دراسة لاتجاهات السكان في مصيرة عن السياحة

بلادنا الثلاثاء ١٧/مارس/٢٠٢٠ ١٢:٥٦ م
دراسة لاتجاهات السكان في مصيرة عن السياحة

مسقط - الشبيبة

أثبتت وعيا مجتمعيا حول التنمية السياحية .

أظهرت نتائج دراسة ميدانية لاتجاهات السكان المحليين في جزيرة مصيرة أن وزارة السياحة عازمة على تطوير السياحة في جزيرة مصيرة، وكشفت النتائج عن وجود وعي لدى السكان المحليين بأهمية مجتمعهم كوجهة سياحية، وأهمية التنمية السياحية للمجتمع المحلي.

وتوصّلت الدراسة التي أعدتها عزة بنت علي بن جميل العويسية - المتخصصة في علم الاجتماع في الرسالة التي أعدتها لاستكمال متطلبات الحصول على درجة الماجستير في الآداب بجامعة السلطان قابوس - إلى أن جزيرة مصيرة تمتلك مقومات سياحية طبيعية وثقافية تمكنها من تحقيق التنمية السياحية والرفاهية الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع المحلي، كما توصّلت الدراسة إلى أن السكان المحليين في الجزيرة لديهم اتجاهات إيجابية نحو النشاط السياحي وواعون بأهمية هذا القطاع ومدركون لدوره في المحافظة على الموروث الثقافي، كما يمتلكون الوعي السياحي من خلال احترام وقبول السائحين على اختلاف ثقافاتهم.

وتهدف الدراسة إلى التعرّف على الاتجاهات نحو التنمية السياحية في جزيرة مصيرة كأحد المجتمعات المحلية في السلطنة، والتي تشهد نشاطًا سياحيًا، وسعت الدراسة إلى تناول أحد الجوانب الاجتماعية في التنمية السياحية بتعرّفها على الاتجاهات من خلال معرفة رؤية وزارة السياحة وخططها حول التنمية السياحية والكشف عن اتجاهات السكان المحليين نحو التنمية السياحية في الجزيرة والإلمام بالتحديات التي قد تواجهها والآليات التي تساعد على تحقيقها.

وقد اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي وتم استخدام 3 أدوات بحثية لجمع البيانات وهي: تحليل الملخص الإلكتروني للاستراتيجية العمانية للسياحة 2016-2020م لمعرفة نصيب جزيرة مصيرة من الخطط والبرامج السياحية، و أداة الاستبانة لجمع البيانات من السكان المحليين، ودليلين للمقابلة أحدهما للقيادات الرسمية في بعض الدوائر الحكومية في جزيرة مصيرة والآخر للمختصين بوزارة السياحة.

وقد توصّلت الدراسة من خلال الأدوات البحثية إلى نتائج أهمها أن وزارة السياحة عازمة على تطوير قطاع السياحة في جزيرة مصيرة وتستهدفها في خطط الاستراتيجية العمانية للسياحة 2016-2040م، كما يسعى المجلس الأعلى للتخطيط إلى تنمية الولاية من خلال الدراسة الهيكلية لمخطط الجزيرة.

وأشارت الدراسة إلى وجود اتجاهات إيجابية نحو التنمية السياحية في جزيرة مصيرة؛ فالسكان المحليين لديهم الوعي الاجتماعي بأهمية التنمية السياحية للمجتمع المحلي.

وجاءت الدراسة كأحد المنطلقات للتنمية السياحية في الجزيرة، وتعد أحد مجالات اهتمام الباحث الاجتماعي في علم الاجتماع من حيث بحثها حول اتجاهات السكان المحليين؛ فالسياحة ظاهرة اجتماعية تمارس من خلال النشاط الإنساني داخل المجتمع وبذلك لامست هذه الدراسة أحد جوانبها بتعرفها على الاتجاهات نحو التنمية السياحية في جزيرة مصيرة.

الجدير بالذكر أن الجُزر تعد أحد المقومات السياحية التي تتمتع بها السلطنة؛ نظرًا لما تحويه من الإمكانيات الطبيعية الجاذبة للسياحة، وتعد جزيرة مصيرة أكبر جزيرة في السلطنة إذ تبلغ مساحتها 645.365 كيلومتر مربع، وتمثل معْلمًا سياحيًا في وسط البحر، ويرتكز سكانها في الجزء الشمالي منها في قرية تسمى رأس حلف حيث تتوافر الخدمات الأساسية للمعيشة، وأما بقية القرى فهي غير مأهولة بالسكان وذلك لعدم توفر الخدمات فيها إلا أنه توجد بها «العزب» وهي بيوت من مواد غير ثابتة يستخدمها السكان المحليون للترفيه عن أنفسهم في أوقات الفراغ والإجازات.

وتشهد جزيرة مصيرة توسعًا عمرانيًا مع تزايد عدد السكان المحليين والمقيمين، وتتمتع الجزيرة بطبيعة خلابة ومناخ معتدل وشواطىء هادئة تتيح فرصة مشاهدة السلاحف البحرية في بعض الأوقات، وتنتشر حول الجزيرة جزر صغيرة أخرى مثل جزر شعنزي ومرصيص وكلبان. ومن خلال أمواج بحر جزيرة مصيرة يستطيع هواة ركوب الأمواج ممارسة رياضة «الركمجة»، كما يُقبل عليها الكثير من السياح لممارسة هواية صيد الأسماك.