يشبه تدفق المياه من فتحة الصنبور، لذا من المهم أن يقام حول النخلة حوض بحجم كاف (كبير) لمنع تسرب المياه وعدم جريانها بعيدا عن النخلة.

الري تحت السطحي

يعتبر الري تحت سطح التربة من الطرق الحديثة، حيث تصل المياه الى الأشجار أو الفسائل البالغة بواسطة أنابيب بلاستيكية، ويتم توصيل فروع من هذه الأنابيب بالقوارير الراشحة المصنوعة من الخزف المدفونة تحت سطح التربة على أعماق مناسبة حسب امتداد الجذور ويضخ الماء بشكل مباشر الى التربة، وهو ما يقلل من نسبة البخر الذي يحدث بالري السطحي.
وتعتمد طريقة الري تحت السطحي على شبكة الأنابيب التي تستعمل للري بالتنقيط ولكن بدلا من تركيب المنقطات تركب (القارورة). ومن أهم مميزات هذا النظام التوفير في المياه بسبب خفض البخر وما تستهلكه الأعشاب من مياه، تقليل وجود الأعشاب بنسبة 95%، تقليل عدد العمال اللازمين للري والتعشيب، الاستفادة الكاملة من الأسمدة التي توضع مع مياه الري، عدم الحاجة الى تسوية وتعديل التربة، حيث يمكن زراعة الأشجار بأراضي الهضاب والأراضي المرتفعة والوعرة.

الري بالغمر

لا يزال العديد من المزارع يروى بطريقة الري بالغمر العشوائي دون تحكم وهذه تضاعف الكمية المفقودة من المياه، وتزيد كلفة التشغيل، إضافة إلى أنها قد تسبب تملح التربة. وإذا كان البعض يستصعب اتباع نظام الري بالتنقيط، وبالإمكان تحسين نظام الري بالغمر ورفع كفاءته عبر تبطين مساقي الري ثم تقسيم مساحات حقل النخيل إلى أحواض متجانسة الميول باستخدام المتون ليمكن غمرها في أقصر وقت ممكن بالمياه على الحامي، مع تحميل بعض المحاصيل الحقلية بين النخيل، فذلك سيوفر كمية ضخمة من الفاقد، وتختلف نظم الري بالغمر ولكن أشهرها هو الري بالأحواض.