مسقط ـ ش
أقام صالون الأربعاء، التابع للجمعية العمانية للكتاب والأدباء بالسلطنة ندوة ثقافية بعنوان: "التعاطي الصحفي مع الأوبئة من وجهة نظر علم الأخلاق"، قدمها الإعلامي والباحث في الفلسفة محمد بن رضا اللواتي. ابتدأ اللواتي الحديث من خلال حوار أداره الكاتب والباحث أحمد النوفلي، وقد نقلت الجمعية الندوة على كافة مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لها، وقد تابع العديد الفعالية، وشاركت جمع منهم في المداخلات ولمدى نصف ساعة ما بعد الندوة.
ففي المحور الأول قام اللواتي باستعراض دلالات المصطلحات الواردة في العنوان، وهي الصحافة، والوباء، والأخلاق. وعرف اللواتي الوباء بالمرض فهو يتسم بالانتشار السريع في رقعة جغرافية معينة، بناء على هذا التعريف يغدو الوباء موضوعا للصحافة من عدة زوايا وهي، تعريفه للناس، ونقل الحوادث المتعلقة به، وعرف اللواتي الأخلاقETHICS تعريفا لغويا، وهو السجية والعادة التي قد تكون حسنة وقد تكون سيئة، أكد بأنه وبحسب هذا التعريف، يغدو علم الأخلاق ذو علاقة وطيدة بعمل الصحافة خصوصا في موضوع الأوبئة من زوايا تتمثل في نقل الأحداث التي لها علاقة بمصالح الناس، ونقل المعلومة التثقيفية المرتبطة بازدياد وتنامي الوعي بالوباء، ومعرفة طرق مواجهته، يندرج أيضا تحت بند الديونتولوجيا، فهو من أشد ما يجب فعله.
الجذر المانح للأخلاق
وفي المحور الثاني، تطرق الباحث إلى مدرستين تعمقتا في الجذر المانح للأخلاق قيمة، وهما مدرسة مدرسة الفيلسوف البريطاني برنارد راسل، ومدرسة الجذور المعنوية الفوق المادية للأخلاق. وقال اللواتي أن مهنة الصحافة، إن كانت لأجل مصالح الناس، فإن أقامتها على مبدأ المنفععة الشخصية تفسيرا للأخلاق، يجعلها في مهب الريح، ولا يضمن أساس صدقها وشفافيتها، وإن مهنة الصحافة في حاجة إلى مبدأ أخلاقي يستند على المعنويات، وليس المصلحة الشخصية، حتى تتمكن من أداء واجباتها وتحقيق أهدافها.
انتقل اللواتي بعد ذلك إلى المحور الأخير، وهو تقييم دور الصحافة في تغطيتها للجائحة في السلطنة من وجهة نظر المبدأ الأخلاقي الغير نفعي، فتناول خمس أقسام من التغطية، وتمثل القسم الأول منها في الوقائع اليومية، حيث أكد بأن الصحف المحلية بذلت جهدا واضحا في تغطية الحوادث اليومية المتعلقة بالجائحة، تمثلت في ما تصدر من اللجنة العليا المكلفة بموضوع الكورونا من قرارات، وما تستجد من أرقام الاصابات، وعدد حالات الشفاء، وما إلى ذلك. وتمثل القسم الثاني في تقييم التغطيات الصحفية، تناولها لخط الدفاع الأول في مواجهة المرض من أطباء، ورجال الشرطة، وكذلك تناولها لأحوال المعزولين في الحجر المنزلي أو المؤسسي، واستطلاعات حول الوافدين الذين انتشر فيهم الوباء بشكل مكثف. القسم الثالث من أنواع التغطية الصحفية للجائحة، المتمثل في التوعية المجتمعية، فلقد أشار اللواتي إلى أن الصحف المحلية قد كثفت جهودها لنشر التوعية المجتمعية تجاه كيفية التعامل مع الجائحة، وكانت هنالك مشاريع مشتركة مع بعض المصارف ومؤسسات القطاع الخاص، ظهرت واضحة في مواقع التواصل الاجتماعي.
قرارات اللجنة العليا
وكان القسم الرابع من تغطيات الصحافة المحلية لأخبار الجائحة يتمثل في التقييم قرارات اللجنة العليا، وخلص اللواتي إلى أنه لم يجد استطلاعات أو مقالات تتناول تقييما لقرارات اللجنة العليا، إلا ما يتعلق بضرورة السماح للحياة التجارية أن تعود إلى طبيعتها خوفا من التضرر الاقتصادي المريع، هذا بعد أن طال اغلاق الأسواق، في حين تشكلت قناعة لدى العديد من البؤر الثقافية بأن قرار التعامل التدريجي مع الجائحة قد سمح للمرض بالانتشار والتوسع حتى بلغنا هذه الأرقام، إلا أن الصحافة لم تقم بنقل هذه الرؤى للجنة العليا.
القسم الخامس والذي عده اللواتي الحاسم تمثل في ما ستبذله الصحافة المحلية من جهد تجاه التوعية المجتمعية لمرحلة ما بعد الجائحة أو العودة الى الحياة في ظلها، فهذا الجانب هو الذي يتعلق بمستقبل علاقة الوطن بالمرض، حيث صدرت تنويهات بأن هذا المرض جاء ليبقى، لذا تقع على عاتق الصحافة أن تتحمل مسؤوليتها تجاه هذا الجانب.
لجنة شمال الباطنة
ومن ناحية أخرى أقر مجلس إدارة الجمعية العمانية للكتاب والأدباء تشكيل لجنة باسم "لجنة كتاب وأدباء محافظة شمال الباطنة" تتبع الجمعية إداريا وتنظيميا، وتكون امتدادا لها في محافظة شمال الباطنة لاحتضان الكتاب والأدباء، وإقامة الفعاليات والمناشط الثقافية والأدبية المختلفة، لتكون بذلك اللجنة الثانية للجمعية في محافظات السلطنة، بعد لجنة كتاب وأدباء محافظة الظاهرة، وتنضم في أنشطتها إلى فرعي الجمعية في كل من محافظة البريمي ومحافظة ظفار. وقد وافق مجلس إدارة الجمعية على تشكيل الفريق الإداري للجنة كتاب وأدباء محافظة شمال الباطنة للفترة 2020/2021م برئاسة الدكتور خالد بن علي بن خلفان العلوي وعضوية كل من، محمد بن عبد الرحمن بن علي المعمري (الطويل)، وأحمد بن سعيد بن عبيد البادي، والدكتور عبدالرحمن بن سالم بن علي البلوشي، والدكتور حميد بن فاضل بن راشد الشبلي.