التمر .. غذاء ودواء في رمضان

مزاج الجمعة ٢٤/أبريل/٢٠٢٠ ٠٤:٠٥ ص
التمر .. غذاء ودواء في رمضان

مسقط - ش
يمثل التمر أهمية كبيرة في حياتنا، إلا أنه يمثل أهمية أكبر بالنسبة للصيام والصائمين، ولذلك لما له من فوائد.. كما أن التمر من العناصر الغذائية زهيدة الثمن والمتوفرة لدى الجميع، غير أنها غني بأهم العناصر الغذائية ولذا فقد وصفه البعض بأنه يمثل غذاء و دواء للجسم في رمضان.. وقد جاء في الحديث الشريف: " إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمرٍ فإنه بركة، فإن لم يجد تمراً فليفطر على الماء، فإنه طهور" . وقد روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفطر على تمرات قبل أن يصلي، فإن لم تكن تمرات حسا حسوات (أو أرتشف رشفات) من الماء . وهذا يستوجب منا الحديث عن مدى أهمية التمر للصائمين، وفوائده و ما يمكن أن يقوم به أو يقدمه للجسم.

تأتي أولى فوائد التمر الذي يتناوله الصائم مع الماء أنه كما قيل عنه أن فيه 75 % من جزئه المأكول مواد سكرية أُحادية، سهلة الهضم، سريعة التمثيّل إلى درجة أن السكر في هذا التمر ينتقل من الفم إلى الدم في أقل من عشر دقائق، وفي هذا الحال يتنبّه مركز الإحساس بالشِبَع في الجمْلَة العصبية، فيشعر الصائم بالاكتفاء.

وقد وصف أن المرء إذا أقبل على الطعام بعد تناول التمرات وصلاة المَغرب، أقبل عليه باعتدالٍ وكأنه في أيام الفِطر، بينما المواد الدَسِمَة يستهلك امتصاصها أكثر من ثلاث ساعات, فمهما أكثر الصائم من الطعام الدسم لا يشعُر بالشِبَع، ولكن يشعر بالامتلاء، وفرقٌ كبير بين أن تشعر بالشِبَع وطعامٌ قليلٌ في معدتك، وبين أن تشعر بالامتلاء وقد غصَّت المعدة بما فيها من طعامٍ وشراب .

ولذا فالشعور بالشِبَع أساسه تنبُّه مركز في الجُملة العَصَبية، وبما أن سكر التمر من أبسط أنواع سكر الفواكه، فهو ينتقل مِنَ الفم إلى الدم في عشر دقائق، فأنت إن أكلت تمراتٍ ثلاث، وقمت إلى صلاة المغرب، وصل سكر التمر إلى مركز الشِبَع، فتأكل أكلاً معتدلاً, أما إذا أقبلت على المواد الدَسِمَة لا تشْبَع إلا أن تشعر بامتلاء المعدة فقط، قد تقول: لا أستطيع أن آكل, عندئذٍ تكفُّ عن الطعام، وهذه حكمة ربنا جل جلاله في هذه المادة التي جعلها الله خيراً عميماً ورزقا بسيطا ووفيرا لكل الناس.